يعرف اللعب حسب مفهوم البرمجة اللغوية العصبية أنه نشاط موجه يقوم به الأطفال لتنمية حواسهم وسلوكياتهم وقدراتهم العقلية والجسدية والوجدانية، وهو يحقق لهم المتعة والتسلية والتواصل الجيد مع المحيط.

مدونة وطن "eSyria" التقت مدرب البرمجة العصبية الدكتور "وسيم أبو جهجاه" في مدينة "شهبا" يوم الإثنين الواقع في 8 أيلول 2014، في المركز الثقافي العربي بمدينة "شهبا"، الذي تحدث عن تعريف اللعب لغوياً، وشخصية الطفل، والأهداف التي يؤمنها اللعب: «اللعب هو أي فعالية أو نشاط وحركة تزود صاحبها بالسرور، وتنتفي عنها صفة الجدية على عكس العمل، أما شخصية الطفل فهي مجموع ما يمتلكه من أفكار ومعتقدات وسلوكيات، وهي تناغم حسي حركي ناتج عن توازن نفسي عاطفي، وهناك عدد من الأهداف التي يؤمنها اللعب للطفل، منها إشعاره بالمتعة والبهجة والسرور، وترويض الجسم وتمرين العضلات، وتشويق الطفل وتنمية استعداده للتعلم، وبناء شخصيته من جميع النواحي، ومساعدته في فهم ذاته وتقبل الآخرين، ومعرفة العالم المحيط به، وإعداده للحياة المستقبلية، والمساهمة في تعليمه المهارات الاجتماعية، ومساعدته في تعلم المواد المدرسية، والتخلص من التوتر والانفعالات الضارة والطاقة الزائدة، وإشباع حاجاته بطريقة مقبولة اجتماعياً».

يجب على الأهل أن يقرنوا القول بالفعل، فمن جهة يعلمون أبناءهم عدم الكذب ومخاطره، ومن جهة أخرى يتصرفون أمامه بمواضيع مبنية على الكذب، وعلى الطفل أن يتعلم عدم إزعاج الآخرين عندما يقرر اللعب، أي تعليمه احترام القوانين الاجتماعية

وعن أنواع الألعاب التي يمارسها الطفل، وشروط اختيارها، تابع: «هناك أنواع عديدة للألعاب منها الدمى، والألعاب الحركية (القذف، التركيب، الأرجحة، الجري، الكرات، الطبيعة)، وألعاب الذكاء مثل: الألغاز، وتركيب الصور، وهناك ألعاب الحظ مثل النرد، وألعاب التخمين والشدّة، وأخيراً القصص والألعاب الثقافية، أما الشروط الواجب توافرها في اختيار اللعبة فهي خمسة: أولها أن تكون لها أهداف تربوية محددة، وثانياً أن تكون ذات قواعد سهلة وواضحة، وثالثاً أن تكون مناسبة لعمر الطفل العقلي والزمني، ورابعاً أن تكون من بيئة الطفل، وأخيراً أن تكون ذات ألوان زاهية وجذابة تلفت انتباه الطفل، وفي الحقيقة هناك أمور يجب مراعاتها عند اللعب مثل الحالة الحية والنفسية للطفل، وتحديد الوقت والزمان المناسبين، وألا يكون اللعب أثناء وقت الطعام أو تناول وجبة أساسية للطفل».

الدكتور "وسيم أبو جهجاه"

كل ما تم شرحه يحتاج إلى من يطبقه على أرض الواقع، حيث قدم "أبو جهجاه" نصائح للمربين في كيفية التعامل مع الطفل، وأكد: «العبوا مع أطفالكم وتواضعوا بالنزول إلى مستواهم، فلا ننسى أننا كنا أطفالاً وبحاجة ماسة لمن يداعبنا ويلاعبنا، وكذلك اهتموا بالتشجيع دائماً فهو من ركائز التقدير الذاتي، ولا مانع من المكافأة أحياناً، يجب التعلم كيف نعتذر من الطفل إذا ما ارتكبنا خطأ، فبشكل عملي نكون قد قمنا بغرس سلوك جديد، وفي حال قام الأطفال باللعب معنا فيجب شكرهم على ذلك. والأهم أن نقوم بتقمص دور الطفل في لعبة تبادل الأدوار فهي فرصة لنا لنضع أنفسنا مكان الآخرين، وفرصة للطفل للتعبير عما يجول بخاطره، وكذلك لا تميزوا بين الأطفال فلا يفوتنا أن كل طفل هو خلطة خاصة يختلف عن غيره بكثير من المزايا والمكونات، والنصيحة التي يجب ألا تغيب عن بال المربين هي البحث الدائم عن المعرفة والتجديد، والابتعاد عن الأشياء المتكررة والنسخ المتشابهة، فهو ما يبعث على الملل لدى الطفل والمربي معاً، وأخيراً، يجب أن نتعلم أن نكون صابرين؛ فالصبر ثم الصبر، فالمتسلق ينظر دائماً إلى الأعلى فقط».

وقد حرص "أبو جهجاه" على شرح عدد من النقاط الأساسية المتعلقة باللعب، منها أهمية اللعب للنمو الجسمي والحركي والحسّي، وكذلك أهميته للنمو العقلي والنمو الاجتماعي والنمو الانفعالي، والأهم من ذلك أهميته في التعلم، حيث طالبت السيدة "نهاد البيطار" بتعميم هذه التجربة، وقالت: «عملت بالتدريس سنوات طويلة، ونحن والأطفال بحاجة أن تكون كل فقرة من الفقرات التي طرحها الدكتور "أبو جهجاه" محاضرة كاملة أمام مدرسي الروضات والمدارس الرسمية، وكذلك عن طريق الاتحاد النسائي، خاصة أننا نعيش هذه المرحلة بالذات ومدى تأثيرها في الأطفال من خلال العنف اليومي الذي يشاهدونه».

الرياضة تحقق غايات مهمة للطفل.

أما مؤلف العديد من قصص الأطفال الأديب "خليل البيطار"، فأوضح: «عالم الطفولة يصعب الدخول إليه، ونحن بشكل عام ننظر إلى الطفل نظرة استعجال كي يكون كبيراً، وغالباً ما نمتدح فيه سلوك الكبار، ونفتخر بأنه يقول ويفعل ما يقوله ويفعله الكبار، وكأننا نريد قتل براءته عن سابق تصميم، وأنا مع ما طرحه الدكتور "أبو جهجاه" لتوضيح أهمية اللعب في حياة الأطفال وكيفية التعامل معه على أساس ذلك».

أما طبيب الأطفال المختص "محمود فخر"، فقد أورد أمثلة كثيرة عن اللعب وأهميته في حياة الأطفال، وأضاف: «يجب على الأهل أن يقرنوا القول بالفعل، فمن جهة يعلمون أبناءهم عدم الكذب ومخاطره، ومن جهة أخرى يتصرفون أمامه بمواضيع مبنية على الكذب، وعلى الطفل أن يتعلم عدم إزعاج الآخرين عندما يقرر اللعب، أي تعليمه احترام القوانين الاجتماعية».

ينظرون إلى الأمام، على أمل بالأفضل.