الشكوى متعددة الدلالات والمعاني، وتحمل العديد من التأويلات السلبية والإيجابية، وهي شائعة في مجتمعنا تحمل الحلول وتطرح المسائل.. كيف ننشر ثقافة الشكوى بطرح الحلول عبر الطاقة الإيجابية، وتحويلها إلى عامل تنمية بدلاً من تغليفها بالطابع السلبي؟

حول الشكوى ومضامينها الاجتماعية؛ مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 21 كانون الثاني 2015، التقت الباحثة الاجتماعية "عهد العماطوري" التي بيّنت قائلة: «تحمل الشكوى العديد من الدلالات الاجتماعية التي عرفت بأنها سلبية، ولكن هي ليست كذلك، لأن الشكوى بمضمونها معلومة، فحين يتقدم إنسان بشكوى للجهات المعنية يعني أنه يقدم معلومة للمؤسسة المعنية بالشكوى، بمعنى أنه يشرح خطأ فعل ما بأرقام وبيانات حول موضوع معين، وعليه لا يمكن تحميل مفهوم الشكوى على أنه طابع إيجابي بل يحمل الطابع السلبي هنا بالمعنى الاجتماعي، ولكن ضمن البعد الإنساني والاجتماعي منها هي تأمين حاجة، ومن ثم يتحول المفهوم من الطابع السلبي إلى الإيجابي عندما نعي تماماً أن تأمين الحاجة هي خدمة للمجتمع وليس للفرد بعينه، والركائز الأساسية في التنمية العملية وانعكاسها على فعالية الشكوى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالفكرة وليست بالفعل المجرد، أي إنها تعيش حركة فعلية لها طابعها بالتنفيذ؛ وهو ما ينعكس إيجاباً على المجتمع وأفراده، لكن الأهم في تقديري أن نجعل من الشكوى عاملاً إنتاجياً، وربما يتساءل بعضهم كيف؟ الأمر بسيط لو اتخذنا من أنفسنا المنطلق الأساسي في تحويل الاستهلاك إلى إنتاج، هنا يتطلب مقدم الحاجة "الشكوى" لمؤسسة ما طرح حلول منطقية يسهل تنفيذها وتطويرها، وهنا يساهم الشاكي بمعناه الإيجابي في حل أزمة أو مشكلة ما، وليس كانعكاس اجتماعي يدخل في الشخصية وبعدها الأخلاقي، من هنا لا بد من توضيح المفاهيم والمصطلحات العامة للشكوى على أنها مشكلة تحتاج لحل، وليست على أنها خطأ أو عامل فساد يتطلب المحاسبة والعقاب لصاحب الخطأ».

تحمل الشكوى العديد من الدلالات الاجتماعية التي عرفت بأنها سلبية، ولكن هي ليست كذلك، لأن الشكوى بمضمونها معلومة، فحين يتقدم إنسان بشكوى للجهات المعنية يعني أنه يقدم معلومة للمؤسسة المعنية بالشكوى، بمعنى أنه يشرح خطأ فعل ما بأرقام وبيانات حول موضوع معين، وعليه لا يمكن تحميل مفهوم الشكوى على أنه طابع إيجابي بل يحمل الطابع السلبي هنا بالمعنى الاجتماعي، ولكن ضمن البعد الإنساني والاجتماعي منها هي تأمين حاجة، ومن ثم يتحول المفهوم من الطابع السلبي إلى الإيجابي عندما نعي تماماً أن تأمين الحاجة هي خدمة للمجتمع وليس للفرد بعينه، والركائز الأساسية في التنمية العملية وانعكاسها على فعالية الشكوى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالفكرة وليست بالفعل المجرد، أي إنها تعيش حركة فعلية لها طابعها بالتنفيذ؛ وهو ما ينعكس إيجاباً على المجتمع وأفراده، لكن الأهم في تقديري أن نجعل من الشكوى عاملاً إنتاجياً، وربما يتساءل بعضهم كيف؟ الأمر بسيط لو اتخذنا من أنفسنا المنطلق الأساسي في تحويل الاستهلاك إلى إنتاج، هنا يتطلب مقدم الحاجة "الشكوى" لمؤسسة ما طرح حلول منطقية يسهل تنفيذها وتطويرها، وهنا يساهم الشاكي بمعناه الإيجابي في حل أزمة أو مشكلة ما، وليس كانعكاس اجتماعي يدخل في الشخصية وبعدها الأخلاقي، من هنا لا بد من توضيح المفاهيم والمصطلحات العامة للشكوى على أنها مشكلة تحتاج لحل، وليست على أنها خطأ أو عامل فساد يتطلب المحاسبة والعقاب لصاحب الخطأ

وعن رؤية الشكوى بالواقع الفعلي والبعد الثقافي، بين الكاتب الأستاذ "هيسم أبو سعيد" عضو اتحاد الكتاب العرب قائلاً: «كثيرة هي الأمثلة الواقعية التي تحمل حقيقة الشكوى الاجتماعية، منها على سبيل المثال ما مر بالبلاد خلال الأيام السابقة من عاصفة ثلجية كان عائقاً في تأمين مادة التدفئة، الأمر الذي دفع بأفراد المجتمع إلى استخدام أساليب وطرائق مخالفة للتنمية، كأن يتم العمل على التحطيب الجائر الذي بدوره يؤثر سلباً في الثروة الحراجية والقطاع الزراعي والإنتاج والبيئة وغيرها من المسببات والمشكلات في تشويه المنظر الجمالي للطبيعة، ولكن حينما يتم طرح التشذيب والتشافي للشجرة بمعنى التقليم واستخدام تلك المخلفات ونواتج تقليم أغصان الزيتون والأشجار الحراجية والمثمرة أثناء التقليم؛ فهذا يعني أننا ساهمنا في تحقيق إنتاجية وفيرة من الأشجار المثمرة وكذلك ساعدنا الأشجار الحراجية على النمو أكثر وزيادة الاخضرار الذي يعكس منظراً جمالياً وطبيعة خلابة، وهنا يتحول الإنسان من مستهلك جائر، إلى مستهلك منتج، وما ينطبق على الحراج ينطبق على باقي الاحتياجات اليومية من متطلبات وخدمات في مجالات عدة، وعليه لا بد من طرح ثقافة الشكوى بمفهومها الثقافي وبعدها الفكري، ويمكن تحويل الاحتياجات إلى أساليب حل وطرائق تنفيذ، للتخلص من مشكلات ومعوقات الحياة وما يواجه الإنسان هذه الأيام من رؤى وأفكار تقف حاجزاً في تطوير حياته وبنية تفكيره الاجتماعية والخدمية، وبتقديري يتم تحقيق وتوفير ما يصبو إليه المرء حين يحسن استخدام الطاقة الإيجابية الكامنة داخل كل فرد فينا، الباعثة أصلاً على الحل من داخل المشكلة، إذ العديد من مفاهيم الشكوى، يرتبط في تعزيز الرؤية الوضع الاجتماعي المنعكس على الوضع الاقتصادي، فإن الطاقة الإيجابية وعوامل منعكسها على ذهنية التفكير الإبداعي في خلق الحلول تجعل من الإنسان المنغمس في شوائب الحياة يجد مخرجاً لذاته، وتبقى الابتسامة مرسومة على محياه مع أفراد أسرته، وربما كان ذلك المعمم عاملاً مهماً بتحويل مسالك الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بمصير واحد يهدف إلى تحويل الشكوى من حالة سلبية إلى حالة إيجابية تساهم برفد الجهات المعنية بمقترحات الحلول وتفادي المشكلات».

الباحثة الاجتماعية عهد العماطوري
الكاتب هيسم أبو سعيد