عرف الإرشاد الزراعي منذ القدم بأنه الطريقة والوسيلة المعرفية التي من خلالها يتم التواصل بين الفئات العلمية الأكاديمية والعملية الميدانية، ونقل أحدث التقانات العلمية الزراعية للفلاحين بطريقة التوعية، ونشر الثقافة المعرفية بينهم.

حول تاريخ الإرشاد الزراعي مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 22 آب 2014، التقت الدكتور "علاء الزاقوت" في دائرة الإرشاد الزراعي، قسم البرامج الإرشادية بـ"السويداء"؛ ليحدثنا أولاً عن المصطلح، فقال: «استخدم مصطلح الإرشاد الزراعي أول مرة في العالم في جامعة "كامبردج" ببريطانيا عام 1873، حيث بُدئ التفكير بنقل نتائج العلوم إلى حيث يسكن الناس، وبدأت ملامح التعليم الإرشادي الزراعي التشكل عام 1840، أما في الدول العربية فبدأ التفكير الجدي لوضع ملامح الإرشاد الزراعي بشكل جدي عام 1953 من خلال مؤتمر الإرشاد الزراعي الأول للشرق الأدنى الذي عقدته منظمة الأغذية "الفاو" في "بيروت"، علماً أن أول فكرة إرشادية زراعية بدأت في "سورية" كمحاولة كانت عام 1910 من خلال حقل مدرسة الزراعة في "السلمية - حماة"، وفي عام 1961- 1963 تم تشكيل مناطق إرشادية زراعية مثل: "قطنا بدمشق، ومحردة بحماة، وجبلة باللاذقية"، وتم عمل وحدات إرشادية خاصة بمحصول القطن تخدم الوحدة منها 40000 دونم، وتشرف على 2-3 حقول إرشادية، وكان عددها 56 وحدة إرشادية موزعة في مناطق زراعة القطن، وفي عام 1979 أحدثت مديرية الإرشاد الزراعي وأصبح لها هيكلية خاصة بها، وفي عام 1981 بدأ العمل ببناء وحدات إرشادية زراعية ضمن المشروع الوطني، وكان أغلبها في المناطق الشرقية والشمالية».

نشهد اليوم رغبة حقيقية لدى الفلاحين في استمرار النهج التشاركي وزيادة عدد المدارس الحقلية، والمطالبة باستمرار هذه المدارس لأكثر من موسم لما تحققه من فوائد كبيرة وتغييرات في معارف ومهارات وسلوكيات المسترشدين، ولما فيها من تبادل للخبرات بين الفلاحين أنفسهم وبينهم وبين الفنيين المشرفين على هذه المدارس، لأن الإرشاد حقق نجاحاً على الصعيدين العملي والعلمي، أما الأول فكان في تنمية وعي الفلاح بالعمل الزراعي، والثاني في الاستفادة من التجارب والخبرات العلمية من أصحاب الخبرة من باحثين وفنيين اختصاصيين في مجال الزراعة، بأنواعها المتعددة، وتكمن أهمية العمل الإرشادي في الاستمرار والديمومة؛ لأنه ينقل أحدث التقانات العلمية الحديثة للفلاحين بغية زيادة المعرفة والوعي

وعن دور الإرشاد في توعية الفلاحين أوضح الدكتور "الزاقوت" بالقول: «ساهم الإرشاد الزراعي بمراحله المختلفة في زيادة وعي المزارعين وتحسين مستواهم المعرفي والسلوكي بغية زيادة دخلهم والمساعدة في تحسين معيشتهم وتحقيق التنمية الريفية، حيث بدأ الإرشاد الزراعي نقل التقنيات الحديثة إلى الفلاحين من خلال إطلاعهم على تجارب البحوث الزراعية عن طريق الزيارات الميدانية والحقول الإرشادية، ويعاب على هذه الطرق قلة عدد الفلاحين المستفيدين بسبب محدودية الكادر الإرشادي، وصعوبة الوصول إلى عدد كبير من الفلاحين، ومحدودية عدد الحقول الإرشادية التي غالباً لا يقتنع الفلاح بها بسبب يقينه أن إمكانات الدولة أعلى من إمكانياته في تنفيذ هذه الحقول، واليوم يعتمد الإرشاد الزراعي على مفهوم النهج التشاركي في عمله من خلال إعداد البرامج الإرشادية انطلاقاً من مستويات الوحدات الإرشادية، ومن خلال تطبيق أسلوب المدارس الحقلية للمزارعين ما يتيح تغييراً جوهرياً في القيم السلوكية والاجتماعية لمجتمع المزارعين، ويساعد على تفجير طاقاته الكامنة والمبدعة، واستثمار أفضل لموارده المتوافرة بما يساهم في زيادة الإنتاج والدخل، ولذلك فالعمل الإرشادي الزراعي اليوم يقوم على الإقناع وليس الإجبار، ويتم بالتعاون مع المزارعين الراغبين طواعية ومع القادة المحليين».

المهندسة هدى زهر الدين

وعن تأهيل المرشد الزراعي وعلاقات التشارك في توعية الفلاح؛ بيّن قائلاً: «يخضع المرشد الزراعي إلى دورات تدريبية في مجال الإرشاد الزراعي وبعض المجالات الفنية، بما يساعد المرشد على كسب ثقة الفلاح وتكوين علاقات طيبة معه في القرى والبلدات، كما يعمل الإرشاد الزراعي على إيجاد علاقات وثيقة مع البحوث العلمية الزراعية، ويقوم بنقل التجارب ونتائج الأبحاث المميزة إلى حقول المزارعين، كما يقوم المرشد بوضع البرامج والنشاطات الإرشادية انطلاقاً من واقع الفلاحين وبناء على مقترحاتهم واهتماماتهم، كل هذه الأمور أدت إلى زيادة وعي الفلاح واستجابته إلى المرشد الزراعي على الرغم من العقبات الكبيرة التي تعترض عمل الإرشاد وأهمها: تعدد جهات الإشراف على الوحدات الإرشادية وتحميلها أعباء كبيرة غير إرشادية، وعدم توافر وسائط النقل الكافية للوحدات الإرشادية في عملها، وعدم الاستقرار في الكادر الإرشادي بسبب التنقلات المستمرة، والتوزيع غير المنتظم لهذا الكادر».

وعن تطور عمل الإرشاد بينت المهندسة "هدى زهر الدين" رئيسة دائرة تنمية المرأة الريفية في قسم الموارد البشرية والإرشاد، قائلة: «نشهد اليوم رغبة حقيقية لدى الفلاحين في استمرار النهج التشاركي وزيادة عدد المدارس الحقلية، والمطالبة باستمرار هذه المدارس لأكثر من موسم لما تحققه من فوائد كبيرة وتغييرات في معارف ومهارات وسلوكيات المسترشدين، ولما فيها من تبادل للخبرات بين الفلاحين أنفسهم وبينهم وبين الفنيين المشرفين على هذه المدارس، لأن الإرشاد حقق نجاحاً على الصعيدين العملي والعلمي، أما الأول فكان في تنمية وعي الفلاح بالعمل الزراعي، والثاني في الاستفادة من التجارب والخبرات العلمية من أصحاب الخبرة من باحثين وفنيين اختصاصيين في مجال الزراعة، بأنواعها المتعددة، وتكمن أهمية العمل الإرشادي في الاستمرار والديمومة؛ لأنه ينقل أحدث التقانات العلمية الحديثة للفلاحين بغية زيادة المعرفة والوعي».

الدكتور علاء الزاقوت