تعدّ زراعة البندورة من الزراعات التي يتكّئ عليها الفلاح لسدّ الاحتياجات الغذائية، وهي تحتاج إلى ريّ وكمية مياه وفيرة، الأمر الذي جعل زراعتها إشكالية بالنسبة لما تعانيه "السويداء" من شحٍّ في المصادر والتوفير، ولهذا أوجد البحث العلمي حلاً لتلك المشكلة.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 10 آب 2016، التقت "يحيى السغبيني" من قرية "حبران"، وبيّن قائلاً: «معظم مزارعي الجبل يعتمدون زراعة البندورة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من تلك المادة الغذائية، لكنها تتطلب مياه ريّ كثيرة؛ لأن زراعتها تعتمد ذلك، ولهذا أوجد البحث العلمي طريقة لحل إشكالية إنتاجية البندورة باعتماد الري الناقص وله ميزات وخصائص برفع مستوى الإنتاج وخفض تكاليف الإنتاج، وربما ذلك خفف عنا كمزارعين أعباء كثيرة، وحقق لنا مردوداً نحتاج إليه في ظروف اقتصادية صعبة».

معظم مزارعي الجبل يعتمدون زراعة البندورة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من تلك المادة الغذائية، لكنها تتطلب مياه ريّ كثيرة؛ لأن زراعتها تعتمد ذلك، ولهذا أوجد البحث العلمي طريقة لحل إشكالية إنتاجية البندورة باعتماد الري الناقص وله ميزات وخصائص برفع مستوى الإنتاج وخفض تكاليف الإنتاج، وربما ذلك خفف عنا كمزارعين أعباء كثيرة، وحقق لنا مردوداً نحتاج إليه في ظروف اقتصادية صعبة

حول حل الإشكالية الباحث المهندس الزراعي "سعود سربوخ" من محطة بحوث "حوط"، بيّن قائلاً: «تعاني محافظة "السويداء" شحّاً في الموارد المائية السطحية، وارتفاعاً في تكاليف استخراج المياه الجوفية العميقة، وغلاء في أسعار واحدة الحجوم من الماء، وزيادة في الطلب على المنتجات الزراعية بسبب الزيادة في السكان، والظروف الاقتصادية التي يعيشها المجتمع؛ وهو ما استنفر جميع الباحثين الزراعيين على ساحة المحافظة للعمل على استثمار الموارد الزراعية والموارد المائية بأعلى درجة من الكفاءة، مع الحفاظ على استدامة هذه الموارد وعدم استنزافها، لذلك تم العمل على تطوير عده تقنيات واستراتيجيات لتحقيق ذلك. ومن هذه التقنيات تطبيق الري الناقص على المزروعات بهدف خفض كميات مياه الري المقدمة للمزروعات من دون أن يؤثر ذلك في قيمة الربح الصافي من واحدة المساحة، وتوفير هذه المياه لزراعات أخرى يحتاج إليها السكان؛ وهو ما يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي أو الاقتراب منه، والري الناقص تعريفاً هو إضافة مياه الري بنسب مدروسة من الاحتياج المائي الفعلي للنبات، مع الاحتفاظ بمواعيد الريات فيما لو طبق الري الكامل على النبات المدروس، على أن لا يؤثر ذلك في قيمة الربح الصافي من واحدة المساحة».

المهندس سعود سربوخ

وحول نتائج الحقلية لتجارب بحثية، بيّن الباحث المهندس "حسام أبو الفضل" من بحوث الموارد الطبيعية في مركز بحوث "السويداء"، قائلاً: «بلغ الاحتياج المائي المتوسط للبندورة في منطقة الدراسة 575مم تقريباً عند تطبيق الري الكامل، كما أظهرت النتائج الأثر السلبي للري الناقص في إنتاجية الثمار من واحدة المساحة ومتوسط وزن الثمرة الواحدة، وكفاءة استخدام المياه التي تعبر عن كمية الإنتاج من الثمار مقدرة بالكيلو غرام المستحصل عليها من المتر المكعب الواحد من الماء؛ حيث انخفضت هذه المؤشرات معنوياً مع زيادة الإجهاد المائي الناتج عن تقليل كمية مياه الري المقدمة، وعلى النقيض من ذلك، فقد حسن تطبيق الري الناقص من الخصائص التصنيعية للثمار؛ حيث زادت نسبة المادة الجافة في الثمار، ونسبة المواد الصلبة الذائبة الكلية فيها، وكمية "دبس البندورة" الناتجة عن 1 كيلو غرام من الثمار معنوياً، مع زيادة الإجهاد المائي الناتج عن تقليل كمية مياه الري المقدمة، إلا أن نسبة الإصابة بعفن الطرف الزهري في الثمار زادت معنوياً مع زيادة الإجهاد المائي، وبناءً عليه وبالإجمال يمكن تطبيق الري الناقص على البندورة عند نقص الموارد المائية أو غلاء سعر الماء وفق نسب مدروسة تحدد بعد إجراء أبحاث واختبارات ضمن كل منطقة للوصول إلى أعلى ربح ممكن للفلاح من واحدة المساحة من الأرض ومن واحدة الحجوم من الماء، وعندها يمكن توجيه الثمار الناتجة لإنتاج مادة "دبس البندورة" سواء منزلياً أو صناعياً، بعد العمل على تطبيق تسعير الثمار بناءً على كثافة العصير الناتج عنها».

أثناء القراءة الميدانية
المهندس حسام أبو الفضل