الأستاذ "سعدو مرشد" ابن قرية "حرّان" الوادعة بين جنبات "اللجاة"، والذي هاجر منذ زمن طويل إلى أوروبا، بقي الوطن نصب عينيه وفي قلبه.

eSuweda التقى الأستاذ "مرشد" يوم السبت الواقع 1/11/2008 وجال معه في غربته التي وصلت لنصف قرن من الزمان حيث غادر "السويداء" عام 1944 إلى "حمص" وغادر سورية عام 1965 للدراسة في "النمسا" حيث أمضى هناك ثلاث سنوات، مع بعض السوريين، حتى حطت به الرحال في "سويسرا" ومنها نهائياً إلى "الدانمارك" حيث الاستقرار والعمل.

أمارس الصحافة منذ عشرين عاماً وأنا أكتب في أربعة صحف دانماركية ويقدم بعض البرامج في التلفزيون والإذاعة

وعن الدراسة والعمل قال: «أنهيت دراستي في علم الاجتماع والقانون، وبدأت رحلة التدريس في الجامعات هناك، وبنفس الوقت توظفت في وزارة الشؤون الاجتماعية».

وعن المدن والأماكن التي أثرت في شخصيته وصقلت مواهبه قال: «بالنسبة لي هناك، قريتي التي ولدت فيها تلك البلدة الصغيرة "حرّان" ذات الصخور السوداء العابقة بالتاريخ، وهناك مدينة "حمص" ملعب الطفولة والتي كانت تشكل الوعي الأولي لي اتجاه النور، حيث تعلمت فيها السباحة، وتعلمت كيف يصبح لي أصدقاء وكيف أكون إنساناً له فكر».

أما دمشق التي درس فيها الشهادة الثانوية العامة فقال: «هي كونتني سياسياً، وعرّفتني على العالم وجعلتني قادراً على الاختيار والانتقاء، أما المدينة التي كونتني وجعلتني كما أنا الآن فهي "كوبنهاجن" التي شحذت طاقتي وجعلتني على مستوى التحدي».

وعن عمله الحالي قال: «أمارس الصحافة منذ عشرين عاماً وأنا أكتب في أربعة صحف دانماركية ويقدم بعض البرامج في التلفزيون والإذاعة».

وعن الجاليات العربية هناك وعلاقته بها قال: «ليس هناك اختلاط كبير مع الجاليات العربية وليس لدي رغبة بالاجتماع بهم إذا لم يكن هناك داع لذلك، فالبلد الذي أعيش فيه هو بلدي، والناس الذين فيه هم ناسي وأهلي، ومقارنتي بالناس لا تكون أن هذا الشخص عربي أو دانماركي، ولذلك أحس بأن هناك اندماج كلي بيني وبينهم دون أن أنسى من أنا ومن أين أتيت وما هو بلدي».

وعن المشروع الثقافي الذي ينتهجه من خلال جمعية "لقاء ثقافي فوق الحدود" قال الأستاذ "سعدو مرشد": «إنني أمين السر في الجمعية، وهو مشروع ينطلق من رؤيتنا في الجمعية أن العالم يجب أن يتقرب بعضه من بعض، ونحن نحاول مد جسور الصداقة، وهذا يأتي عن طريق الفن بكافة أشكاله، فالموسيقا لا يوجد بها أي شكل للمراوغة، وهي نتاج القلب وتخاطب العقل، ونحن اخترنا البلد الجيد، لأن سورية برأيي هي مفتاح للشرق الأوسط، والشعب السوري شعب حضاري ويجب أن يستمر هذا الشعب في رفد الحضارة البشرية والمساهمة في تطورها».

يذكر أن الأستاذ "سعدو مرشد" كان وراء هذا الحضور الآسر والحميمي لمجموعة كبيرة من السينمائيين والفنانين والكتاب والمثقفين الذين جاؤوا من جميع الدول الإسكندنافية لإقامة لقاء ثقافي فوق الحدود "سلام على دمشق".