عمليات التخزين باتت رؤية علمية في قدرة تحمل المنتج لطرائق الحفظ والتخزين المتعددة؛ حيث كان الإنسان يعمد في حفظ مؤونته إلى طرائق مختلفة كالتجفيف والتعقيد وغيرها..

ولمعرفة القدرة التخزينية للتفاحيات والكرمة مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 20 آب 2014، التقت الباحثة المهندسة "أريج بو صبح" في مركز البحوث العلمية الزراعية في "السويداء"، فبينت قائلة: «تعد عمليات جمع وإعداد وتخزين الحاصلات البستانية من العمليات الأساسية المهمة في الإنتاج الزراعي، ولضمان وصول الناتج الزراعي إلى المستهلك بحالة جيدة؛ لا بد من الاهتمام بعمليات الجمع والإعداد والتخزين حتى يضمن المحافظة على صفات المحصول ومنعه من التدهور والتلف؛ وبالتالي الوصول إلى أفضل مقاييس الجودة التي ترضي ذوق المستهلك وتحقق أعلى عائد اقتصادي، وهنا لا بد من الإشارة إلى عامل الفقد؛ إذ يعد الفقد الكلي من أهم المشكلات التي تتعرض لها الحاصلات البستانية بعد القطاف وخلال التخزين، حيث يمكن أن يصل الفقد الكلي إلى 30% من الثمار المقطوفة، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، أهمها:

يعد العمل في التخزين عملاً شاقاً، ذلك لأنه يتضمن الفقد ويدخل الفقد باب التعميم الكلي، وهو من أهم المشكلات التي يتعرض لها الإنتاج خاصة التفاحيات والكرمة بعد مرحلة القطاف وخلال التخزين، ومن الضروري العمل على اتخاذ مجموعة من الإجراءات العلمية لتقليل الفقد الكلي والحفاظ على الخواص العامة، وتعمل هذه الخطوات على منح المنتجات ديمومةً أكبر

1- المعاملات الزراعية غير الصحيحة.

المهندسة أريج بو صبح

2- عدم القطاف في الموعد المناسب.

3- التأخر في نقل المنتج إلى وحدات التبريد.

الباحث الدكتور بيان مزهر

4- الإجراءات المتبعة أثناء التخزين.

5- عدم التخلص من حرارة الحقل.

6- آلية إدخال الثمار إلى وحدات التبريد وإخراجها».

وعن المعاملات التي تقلل من الفقد الكلي أوضحت الباحثة بالقول: «هناك مجموعة من المعاملات تم العمل بها لتقليل نسبة الفقد الكلي؛ التي تتمثل بالقطاف في الموعد الأمثل؛ وذلك بالاعتماد على مؤشرات النضج، حيث تتم دراسة مؤشرات النضج الخاصة بالأنواع المدروسة كتفاح وإجاص وعنب، بالاعتماد على معرفة فيما إذا كانت الثمار "كلايمكتيرية" حيث تستطيع أن تتابع نضجها بعد القطاف وخلال التخزين بتأثير هرمون "الإيتلين" الذي يعرف بهرمون النضج النباتي، أو ثمار "غير كلايمكتيرية" كما في العنب حيث لا تستطيع الثمار متابعة النضج إذا قطفت قبل أن تكمل نموها وتصل للطعم والنكهة المميزين للصنف، ومن أهم مؤشرات نضج المواد الصلبة الذائبة هي الصلابة، أي: درجة النشاء والسكريات والحموضة الكلية، ثم معرفة وتطبيق طرق القطاف المناسبة لكل نوع، إذ تلعب طرق القطاف غير الصحيحة المسببة للكدمات والأمراض دوراً كبيراً في الفقد الوزني، وكذلك الاهتمام بالمعاملات التي تزيد من القدرة التخزينية بدءاً من معاملات ما قبل القطاف المتمثلة بتطبيق بعض المعاملات مثل الرش بمركبات الكالسيوم، والتقليم الصيفي، التي تلعب دوراً في الحد من بعض الأمراض الفيزيولوجية، وبالتالي تقليل الفقد من المحصول وتطبيق تقنيات الجو الغازي شبه المعدل "التغليف بأكياس البولي اثيلين" على كل من التفاح والإجاص والكرمة، حيث تختلف كفاءة هذه الطريقة في إطالة الحياة التخزينية للثمار باختلاف نوع الفاكهة المخزنة، وقد بينت النتائج في قسم بحوث التفاحيات والكرمة أن التغليف يصلح للتخزين المتوسط الأمد في التفاح، فيما ينصح به للتخزين الطويل في الإجاص، إضافة إلى بعض المواد التي استخدمت على التفاح والإجاص، والتي لعبت دوراً كبيراً في إطالة الحياة التخزينية فيهما، ولا بد من تعقيم حُجرات التبريد وتهويتها بشكل جيد، وإجراء عملية التبريد الأولي لتخليص الثمار من حرارة الحقل قبل إدخالها بصورة نهائية إلى حجر التبريد، لما لهذه العملية من دور كبير في المحافظة على مواصفات الثمار النوعية والتسويقية، والتحكم بشروط التخزين من حيث درجات الحرارة والرطوبة والتهوية المناسبة للنوع والصنف والتدريجات ضمن الصنف الواحد، حيث أشارت نتائج التجارب التي نفذت إلى أن الدرجة الثانية هي الأقل فقداً بالوزن بالمقارنة مع الدرجة الأولى والثالثة في صنف التفاح "غولدن ديليشس"، ولا بد من التوصية بضرورة إدخال تقنيات التخزين ضمن الجو المتحكم به».

الباحث الدكتور "بيان مزهر" رئيس قسم بحوث التفاحيات والكرمة، أشار إلى أهمية التخزين بقوله: «يعد العمل في التخزين عملاً شاقاً، ذلك لأنه يتضمن الفقد ويدخل الفقد باب التعميم الكلي، وهو من أهم المشكلات التي يتعرض لها الإنتاج خاصة التفاحيات والكرمة بعد مرحلة القطاف وخلال التخزين، ومن الضروري العمل على اتخاذ مجموعة من الإجراءات العلمية لتقليل الفقد الكلي والحفاظ على الخواص العامة، وتعمل هذه الخطوات على منح المنتجات ديمومةً أكبر».