نشأ "مروان أبو فخر" المولود في قرية "كفر اللحف" عام 1965 متأثراً بالحرب التي يعيها تماماً وكأنها ما زالت أمام ناظريه، فقد رافق والده طوال خدمته العسكرية متنقلاً برفقة العائلة حسب ما يقتضيه الواجب الوطني.

وظهرت أعراض الحرب واضحة عليه من خلال الرسومات التي كان يخربشها على الورق أثناء طفولته، حتى تحولت هذه الخربشة هاجساً دائماً في حياته.

موقع eSuweda التقى الفنان العائد من سلطنة عمان في زيارة إلى قريته "كفر اللحف" وكان هذا الحوار.

جسر في حدائق صلالة

  • بدايةً حبذا لو تحدثنا عن طفولتك ومدى تأثيرها على تكوين شخصيتك؟.
  • ** ولدت في عائلة فقيرة ومتحابة تطوع رب أسرتها في الخدمة العسكرية، وكنا في ترحالٍ دائمٍ متى اقتضت الحاجة لذلك، وكان عمري سبع سنوات عندما شبت حرب تشرين التحريرية، وقد زرعت في رأسي صور الطائرات الحربية الذاهبة إلى جبهة القتال، وكان الشوق والقلق على والدي يملأ أرجاء المنزل، فكنت أرسم على دفاتري العلم السوري والطائرات المحلقة فوق جبل الشيخ وهي تقصف مواقع العدو، وقد طلب منا ونحن في الصف الثاني رسوماً عن الحرب، وكانت نقطة تحوّل في حياتي عندما تم اختيار لوحاتي ضمن المعرض، وتتابعت هذه الهواية أثناء دراستي في الإعدادية من خلال شبيبة الثورة والتحقت بمعهد الفنان "أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية في قسم النحت كتحدٍ لقدرتي على إتقان أكثر من لون في الفن حتى حانت اللحظة التي يجب أن أبدأ بها حياتي العملية.

    الإسمنت كأنه حجارة

  • متى أقمت أول معرض في حياتك؟.
  • ** سافرت للعمل في الجماهيرية الليبية عام 1989، ودرست مادة النحت والإعلان في معهد المدرسين في العاصمة "طرابلس الغرب" وأقمت عدداً من المعارض في قاعة الشعب الشهيرة هناك، حتى أحسست بالنضج الفكري والفني، وقررت على إثرها التوجه إلى مغامرة جديدة، وكانت دولة الكويت هي المقصد، حيث بدأت العمل في شركة لايف كريت الكندية و"تعني حياة الإسمنت"، وهي متخصصة بالخرسانة الملونة للأرضيات وإقامة الشلالات والجسور من مادة الإسمنت.

    الشلال العملاق في الليل

    وهنا يأتي دوري كفنان بالعمل على هذه المادة ونحت أشكال وألوان مختلفة وغير قابلة للكسر أو التشوه، ومن خلالها أصبحت شهرتي واسعة، وأعتقد أن معارضي أصبحت تتم في الهواء الطلق وأمام الناس، وبقيت على هذه الحالة مدة ثلاث سنوات عندما عرض ابن عمي "رابح أبو فخر" السفر إلى سلطنة عمان وتأسيس شركة "الشام" التي تهتم بالديكور الداخلي والخارجي للمنازل، حيث بدأت مغامرتي الجديدة هناك.

  • على مدى سنة ونصف اكتسبت شركة "الشام" شهرة واسعة في مدينة "صلالة" العمانية، ما الجديد الذي قدمته في عملك هناك؟.
  • ** لقد أدخلت مواد حافظة للإسمنت والحديد، وأصبح النقش على الإسمنت من ضروريات الديكور في منازل العمانيين هناك، خاصة بعد رؤية الشلالات والجسور والحدائق المشابهة لتراثهم، والتي قمنا بتنفيذها، واللافت للنظر أن البلدية هناك اهتمت بأعمالنا من أجل تجميل المدينة وحدائقها، وتوسعت أعمالنا لدرجة لم نعد قادرين على تلبية كل طلبات الزبائن، وأكثر عمل أفخر بإنجازه هو شلال من الإسمنت طوله 12 متراً وارتفاعه أربعة أمتار لا مثيل له في السلطنة، وهناك تكتشف أن الأشقاء العمانيين يعشقون الفن المبتكر الذي لا يبتعد عن الأصالة.

  • أنت اليوم في "كفر اللحف" ما الذي تخطط له مستقبلاً؟.
  • ** أتمنى أن أدخل النحت على الإسمنت إلى بلدي، وهو مشروع قادم بقوة بعد أن كونت مستقبلي، وفي رأسي مشروع كبير يحتاج إلى الكثير من الجهد والتخطيط والمال، وهو متعلق بذوي الاحتياجات الخاصة والمعوقين وأرغب بالتحضير له جيداً قبل طرحه.

    الجدير بالذكر أن الفنان "مروان" متزوج ولديه صبي وبنت.