«عندما اغترب أحد أصدقائي شعرت بأنني في مواجهة أولى مع الغربة، التي تحرمك من أعز الناس وخاطبته بجمل تذكره بلقائنا الأول وكانت: تنقلني ذاكرتي 25 عاماً عندما تقاطعت عيوننا وتعارفنا /سنوات خمس لا تنسى، تقاسمنا الدروب وتواعدنا / ولم أعرف أن الأقدار ستحملني إليه لأبدأ مشوار الغربة في البلد ذاته.

وأكمل ما قلت: شاءت الأقدار والتقينا في أرض الإمارات التي حملتنا وبمشيئة الله والحب والود الذي يغمرنا حماها وحمتنا».

العمل الهندسي نتاجه تغيير حقيقي في شكل الأرض من خلال الطرق والجسور والأبنية على اختلاف أنواعها، لأن المهندس هنا يضع بصمة، وبالنسبة لي ورغم النجاح المعنوي والمادي لازال حلمي العمل في بلدي لأضع بصمتي الخاصة في وطني وأبني مثل تلك الأبنية الشاهقة والمشاريع الحيوية التي نشارك في إشادتها أنا وعدد كبير من رفاقي المغتربين، لأنك هنا تبني للابن للأهل وقبل كل شيء للوطن هنا الهوية الحقيقة للعمل والحياة، ولذلك بدأت مع مجموعة من الأصدقاء المغتربين بدراسة افكار لمشاريع استثمارية تتجه في الغالب للمجال الانشائي المتخصص بالأبراج ولدينا افكارمتشعبة نعمل على دراستها، لتكون ضمن الاطار السليم للعمل الاستثماري في هذه المرحلة، التي شعرنا بها بالاهتمام بواقع المغتربين وما يحملون من أفكار نتجت عن خبرتهم الطويلة ولدينا شعور بأن الفترة مناسبة للعمل في هذا البلد الذي يتميز بما يمتلكه من طاقات وإمكانيات، لنكون اليد المساعدة والمحبة للوطن وعسى أن تكون بداية للاستقرار في بلدنا الذي طالما حلمنا به

هذا ما قاله المغترب المهندس "أنور هايل الحلبي" عندما تحدث لموقع eSuweda عن تجربته الغنية في بلاد الغربة بما فيها من شجن ووجع.

المهندس أنور الحلبي

وأضاف: «إن الاغتراب حاجة فرضها الطموح وحب الحياة ، كنا مجموعة شباب في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق تخرجنا وكلنا طموح بأن نمارس ما درسنا ومشروع تخرجنا المتخصص بالأبنية العالية، وبعد التعيين لدى الجهات العامة لم تتوافر فرصة العمل في هذا المجال وكان قرار الاستقالة، الذي لم يكن قراراً سهلاً بالنسبة لمهندس متزوج ولديه ولدان، وكان يشبه المغامرة، إلا أن الطموح كان أقوى ودفع بي لطريق السفر لتبدأ رحلة الاغتراب في عام 1998 في دولة الإمارات العربية، لتكون المكان الأرحب لتحقيق حلم العمل في المجال الانشائي المتطور في هذه البلد.

في البدايات عملت في شركات متواضعة لفترات محدودة، وخلال فترة العمل حرصت على العمل لتطوير مهاراتي، والتعرف إلى كل ما هو جديد ومنسجم مع روح العصر وقد انصب اهتمامي على اتباع دورات متخصصة بتنمية وإدارة الموارد البشرية والتخطيط الانشائي والمشاريع طويلة المدى، حيث حاولت الاستفادة من الطاقات العلمية والمهنية المتوافرة في دولة الامارات لأخطو خطوات عملية جديدة أعتبرها محطات هامة في حياتي وحياة أسرتي، كانت ثمرة لجهود كبيرة استهلكت عدة سنوات من عمري وجعلتني امتلك الخبرة المناسبة لأتقدم للعمل في شركات هامة ومتميزة».

وعن اثبات الذات وطبيعة العمل الخاصة في دولة الامارات وأوقات العمل الطويلة التي تحتاج للصبر والمثابرة قال: «عندما تجد نفسك في أرض غريبة بعيداً عن الأهل والأحباء تتسع مساحات الخيال لترتبط بصور متناقضة فأنت هنا بين النجاح والفشل بين تحقيق الطموح أو القبول بما يتوافر من فرص، هذه كانت قضية مصيرية بالنسبة لي حيث وضعت أمامي أهداف كبيرة أنجزت بعضها في الحصول على الخبرة وتطوير المهارة لأنطلق للعمل

في مشاريع ضخمة، تتجاوز تكلفتها مليارات الدراهم مثل "نخلة دبي" و"ومدينة دبي العمالية " ولتتضاعف ساعات العمل التي كانت تتجاوز في مرات عديدة / 18/ ساعة في اليوم

وقد كانت مرحلة غاية في الأهمية لأنها فسحت المجال للاختبارات العملية واثبات الذات، ففي الغربة العمل هو الفيصل وهو معيار الترقية والنجاح، وبعد هذه التجربة باشرت التخطيط لمشروعي الخاص الذي طالما حلمت به، وقد وفقني الله بتكوين شركة "المهند لمقاولات البناء" التي أخذت خطواتها للنجاح والتألق، من خلال وضع الأسس الصحيحة للبناء والخطط قصيرة وطويلة المدى هذه الشركة التي حملت اسم ابني الأصغر وخططنا لها أنا وزوجتي التي تعمل في نفس المجال كونها مهندسة مدنية وقد رافقتني مشوار غربتي، وهذه الشركة لها معاني كبيرة بالنسبة لنا لأنها حلم تحقق بفضل الجهد والتعب والأهم الصبر والتحمل على الرغم من المسؤوليات الكبيرة».

وعن حلم العودة والرغبة في ممارسة العمل على أرض الوطن ودخول مجال الاستثمار، أكد أن العمل في الوطن تأكيد للهوية وبصمة حقيقة حيث قال: «العمل الهندسي نتاجه تغيير حقيقي في شكل الأرض من خلال الطرق والجسور والأبنية على اختلاف أنواعها، لأن المهندس هنا يضع بصمة، وبالنسبة لي ورغم النجاح المعنوي والمادي لازال حلمي العمل في بلدي لأضع بصمتي الخاصة في وطني وأبني مثل تلك الأبنية الشاهقة والمشاريع الحيوية التي نشارك في إشادتها أنا وعدد كبير من رفاقي المغتربين، لأنك هنا تبني للابن للأهل وقبل كل شيء للوطن هنا الهوية الحقيقة للعمل والحياة، ولذلك بدأت مع مجموعة من الأصدقاء المغتربين بدراسة افكار لمشاريع استثمارية تتجه في الغالب للمجال الانشائي المتخصص بالأبراج ولدينا افكارمتشعبة نعمل على دراستها، لتكون ضمن الاطار السليم للعمل الاستثماري في هذه المرحلة، التي شعرنا بها بالاهتمام بواقع المغتربين وما يحملون من أفكار نتجت عن خبرتهم الطويلة ولدينا شعور بأن الفترة مناسبة للعمل في هذا البلد الذي يتميز بما يمتلكه من طاقات وإمكانيات، لنكون اليد المساعدة والمحبة للوطن وعسى أن تكون بداية للاستقرار في بلدنا الذي طالما حلمنا به».