ظهرت الثقافة كحاجة عليا للبشرية، وكمحاولة دائمة لجعل الحياة أكثر خصوبة، منذ عرف الإنسان الكتابة والطباعة، وهذا ما يظهر في الاتجاه الذي تبنته مديرية الثقافة بـ"السويداء" عبر طرح برامج تفاعلية ثقافية للجمع بين المثقفين والمهتمين بالقراءة؛ بغية الوصول إلى خلق خلايا إنسانية مثقفة تعمل على النهوض بالواقع الثقافي في المحافظة.

مدونة وطن "eSyria" التقت الأستاذ "نور فياض" أحد المشاركين في هذه البرامج في 3 نيسان 2014، فتحدث عن هذا الاتجاه الجديد بالقول: «إن أهم ما طرحته مديرية الثقافة بهذا الشأن هو برنامج "شغف الثقافي" الذي يهدف إلى خلق ذهنية ثقافية جديدة، عن طريق مشروع لتبادل الكتب، حيث يصبح كتابك القديم هو كتابي الجديد، ما صنع حالة من التبادل والتفاعل الثقافي والمعرفي بين المثقفين والمهتمين بالقراءة، وخاصة أن البرنامج قائم على فكرة بناءة أساسها إيجاد وسيلة اتصال بين المهتمين بالقراءة في المحافظة لكي يحضروا الكتب الموجودة في مكتباتهم ويقوموا باستبدالها بكتب من مكتبة شخص آخر يقوم هو بنفس الفعل، وهذا ما يساهم في زيادة المعرفة والثقافة من خلال الاطلاع على مكتبة الآخرين ودون تكلفة مادية، وهنا تكمن الفكرة الجديدة في هذا الاتجاه».

المراد من هذه التجربة الجديدة هو جمع وتشكيل مجموعات من المهتمين بالنشاط الثقافي بشكل عام وبمختلف أجناسه من أدب وموسيقا ومسرح وسينما وفن تشكيلي، لتكوّن هذه المجموعات نوادي ثقافية في المستقبل، مثل: نادي القراءة، ونادي الكتابة المسرحية، وورشات العمل في عدة مجالات إبداعية، وهذا كله يهدف إلى اكتشاف الطاقات الإبداعية والثقافية الجديدة؛ وهي الغاية المنشودة من هذا التوجه

بدوره الدكتور "ثائر زين الدين" مدير الثقافة في "السويداء" تحدث عن بداية هذا التوجه بالقول: «البدء كان في منتصف العام الماضي، والهدف كان يتلخص في إيجاد حالة تواصل بين من يحبون الثقافة والقراءة ضمن المحافظة، ويحتفظون في مكتباتهم بعدد لا بأس به من الكتب، وبدأنا التواصل مع هؤلاء بكافة الطرق سواء بالاتصال أو عبر الإعلان، بالتالي عملنا على خلق توجه جديد، الهدف منه إطلاق برنامج مهمته أن يحضر هؤلاء المثقفون كتبهم بعضها أو كلها، ويقوموا بتسليمها إلى مكتب خاص فتح في المديرية، لتتولى المديرية فيما بعد تسجيل أسمائهم وإعطاءهم بطاقات مقسمة وفق ثلاث فئات هي: أ- ب-ج، وذلك حسب قيمة الكتب الفكرية والمادية، ووفق معايير متعارف عليها إذ يحتوي نظام الفئة "أ" على الموسوعات والمعاجم والقواميس، بينما يحتوي نظام الفئة "ب" على الروايات والدراسات، وتحتوي الفئة "ج" على الدوريات المختلفة، إضافة إلى المجموعات الشعرية والقصصية وقصص الأطفال، وهذه البطاقة تخول صاحبها الحصول على كتب من المعرض الذي بدأ يقام في بداية كل شهر لمدة خمسة أيام والمعرض من الكتب التي تم جمعها، وبالتالي أصبح لدينا حالة تبادل فكري تتبعها حالة من التواصل الثقافي وهنا لب الموضوع».

الأستاذ نور فياض

وعن تطور هذا التوجه والمراد منه في المستقبل يتابع "زين الدين": «المراد من هذه التجربة الجديدة هو جمع وتشكيل مجموعات من المهتمين بالنشاط الثقافي بشكل عام وبمختلف أجناسه من أدب وموسيقا ومسرح وسينما وفن تشكيلي، لتكوّن هذه المجموعات نوادي ثقافية في المستقبل، مثل: نادي القراءة، ونادي الكتابة المسرحية، وورشات العمل في عدة مجالات إبداعية، وهذا كله يهدف إلى اكتشاف الطاقات الإبداعية والثقافية الجديدة؛ وهي الغاية المنشودة من هذا التوجه».

وعما يقدمه هذا التوجه للحركة الثقافية وللمثقفين في المحافظة، يتحدث الأستاذ "منصور حرب" أحد المشرفين والمتابعين للبرنامج بالقول: «أهم ما يقدمه هذا التوجه هو التجدد المستمر للحركة الثقافية، فنحن أمام عدة فعاليات تبدأ بتبادل الكتب، ثم بإقامة الفعاليات النوعية التي تتضمن إطلاق فعالية القارئ الصغير وحكواتي شغف، وفي النهاية إطلاق المكتبة الموسيقية والمكتبة السينمائية، ومضافة "شغف" التراثية لنكون في النهاية أمام تواصل ثقافي كامل ومتكامل بين المثقفين في المحافظة، وهذا ما سينهض بالحالة الثقافية رغم الصعوبات والمعوقات التي تواجهها».

الدكتور ثائر زين الدين

يذكر أن حجم تبادل الكتب قد وصل بين المثقفين والمهتمين بالقراءة في المحافظة حتى هذا التاريخ إلى 2200 كتاب دخلت في جداول التبادل، وأن عدد المشاركين وصل إلى 400 مشارك وذلك بعد مضي ثمانية أشهر فقط على توجه المديرية نحو هذه الفكرة.

الأستاذ منصور حرب