مثّل موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" علامة فارقة في حياة العديد من الأشخاص الموهوبين والمبدعين في المجالات المختلفة، فقد بات بوابتهم إلى العالم الخارجي للتعريف بإبداعاتهم وإنجازاتهم.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 4 نيسان 2016، "سراء بلان" طالبة في المعهد العالي للموسيقا؛ لتسليط الضوء على هذه التجربة والفائدة التي حققتها من الترويج لأعمالها عبر هذا المنبر، تقول: «أنا طالبة تحضيري في المعهد العالي للموسيقا، وحققت عبر "الفيسبوك" ما لم أستطع تحقيقه على أرض الواقع من ترويج كبير وجذب لعدد كبير من الناس للاستماع إلى موهبتي في الغناء، فقد استطعت من خلاله استقطاب فرص رائعة ومميزة في حياتي حين بدأت نشر مقاطع الفيديو الغنائية بصوتي، ولاحظت تفاعلاً كبيراً من الجمهور والأصدقاء، واستطعت التعرف إلى المايسترو "هادي بقدونس"، حيث قدمت لي فرصة المشاركة ببرنامج لغة الروح، وقُدّم تقرير عني، وحصلت على لقب "بنت الجبل"؛ وهذا وسام شرف من الجمهور الذي أحب صوتي، إضافة إلى تقديم جماهيرية واسعة؛ حيث تجاوز عدد المشاهدات لأحد الفيديوهات ثمانين ألف مشاهدة، وأجريت معي العديد من اللقاءات الإذاعية في محطات سورية، منها إذاعة صوت الشباب بأول تجربة مباشرة على الهواء، وراديو فرح مع المايسترو "أمجد الباروكي"، وتلقيت عرض عمل للمشاركة في عمل مسرحي غنائي راقص مع المخرج "إياد السبع"، وحصلنا على المركز الأول في تونس».

محبة الناس هي الرصيد الحقيقي لأي شخص يرغب بطرق باب الفن، ومن خلال "الفيسبوك" استطعت اختصار زمن طويل والتعريف بأعمالي، ومميزة هي العروض التي أتلقاها من كبار الموسيقيين والملحنين في "سورية" والوطن العربي

وتتابع قائلة: «محبة الناس هي الرصيد الحقيقي لأي شخص يرغب بطرق باب الفن، ومن خلال "الفيسبوك" استطعت اختصار زمن طويل والتعريف بأعمالي، ومميزة هي العروض التي أتلقاها من كبار الموسيقيين والملحنين في "سورية" والوطن العربي».

سراء بلان

"علاء الجغامي" مهندس معلوماتية، تحدث أيضاً بقوله: «أصبح "الفيسبوك" أساسياً في حياتنا اليومية، فأنا أعمل في الرسم على الزجاج، وكنت حريصاً من البداية على توثيق أعمالي على مواقع التواصل كـ"الفيسبوك" و"الإنستغرام"، فكانت فعلاً وسيلة انتشار وترويج بسيطة وسهلة ومجانية، ولوسائل التواصل ميزة ممتازة أيضاً هي حفظ الأعمال المهمة بذاكرة آمنة، نستطيع الوصول إليها في أي وقت، إضافة إلى أنني أتلقى العديد من المراسلات من أشخاص ومهتمين، وتعرض علي فرص عمل من قبل أشخاص وشركات، فكنت منذ مدة في ليبيا بأكبر شركة زجاج، وكنت رئيس قسم الرسم والتصميم فيها».

الفنان التشكيلي "صفوان الهجري" أضاف: «عندما نعمل في مجتمعاتنا بمبدأ الفن للجميع وليس للنخبة فقط، نبحث عن منابر أوسع لطرح نتاجنا الفني من خلاله، وربما يكون الفنانون المعاصرون الأوفر حظاً من خلال هذه الفكرة، فإن انتشار وسائل التواصل الإلكترونية بمختلف تسمياتها قد حققت للفنانين تسهيلاً كبيراً لعرض نتاجهم على نطاق أوسع، وهذا العرض قد يحصد الكثيرين من المعجبين حقاً أو مجاملة، كما قد يواجه الكثيرين من المنتقدين الإيجابيين أو السلبيين، هذا التنوع بنماذج الجمهور هو بحد ذاته إيجابية أخرى لاستعمال حائط الشبكة الإلكترونية بالعرض، لكن ما نعانيه بهذا الموضوع وجود جهات تتبنى طريقة العرض وتستثمر تسويقه بالفائدة للطرفين، وإن وجدت فإننا نرى وجودها الخجول الذي سرعان ما يتلاشى في معظم الأحيان».

علاء الجغامي

"طالب غبرة" رئيس اللجنة الإعلامية لجمعية "الوفاء" الخيرية لذوي الاحتياجات الخاصة، تحدث بالقول: «جمعية "الوفاء" أول جمعية تنشئ صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" في "سورية" عبر المنتسبين إليها، حيث بدأ نشاطنا منذ عام 2010، والهدف كان نقل عملنا من مجلة شهرية إلى نشاط يومي وساعي وآني على موقع "الفيسبوك"، فلم نعد ننتظر صدور عدد الجريدة الخاصة بالجمعية للتعريف بنشاطاتنا، بل أصبحنا ننشر أنشطتنا المتنوعة مباشرة وعلى الفور، هذه الميزة منحتنا مساحة أوسع من حيث عدد الكلمات والصور، وتواصلاً سريعاً وسلساً وتفاعلياً مع الناس، فأصبح عدد القرّاء كبيراً، واستطعنا حصد مبالغ كبيرة من الناس، جميعها وظفت في الجمعية من إجراء عمليات جراحية وشراء مستلزمات لذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها، فكنا بمجرد الإعلان عن حاجة أحد المرضى إلى عملية جراحية نجد شريحة واسعة من الناس قد تفاعلت مع منشوراتنا، وقدمت لنا المساعدة كل حسب وضعه وإمكانياته، والميزة المجانية للنشر عبر الفيسبوك جعلتنا نلغي فكرة إنشاء موقع خاص بالجمعية نظراً إلى التكاليف، والاستفادة من هذه المبالغ بإجراءات مفيدة أخرى».

طالب غبرة