أكد المستثمر الشاب العائد من أوروبا "طلال الحكيم" أن المرحلة الانتقالية في الاقتصاد السوري مهمة جداً، وعلى الجميع أن يقف على إيجابياتها واستغلالها بشكل يخدم مصالحنا ومصالح البلد بشكل عام.

وقال لموقع eSuweda موضحاً صورة الاقتصاد التي يراها: «نحن نعيش في بلد جاهز تماماً للفرص والأفكار الجديدة، وأعتقد أن بلادنا تمتلك مقومات النجاح، وهي بلد خام وفيها قوانين مهمة ومشجعة يجب تطبيقها على أرض الواقع، والتخلص من البيروقراطية التي تعيق أي عمل، بالإضافة إلى التغيير الجذري الذي يتمثل في دخولنا مع الاتحاد الأوروبي في شراكة دائمة يجب استغلالها لمصلحتنا، وقراءة ما يناسب واقعنا وأسواقنا فضلاً عما يناسب أسواقهم للمنافسة المتوازنة».

أعمل الآن في تجارة الأدوات الكهربائية، ونركز مع شركائي على جذب الشركات العالمية وفتح السوق للمنافسة، وقد استطعنا خلال فترة وجيزة كسب أكثر من وكالة كبيرة ودخولها إلى أسواق "السويداء"، والهدف وضع الزبون أمام عدة خيارات لماركات جيدة

حديث الشاب "الحكيم" تركز حول تجربته طوال سبع سنين كاملة قضاها مهاجراً في القارة العجوز، وتحديداً في بلجيكا، وقال: «أنا من مواليد مدينة "شهبا" في العام 1979، من أسرة متوسطة الحال، وبعد نيلي للشهادة الثانوية العامة قررت إكمال دراستي في الغرب، وسافرت إلى بلجيكا في العام 2001، وكان الهدف الأساسي الذي سعيت خلفه منذ البداية هو معرفة الآخر، وتركزت دراستي على إدارة الأعمال، وبنفس الوقت قرنت ذلك بالعمل الذي يتعلق بدراستي، والشيء الذي يلفت النظر هناك أن لكل بلد ثقافته الخاصة، وتراثه الذي يحافظ عليه، ويشترك مع الدول الباقية بثقافة جامعة، وشكلوا معاً اتحاداً دائماً، وعملة موحدة، وحتى هذه اللحظة تحقق هذه الوحدة نجاحاً متواصلاً.

طلال الحكيم

وأثناء دراستي تعرفت على رجل أعمال هولندي وعملت معه في التجارة والبورصة، وكسبت منه الكثير من المعرفة والخبرة، وبعد تخرجي في الجامعة قررت العودة إلى الوطن، واقترن ذلك مع تحقيق طموحي المادي الذي استطعت من خلاله دخول السوق بشكل معقول».

تختلف نظرة "طلال" نحو الغرب عما هو متعارف عليه بين الشباب في بلادنا، حيث قال: «إن النظرة المادية هي السائدة هناك، وهناك تحريف للفكر الثقافي بشكل كبير، سبّب للإنسان هناك بعده عن إنسانيته، وأدى ذلك إلى انحلال الأسر هناك، وفهم الحرية بشكل خاطئ، المسافر إلى هناك يعتقد أن الحياة بسيطة وسهلة، وعن قناعة تامة أقول إن بلادنا بما تختزنه من ثروات قادرة على تشغيل الشباب الطامح للعمل».

أما عن العمل بعد أن استقرت به الحال في مدينة "السويداء"، فقال: «أعمل الآن في تجارة الأدوات الكهربائية، ونركز مع شركائي على جذب الشركات العالمية وفتح السوق للمنافسة، وقد استطعنا خلال فترة وجيزة كسب أكثر من وكالة كبيرة ودخولها إلى أسواق "السويداء"، والهدف وضع الزبون أمام عدة خيارات لماركات جيدة».