ما بين الكفاءة والنزاهة والمحسوبية والشخصنة يتم تكليف الأشخاص بالمهام الإدارية وفق رؤية وآليات عمل تعتمد على قواعد وأسس، بعضها يفشل والآخر ينجح، ولكن هذه المعايير ينعكس نجاحها وفشلها على المجتمع والتنمية الاجتماعية والإنتاجية.

وعن قدرة الإداري والمهارات والمعارف والعلوم التي تؤهله للنجاح في مهامه، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 29 آذار 2015، التقت "مزيد الحناوي" من أهالي مدينة "السويداء"، فبيّن قائلاً: «غالباً ما يصطدم المجتمع عند تحديد النظم الإدارية، بمجموعة من الأسئلة والاعتبارات تنحصر دائماً في طريقة وآلية اختيار الأجهزة الإدارية وأطقمها الفعلية، التي تعمل على وتيرة تقليد ما سبق، وبناء رؤية ذات نظرة وتوجه واحد تبتعد عن الأفكار العلمية لعلم الإدارة، وخاصة أن المهام الإدارية باتت تعتمد على الكفاءات العلمية دون الرجوع إلى ما تم القيام به من تأهيل إداري قائم على دورات يتبعها الأشخاص الذين تم اختيارهم لهذا العمل الإداري، وبالتالي كثيراً ما نرى مديرين عباقرة في العلم والدراسات العلمية وفي الإدارة ضعيفين؛ حيث يقضون على روح التنمية في أي دائرة أو مؤسسة، وأحياناً يكون لـ"المحسوبيات" وشبكة العلاقات دور واضح في انتقاء الإداري، وهناك حلول قدمها أصحاب الشأن في سنوات سابقة ولم تأخذ نصيبها من التطبيق والتنفيذ، حيث تم إحداث المعهد العالي للتنمية الإدارية، بهدف تأهيل كوادر كفؤة بعد إجراء الفحوصات العلمية والعملية لهم، حيث يتم انتقاء مجموعة كبيرة من جيل الشباب الذين يرسم لهم مستقبل الإدارة كمديرين بجدارة وكفاءة، ودون "محسوبيات"».

حين نقوم بدراسة الشخصية الإدارية وتأهيلها تأهيلاً مناسباً علمياً وفنياً، مرتبطاً بدرجة الشفافية والنزاهة، فإننا نقدم خدمة للمجتمع بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وهذه المقولة حالياً تتطلب جهداً كبيراً في القضاء على الفساد الإداري أولاً، والتشجيع على التنمية الإدارية وذلك باتباع منهجية عمل جديدة تحمل البعد الفكري والنفسي والاجتماعي للشخصية الإدارية، ربما يدفعنا ذلك للاعتراف بأن للمدير حينها عقلاً إدارياً وفكراً تنويرياً وإدارة تنموية، خاصة إذا ما اتبع الأتمتة في العمل والمحاسبة والتقييم وتبسيط الإجراءات الإدارية، والتخلص من منظومة الورقيات التي باتت تمثل عبئاً على المواطن والدولة، لأن التعقيد في طرائق تعامل الموظف مع المواطن بطلبات تدخل في المزاجية و"المحسوبية" والروتين والبيروقراطية المعقدة يسبب الفشل الإداري قبل التنموي

أما انعكاسات الفشل الإداري على حياة المواطن والموظف، فيقول "نواف كيوان" أحد المتقاعدين من أهالي "السويداء": «إن فشل الأجهزة الإدارية عند القيام بمتطلبات العمل الفني والإداري ينعكس بصورة مباشرة على الموظف والمواطن في آن واحد، فهناك مديرون يعملون وهم كثر ولكنهم في الخفاء يقدمون خبراتهم وطاقاتهم الإنتاجية بمستوى عالٍ، حتى تتحقق التنمية وينفذون الخطط المطلوبة التي تعكس بتنفيذها الفائدة على المواطن وعلى الموظف، إذ حين يقوم الموظف بعمله يشعر بقيمة عمله وشخصيته الرسمية ورؤيته الصحيحة في تحديد المسار القويم، وحين يتحقق المطلوب من العمل يشعر المواطن بقيمة الإنجاز بخلق فرص جديدة له في الاستفادة من التنمية والأساليب الإنتاجية الحديثة المتطورة، ولهذا لا بد من تكاتف الجهود لانتقاء الشخصيات الإدارية؛ وهو ما يحقق النجاح الذي يعود بالفائدة الحقيقية على الإدارة والمجتمع، وهي غاية ومطلب الجميع، ويشعر المواطن حينها بأن وراء طاولة المدير شخصاً من المجتمع وإلى المجتمع، وليس بمحسوبية خاصة، وإن الإدارة الناجحة هي الإدارة المدروسة الناظرة للإنسان على أنه كائن مبدع وخلاّق يعمل على تطبيق روح الإدارة لا قوانينها الآلية وهياكلها الجامدة».

مزيد الحناوي

وعن إحياء مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب، ومواجهة المواطن لتعقيدات الحياة التي يفرضها الإداري الفاشل؛ أوضح الشاب "ربيع الملحم" بالقول: «حين نقوم بدراسة الشخصية الإدارية وتأهيلها تأهيلاً مناسباً علمياً وفنياً، مرتبطاً بدرجة الشفافية والنزاهة، فإننا نقدم خدمة للمجتمع بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وهذه المقولة حالياً تتطلب جهداً كبيراً في القضاء على الفساد الإداري أولاً، والتشجيع على التنمية الإدارية وذلك باتباع منهجية عمل جديدة تحمل البعد الفكري والنفسي والاجتماعي للشخصية الإدارية، ربما يدفعنا ذلك للاعتراف بأن للمدير حينها عقلاً إدارياً وفكراً تنويرياً وإدارة تنموية، خاصة إذا ما اتبع الأتمتة في العمل والمحاسبة والتقييم وتبسيط الإجراءات الإدارية، والتخلص من منظومة الورقيات التي باتت تمثل عبئاً على المواطن والدولة، لأن التعقيد في طرائق تعامل الموظف مع المواطن بطلبات تدخل في المزاجية و"المحسوبية" والروتين والبيروقراطية المعقدة يسبب الفشل الإداري قبل التنموي».

نواف كيوان
ربيع الملحم