مع شح مصادر المياه في "السويداء" والتوجيه لاستخدام الري والاستفادة من نوعية المياه واستغلالها بعد معالجتها بشكل علمي وصحي، يجعل مشكلة الصرف الصحي تنحسر ويتم اتخاذ الإجراءات في تحقيق الفائدة منها لزراعة المحاصيل العلفية وغيرها من خلال الأبحاث والتجارب العلمية.

حول مشكلة الصرف الصحي والاستفادة من معالجتها؛ مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 6 أيلول 2014، التقت الباحث الدكتور "سامي الحناوي" رئيس دائرة بحوث الموارد الطبيعية في مركز البحوث العلمية الزراعية في "السويداء" بالقول: «يعد الماء من أكثر المصادر الحيوية في العالم ولكنه محدود جداً، وتعد عملية الري المستهلك الرئيسي للمياه. ولا تقتصر أزمة المياه على الندرة فقط، وإنما تمتد إلى نوعية المياه وصلاحية استغلالها، حيث تعتمد الدول على شراء المياه النقية من الدول المجاورة، أو معالجة مياه البحر، أو استعمال مياه الصرف الصحي المعالجة أولية، ثانوية، متقدمة، وفي محافظة "السويداء" انتشرت وحدات معالجة أولية للصرف الصحي تزال فيها المواد الصلبة بواسطة عملية الترسيب والمواد الطافية بواسطة المرور عبر شبك ذي فتحات صغيرة، أما العمليات الباقية من فصل زيوت ومعاملتها في أجهزة خلط خاصة فهي غير موجودة. وقد انتشرت في السنوات الماضية عمليات الري بهذه المياه على محاصيل الخضراوات والأشجار المثمرة والمحاصيل الحقلية، دون الأخذ بعين الاعتبار كمية الملوثات التي قد تنتقل إلى هذه المحاصيل. وعلى الرغم من القيمة الخصوبية للمياه العادمة، إلا أنها تحتوي على مسببات الأمراض ومواد كيميائية سامة أكثر من المستويات المقبولة، ومغذيات نباتية تفوق حاجات المحاصيل. لذلك، فإن استخدام المياه العادمة في الري قد يؤدي إلى تراكم مواد مغذية مفيدة ومواد غير مرغوب بها في الترب، وبالتالي سوف تؤثر في خصوبة وإنتاجية التربة، إضافة إلى إنتاج محاصيل قد تضر بصحة الإنسان».

أدى الري بمياه الصرف الصحي على المحاصيل العلفية إلى تراكم بعض العناصر مثل الصوديوم والكلور، وبعض المعادن الثقيلة مثل الرصاص والكادميوم في التربة والنبات، وعليه فإن استخدام الري بمياه الصرف الصحي على المحاصيل الحقلية العلفية يجب أن يتبع بدراسات حول إمكانية انتقال هذه العناصر إلى منتجات الحيوانات من حليب ولحوم، التي بدورها قد تنتقل إلى الإنسان وتسبب ضرراً بالصحة. وبناء على ما سبق تأتي أهمية استبدال المحاصيل الحقلية العلفية بأشجار الحور كي نتلافى أية أضرار قد تحدث على الصحة العامة، إضافة إلى استخدام نبات القصيب ودراسة تأثيره في التربة الزراعية المروية بمياه الصرف الصحي، وفعالية نبات القصيب في معالجة مياه الصرف، ومدى امتصاص هذا النبات للعناصر الثقيلة من التربة

وتابع الباحث الدكتور "سامي الحناوي" بالقول: «من المفيد التوجه لزراعة المحاصيل العلفية، المحاصيل الصناعية، الأشجار الحرجية، المسطحات الخضراء، نباتات الزينة، عمليات التبريد، وفي تجربة لتقدير التأثير طويل الأمد لإضافة المياه العادمة في مقاييس خصوبة التربة وإمكانية تراكم العناصر الثقيلة في نبات الشعير العلفي؛ أخذت عينات التربة من مواقع مختلفة رويت بالمياه العادمة لمده 10، 5، 2 سنوات، إضافة إلى موقع آخر لم يروَ بالمياه العادمة استخدم كشاهد في التجربة. ومن أعماق مختلفة تتدرج من الأفق السطحي للتربة حتى عمق 150سم؛ بينت النتائج زيادة وزن الناتج الخضري لهذه المحاصيل، إضافة إلى زيادة في تركيز الآزوت والبوتاسيوم والفوسفور في التربة ونبات الشعير، كذلك لوحظ زيادة في تراكيز الصوديوم والكلور في التربة والشعير، وبالنسبة للعناصر الثقيلة فقد لوحظ زيادة في تراكيز الكادميوم والرصاص خصوصاً في نبات الشعير. وعليه فمن الضروري مراقبة الحيوانات التي تتغذى على هذه المحاصيل لمعرفة إمكانية تراكم العناصر الثقيلة في الحيوان وإمكانية انتقالها إلى الحليب واللحوم، لتصل في النهاية إلى الإنسان. من خلال ما تقدم يتم الآن دراسة زراعة أشجار صناعية مثل الحور، الذي يحتاج لكميات كبيرة من المياه، إضافة إلى نبات القصيب الذي ينمو تلقائياً على طول خط الصرف؛ حيث يقوم نبات القصيب بما يسمى المعالجة النباتية للمياه الملوثة للتقليل من مستويات التلوث عن طريق آليات معينة يقوم بها النبات تؤدي إلى إزالة أو حجز أو تحليل الملوثات المختلفة من المياه الملوثة. وقد بينت بعض النتائج التي تم تحليلها إلى انخفاض في درجة حموضة التربة، إضافة إلى زيادة المادة العضوية مقارنة مع الشاهد، كما زادت تراكيز البوتاسيوم والفوسفور والصوديوم في الترب المروية بمياه الصرف الصحي، وما تبقى من عناصر صغرى وثقيلة في التربة والنبات سيتم تحليلها لاحقاً ليصار إلى عرض نتائج البحث كاملة في أقرب وقت ممكن».

الباحث المهندس سامر كيوان

وعن تأثير استخدام مياه الصرف في المحاصيل العلفية، بين الباحث المهندس "سامر كيوان" بالقول: «أدى الري بمياه الصرف الصحي على المحاصيل العلفية إلى تراكم بعض العناصر مثل الصوديوم والكلور، وبعض المعادن الثقيلة مثل الرصاص والكادميوم في التربة والنبات، وعليه فإن استخدام الري بمياه الصرف الصحي على المحاصيل الحقلية العلفية يجب أن يتبع بدراسات حول إمكانية انتقال هذه العناصر إلى منتجات الحيوانات من حليب ولحوم، التي بدورها قد تنتقل إلى الإنسان وتسبب ضرراً بالصحة. وبناء على ما سبق تأتي أهمية استبدال المحاصيل الحقلية العلفية بأشجار الحور كي نتلافى أية أضرار قد تحدث على الصحة العامة، إضافة إلى استخدام نبات القصيب ودراسة تأثيره في التربة الزراعية المروية بمياه الصرف الصحي، وفعالية نبات القصيب في معالجة مياه الصرف، ومدى امتصاص هذا النبات للعناصر الثقيلة من التربة».

الباحث الدكتور سامي الحناوي
من مشكلات الصرف الصحي