للحراثة الصيفية تأثير على إنتاجية القمح والحمص ورطوبة التربة في ظروف الزراعة الشتوية، فالعلم قائم على التجريب والعمل المستمر، والحراثة لها أبعادها الاجتماعية عند الفلاح.

حول الحراثة الصيفية ونتائجها على إنتاجية القمح والحمص، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 24 تموز 2014، التقت الدكتور المهندس "مشهور غانم" رئيس مركز البحوث العلمية الزراعية بـ"السويداء" فبيّن قائلاً: «لعل مبررات العمل هي الحاجة إلى دراسة الحراثة، وإن أهم المبررات تراوح المساحات المزروعة بالقمح البعل بين 28 و30 ألف هكتار، والحمص البعل بين 22 و24 ألف هكتار، إذ تعدّ "السويداء" من أهم مناطق إنتاج الحمص في القطر، وتتعرض المحافظة والقطر إلى حالة من الجفاف بسبب انخفاض معدلات الأمطار، ما أدى إلى طرح فكرة تطبيق الحراثة الصيفية بعد الحصاد بهدف الحفاظ على ما تبقى من رطوبة التربة، وكان الهدف دراسة تأثير الحراثة الصيفية على إنتاجية القمح والحمص، وعلى رطوبة التربة والمحتوى المائي في التربة.

ساهمت الحراثة الصيفية في زيادة الأعشاب الغريبة في الحقول مقارنة مع القطع غير المحروثة صيفياً، وهذا ناتج عن طمر بذور الأعشاب بالتربة في حين في القطع الأخرى أدى الرعي بعد الحصاد أو انتقال الأعشاب اليابسة من الحقل مع الرياح لخارج الحقل إلى التخفيف من عدد بذور الأعشاب الغريبة، وبالتالي قلل من عدد الأعشاب في الحقل، كما أدى تبوير الأرض إلى زيادة كثافة الأعشاب مقارنة مع الأرض المزروعة سواء بالقمح أو الحمص، وبالتالي كخلاصة؛ لم تعط الحراثة الصيفية بعد الحصاد مباشرة أية فائدة تذكر سواء في زيادة الإنتاج أو تحسين نوعيته، بل زادت من نسبة الأعشاب في الحقول، وبالتالي هناك رؤية تتضمن عدم النصح بتطبيق الحراثة الصيفية بعد الحصاد مباشرة في ظروف منطقة التنفيذ، ونقترح اختبار مواعيد أخرى للحراثة كالحراثة الخريفية قبل الأمطار، بهدف زيادة قدرة التربة على استيعاب الأمطار، أو الحراثة الربيعية بعد انتهاء موسم الأمطار للحفاظ على الرطوبة داخل التربة

فبظروف زراعة الحمص والقمح في المنطقة المستهدفة كان التجريب بمخطط العمل اختبار معاملتين للحراثة: دورة رباعية مع حراثة صيفية، ودورة رباعية دون حراثة صيفية، والأصناف المستخدمة زراعة القمح من الصنف شام 3، والحمص من الصنف غاب 4 بعد هطول الأمطار ضمن دورة زراعية رباعية تم فيها تنفيذ التتابع التالي: قمح، بور، حمص، بور، حيث كان معدل البذار 10كغ/ دونم لكل من القمح والحمص».

الدكتور مشهور غانم

وتابع "غانم" بالقول: «جرت مجموعة اختبارات وتحليل في مجال النبات ضمن دراسة وإنتاجية وحدة المساحة من القمح والحمص، وطول النبات، عدد الإشطاءات في نباتات القمح، عدد السنيبلات في سنبلة القمح، عدد القرون في النبات الواحد للحمص، وزن 1000 حبة من القمح و100 بذرة من الحمص، ودراسة كثافة الأعشاب الغريبة في الحقل حسب المعاملات، وفي مجال الأراضي تم تحليل عينات ترابية من تربة المواقع تحليلاً كاملاً فيزيائياً، كيميائياً، خصوبياً، وفي مجال الري كان لأخذ قراءات الرطوبة الحجمية للتربة في بداية الموسم عند بدء الإنبات، وفي نهاية الموسم قبل الحصاد حيث تم القياس على ثلاثة أعماق 10سم، 30سم، 50سم، وهي متوسطات الطبقات 0-20سم، ومن 20-40سم، ومن 40-60سم على التوالي، وحساب الأمطار الهاطلة خلال موسم النمو من الإنبات حتى الحصاد، والاستهلاك المائي الحقيقي، وكفاءة استخدام الماء.

وحقق البحث نتائج مهمة على الإنتاجية للقمح، ففي الموسم 2009 أظهرت الحراثة الصيفية تأثيراً سلبياً على إنتاجية القمح مقارنة بمعاملة القمح دون حراثة صيفية، حيث كانت إنتاجية المعاملات قمح مع حراثة صيفية وقمح بلا حراثة صيفية 806،947كغ/هـ على التوالي. وفي الموسم 2010 تميزت المعاملة؛ قمح بلا حراثة صيفية بإنتاجية قدرها 683كغ/هـ على المعاملة بحراثة صيفية بإنتاجية قدرها 636كغ/هـ. أما في الموسم 2011 فكان التميز من نصيب المعاملة قمح بلا حراثة صيفية بإنتاجية قدرها 974كغ/هـ، على المعاملة قمح بحراثة صيفية التي كانت إنتاجيتها 806كغ/هـ».

المهندس سعود سربوخ

وعن تأثير المعاملات على وزن 1000 حبة من القمح أشار الباحث المهندس "سعود سربوخ" رئيس شعبة بحوث الموارد الطبيعية في محطة بحوث "حوط" بالقول: «لم تظهر المعاملات المختلفة تأثيراً معنوياً على وزن الـ1000 حبة قمح في السنوات المختلفة، ولكن ظهر في الموسم 2010 ارتفاع بشكل عام بوزن الـ1000 حبة قمح، وقد يكون السبب في ذلك عائداً إلى انخفاض الإنتاجية ما ساهم في تحسين نوعية الحبات، وفيما يتعلق بباقي الخصائص الإنتاجية للقمح من حيث طول النبات وعدد الإشطاءات فلم تظهر أية فروقات معنوية ناتجة عن المعاملات، وكان من أهم النتائج الإنتاجية للحمص أنه لم تظهر الحراثة الصيفية في المواسم الثلاثة أية فروق معنوية في إنتاجية الحمص للسنوات الثلاث، ولكن في الموسم 2010 لوحظ انخفاض الإنتاجية للحمص بشكل عام نتيجة الظروف الجوية السائدة وخاصة كمية وتوزع الأمطار، وقد أظهرت معاملة الحمص بلا حراثة صيفية تفوقاً ظاهرياً على معاملة الحمص مع حراثة صيفة من حيث وزن 100 حبة من الحمص خلال السنوات الثلاث، كما لم تظهر المعاملات المختلفة بالنسبة لباقي الخصائص الإنتاجية كارتفاع النبات وعدد القرون وعدد الفروع أية فروق معنوية تذكر، ويظهر أن الحراثة الصيفية لم تؤثر في كفاءة استخدام الماء للحمص، ولكنها أثرت سلباً في كفاءة استخدام الماء للقمح، وانتشرت الأعشاب في القطع التجريبية المزروعة بالحمص بشكل أكبر مما هي عليه في القطع التجريبية المزروعة بالقمح، وبالتالي يعد القمح أقدر على منافسة الأعشاب من الحمص بشكل عام».

وتابع المهندس "سربوخ" بالقول: «ساهمت الحراثة الصيفية في زيادة الأعشاب الغريبة في الحقول مقارنة مع القطع غير المحروثة صيفياً، وهذا ناتج عن طمر بذور الأعشاب بالتربة في حين في القطع الأخرى أدى الرعي بعد الحصاد أو انتقال الأعشاب اليابسة من الحقل مع الرياح لخارج الحقل إلى التخفيف من عدد بذور الأعشاب الغريبة، وبالتالي قلل من عدد الأعشاب في الحقل، كما أدى تبوير الأرض إلى زيادة كثافة الأعشاب مقارنة مع الأرض المزروعة سواء بالقمح أو الحمص، وبالتالي كخلاصة؛ لم تعط الحراثة الصيفية بعد الحصاد مباشرة أية فائدة تذكر سواء في زيادة الإنتاج أو تحسين نوعيته، بل زادت من نسبة الأعشاب في الحقول، وبالتالي هناك رؤية تتضمن عدم النصح بتطبيق الحراثة الصيفية بعد الحصاد مباشرة في ظروف منطقة التنفيذ، ونقترح اختبار مواعيد أخرى للحراثة كالحراثة الخريفية قبل الأمطار، بهدف زيادة قدرة التربة على استيعاب الأمطار، أو الحراثة الربيعية بعد انتهاء موسم الأمطار للحفاظ على الرطوبة داخل التربة».

قمح وحمص بلا حراثة