لم تكن عودة المغترب رشيد ياسر سلوم الى أرض الوطن بعد غربة طويلة في الجماهيرية الليبية عادية، فالشاب الذي رحل صغيرا الى هناك ملتحقاً بوالده اكتشف أن الحياة في الغربة

يجب ان تستغل كما ينبغي لكون الوقت لا يرحم ولا الناس الذين يعدون عليه سنوات اغترابه الطويلة.

فإثر العمل المتواصل بلا كلل أو ملل وحسن علاقاته مع الإخوة في ليبيا، حيث بدأت سنوات القطاف بعد ان تخرج في جامعة الفاتح باختصاص مهندس زراعي بامتياز، وحيث قال: إن الأرض كانت هاجسه الدائم وان الخضرة سلاحنا الوحيد على هذه الارض للبقاء الازلي وهزم التلوث وانبعاثات الغازات السامة التي تحاصرنا، إثر ذلك اتجه الى المقاولات مع الدولة التي مدّته بكل ما يطلب لكونه أصبح مصدر ثقة لديهم حتى أصبح من اهم المتعهدين في الجماهيرية على الرغم من امكانياته المادية المتواضعة في البداية.

وعندما اشتد عوده قرر العودة الى الارض التي احب، فرائحة التراب الندي بعد ليلة شتاء طويلة ماتزال تعبق في أنفه ولا يمكن ان يتخلى عن حلمه مهما كانت المغريات.

وعندما عاد اكتشف ان مدينته بلا فندق واحد لاستقبال السائحين وضيوف المحافظة فوضع في رأسه فكرة استثمار فندق يغطي حاجة المحافظة فعرض عليه استثمار الفندق السياحي الوحيد في السويداء والمتوقف عن العمل منذ 16 عاما. وهكذا كان حيث وقّع ابو ياسر المستثمر الشاب عقد الفندق السياحي وهو يطمح في ان يكون الفندق في الخدمة أواخر السنة اذا سارت الامور كما يجب فهو يكره الروتين والمماطلة ويحب ان ينجز العمل بالسرعة القصوى، فالزمن لا يرحم أحداً كيف ونحن متأخرين كل هذه السنوات؟

فالسويداء كما يقول تتمتع بأجمل طبيعة وانقى هواء مملوءة بالكنوز والاوابد التاريخية وآثارها معروفة على مستوى العالم، فما الذي ينقصها لكي تكون عاصمة للسياحة في سورية؟

ومن احلامه الاخرى ان يحوّل بيتاً بازلتياً اثرياً الى مطعم شرقي خالص يقدم فيه المأكولات السورية المعروفة والمشهورة والتي تقدم عادة في المناسبات بجو الاطالة الذي كان ايام الاجداد حتى توصل الماضي بالحاضر وكي لا ننسى تلك الزنود التي قدمت الكثير للوطن بلا مقابل.

يذكر ان السيد رشيد سلوم من مواليد قرية بارك عام 1972 التي تبعد عن مدينة شهبا مسافة 14 كم الى الشرق وهي معروفة بكهوفها الكثيرة والتاريخية.