خمس وعشرون عاما متنقلا في أصقاع الأرض، بحثا عن العلم والرزق. وأخيرا لم يجد بدا من العودة والاستقرار في ارض الوطن، فالغربة جميلة وفوائدها لا تحصى كالتعرف إلى حضارات الآخرين ولغتهم وعاداتهم واكتساب الخبرات منهم.

"نضال خليل رافع" رجل الأعمال المشهور في العالم بوسامته وكرمه الذي لا حدود له، وضحكته المجلجلة النابعة من القلب حط الرحال في السويداء، وها هو يبدأ مرحلة جديدة من العمل فيها.

عندما اخبره والده المرحوم الشيخ "خليل رافع" كتشجيع له انه إذا حصل على "البكالوريا" فسوف يدعه يسافر إلى فرنسا.

لم يكن احد يظن أن "نضال" سوف يأخذ الموضوع على محمل الجد وينجح بامتياز، ويكون بعد شهرين في "باريس" ومنها إلى "سان فرنسيسكو" في الولايات المتحدة الأميركية يتعلم الطيران، ويعمل لكي يصرف على تعليمه المكلف. وعندما تخرج كانت الوظيفة بانتظاره كطيار خاص في مجموعة طيران داخلية تهتم بنقل المشاهير.

ولكن حادثا عرضيا افقده جزءا من السمع غير كل مخططاته حيث عاد إلى فرنسا التي اكتسب جنسيتها وتزوج منها، وعمل في مجال العطور التي أبدع بها، حتى وصل في شركة عالمية إلى مدير التسويق الخارجي فيها، وبدأت رحلاته المكوكية حول العالم بحثا عن أسواق جديدة دون أن يفكر في العودة إلى الوطن.

في "الأردن" الشقيق كان لقاؤه بالعائلة نقطة تحول لا تنسى، فالأيام والساعات التي أمضاها معهم غيرته وجعلت النوم يفارقه وهو يخطط للعودة دون أن يخبر أحدا، وها هو يعود إلى المدينة التي أحب ليبدأ في التخطيط للمشاريع الاقتصادية هنا، ومن يدري فقد يكون "نضال رافع" احد الصحفيين الذين سوف تعتز بهم سورية في المستقبل القريب فهل أجمل من العطر والإعلام؟.