يعد حصاد المياه عاملاً مهماً في استخدام تقنية جديدة للحد من انجراف الترب الزراعية، إذ عمل الباحثون وفق رؤى علمية على ضبط وحفظ انجراف الترب وفق ظروف مناخية ملائمة للبيئة والمكان.

حول حفظ وضبط وانجراف التربة الزراعية على ميول متوسطة وكبيرة باستخدام تقنيات حصاد المياه في الظروف المناخية لمحافظة "السويداء"، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 27 آب 2014، التقت الباحث المهندس "عاطف عبد العال" من دائرة الموارد الطبيعية في مركز البحوث العلمية الزراعية بـ"السويداء"، فأوضح قائلاً: «تعاني معظم الأراضي الزراعية في المنطقة الجنوبية عامة و"السويداء" خاصة من عدة مشكلات، أهمها الطبيعة التضاريسية المعقدة حيث تتراوح نسب الانحدار الطبوغرافي بين 5 إلى 45%، وتشكل نسبة تتجاوز أكثر من نصف المساحة الزراعية ما يؤدي إلى عدم استفادة الزراعات من إجمالي الهطولات المطرية التي تذهب في معظمها على شكل جريانات سطحية إلى خارج الأراضي الزراعية بفعل الميل الطبوغرافي الكبير والمتوسط، ولعل تدني وعشوائية توزع الهطولات المطرية السنوية والشهرية قد سببت عدم تجانس في توزع رطوبة التربة خلال الموسم المطري، كذلك الفلاحات العميقة المتكررة للأراضي الزراعية المسايرة للميل الطبوغرافي مع الشدات المطرية العالية والمتوسطة تؤدي إلى زيادة كبيرة في انجراف التربة الزراعية، وللأسباب المذكورة نلاحظ تدنياً في الإنتاجية الزراعية إضافة إلى التدهور اللافت والخطير لمعظم الأراضي الزراعية، وتكشف الطبقات الصخرية والكلسية على الميول العالية، وإن أغلب الإجراءات المتخذة للحد من التدهور كانت على مستوى محدود وغير ناجحة لعدم قناعة المجتمعات المحلية بهذه الإجراءات؛ حيث لا بد من إيجاد وسائل أكثر فعالية بأقل تكاليف ممكنة وذات مردود سريع للحد من التدهور وزيادة الإنتاجية، يمكن تعميمها على معظم الأراضي الزراعية بأعمال فنية مبسطة ومقنعة للمزارعين والمستفيدين».

لعل أفضل طرائق حفظ وضبط انجراف التربة الزراعية في تعميم تقنيات الحصاد المائي حسب خصائص المواقع الطبوغرافية والمناخية للمساهمة في ترشيد استخدامات المياه، وإعداد خريطة قاعدة بيانات للعلاقة بين الميل الطبوغرافي وانجراف التربة الزراعية لتسهيل دراسة وتصميم مواقع نموذجية لإدارة مساقط المياه على مستوى محافظة "السويداء" بشكل عام ومنطقة ظهر الجبل بشكل خاص، وتدريب فريق عمل متخصص من مراكز بحثية وخاصة مركز بحوث "السويداء" على حصاد ونشر المياه اعتباراً من اختيار المواقع، وانتهاء بتصميم وصيانة المنشآت المتعلقة به، بهدف الحد من انجراف التربة الزراعية وتعميم تقنية السدات الحجرية الكونتورية المغلقة على الأراضي ذات درجات الانحدار المتوسطة والكبيرة، وبالتالي يمكن وضع الخطوط العريضة للحد من انجراف التربة وتحسين العوائد الإنتاجية الزراعية

وعن الحالة التنموية وفق منهج البحث العلمي بين الباحث المهندس "إحسان زينية" من دائرة بحوث الموارد الطبيعية بالقول: «يهدف البحث التنموي إلى وضع أساس علمي وعملي لإدارة المساقط المائية على مستوى المزرعة في ظروف المناطق التي تعاني من ظروف طبوغرافية معقدة. اختبار قدرة التقنيات الحجرية بمختلف أنواعها على إعاقة وتخزين مياه الجريان السطحي. الحد من انجراف التربة الزراعية. اختبار بارامترات تصميمية ذات تكلفة اقتصادية متدنية ذات فعالية جيدة في زيادة الإنتاج الزراعي ومقنعة للمزارعين وقابلة للتعميم على مستوى المزرعة. إقامة نماذج بحثية تنموية عن الإدارة المتكاملة للمياه على مستوى المسقط المائي ومن خلال التجارب تبين أن إدارة المساقط المائية بمختلف أنواعها باستخدام تقانات الحصاد المائي على مستوى المزرعة والحقل وحتى على مستوى الشجرة أعطى نتائج إيجابية سواء من حيث وقف الانجراف بنسبة زادت على 65%، وإعادة تأهيل العديد من المناطق المتدهورة كالمراعي الطبيعية والمستزرعة أو من ناحية زيادة معدلات رطوبة التربة بنسبة تراوحت بين 25 إلى 75%، وتلبية الاحتياج المائي للمزروعات عن طريق تأمين كميات مياه إضافية عن طريق تركيز الجريان السطحي إلى مناطق المجموع الجذري للأشجار، كما تعد تقانات الحصاد المائي من الطرائق الأكثر اقتصادية بتكلفة اقتصادية وسطية تتراوح بين 20 إلى 40 ألف ل.س للهكتار، ومن الطرق ذات الحلول السريعة والملموسة الأكثر نجاحاً في المناطق التي تعاني من شح معدلات الهطول المطري والطبوغرافية المعقدة، ويمكن رفع معدل الرطوبة من 250ملم إلى أكثر من 400ملم خاصة أن مناطق "السويداء" غنية بالحجارة التي تعد من المواد الأساسية لإنشاء التقنيات بمختلف أنواعها».

الباحث المهندس عاطف عبد العال

وعن حفظ وضبط انجراف التربة الزراعية على الميول المتوسطة والكبيرة باستخدام تقنيات حصاد المياه في شروط محافظة "السويداء"، بين الباحث المهندس "حسام أبو الفضل" بالقول: «لعل أفضل طرائق حفظ وضبط انجراف التربة الزراعية في تعميم تقنيات الحصاد المائي حسب خصائص المواقع الطبوغرافية والمناخية للمساهمة في ترشيد استخدامات المياه، وإعداد خريطة قاعدة بيانات للعلاقة بين الميل الطبوغرافي وانجراف التربة الزراعية لتسهيل دراسة وتصميم مواقع نموذجية لإدارة مساقط المياه على مستوى محافظة "السويداء" بشكل عام ومنطقة ظهر الجبل بشكل خاص، وتدريب فريق عمل متخصص من مراكز بحثية وخاصة مركز بحوث "السويداء" على حصاد ونشر المياه اعتباراً من اختيار المواقع، وانتهاء بتصميم وصيانة المنشآت المتعلقة به، بهدف الحد من انجراف التربة الزراعية وتعميم تقنية السدات الحجرية الكونتورية المغلقة على الأراضي ذات درجات الانحدار المتوسطة والكبيرة، وبالتالي يمكن وضع الخطوط العريضة للحد من انجراف التربة وتحسين العوائد الإنتاجية الزراعية».

الباحث المهندس إحسان زينية
الباحث المهندس حسام أبو الفضل