للمسرح علاقة وثيقة بالثقافة بأنواعها المختلفة، وهو يحمل رؤية متجددة في انبعاثاته الإبداعية والفكرية، ما جعل الباحثين والدارسين والأدباء والفنانين يعملون على تجسيد إبداعاتهم الفكرية بنصوص مسرحية وعروض فنية متميزة، وكلمة المسرح في يومه العالمي تلقى في كل عام على مسارح العالم وتحمل أبعاداً مختلفة وفق رؤية من يعمل بالأدب والمسرح.

حول أثر المسرح على الثقافة مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 27 آذار 2014 التقت الشاعر والأديب "فرحان الخطيب" عضو اتحاد الكتاب العرب، ليتحدث قائلاً: «لعل المسرح من الأجناس الأدبية والفنية المهمة، لأن عمالقة الأدب العالمي عندما أرادوا أن يخاطبوا جمهورهم ومشاهديهم لم يجدوا وسيلة منذ شكسبير حتى أبي خليل القباني إلا المسرح، لأن نقطة الالتقاء ما بين المبدع والمتلقي حاصلة بآن واحد، وعندما تحتفي "سورية" بيوم المسرح العالمي مع بقية دول العالم هذا يؤكد أن دورها موجود منذ القدم متمثلاً في المسارح العديدة الموجودة ضمن آثار "سورية" التي تغطي كل جغرافيتها، وعندما كلف الكاتب المسرحي الكبير المرحوم "سعد الله ونوس" قبل وفاته بكتابة كلمة المسرح العالمي دل هذا على أن لـ"سورية" شأناً في عالم المسرح، ولأن "السويداء" جزء مهم من هذه المساحة المسرحية السورية لم تبخل في إعداد وإخراج المسرحيات المهمة لأبنائها ولأبناء "سورية" عموماً، خاصة أن مسرح السويداء ساهم مساهمة فعالة في رفد الحركة المسرحية الفنية بالعديد من المواهب الفنية والإبداعية واستطاع أن يقدم عروضاً ذات إشكالية ثقافية، مساهمة منه بجعل الإبداع المسرحي يأخذ حيزاً كبيراً بين الفنون ليثبت حقاً أنه أبو الفنون».

لعل المسرح من الأجناس الأدبية والفنية المهمة، لأن عمالقة الأدب العالمي عندما أرادوا أن يخاطبوا جمهورهم ومشاهديهم لم يجدوا وسيلة منذ شكسبير حتى أبي خليل القباني إلا المسرح، لأن نقطة الالتقاء ما بين المبدع والمتلقي حاصلة بآن واحد، وعندما تحتفي "سورية" بيوم المسرح العالمي مع بقية دول العالم هذا يؤكد أن دورها موجود منذ القدم متمثلاً في المسارح العديدة الموجودة ضمن آثار "سورية" التي تغطي كل جغرافيتها، وعندما كلف الكاتب المسرحي الكبير المرحوم "سعد الله ونوس" قبل وفاته بكتابة كلمة المسرح العالمي دل هذا على أن لـ"سورية" شأناً في عالم المسرح، ولأن "السويداء" جزء مهم من هذه المساحة المسرحية السورية لم تبخل في إعداد وإخراج المسرحيات المهمة لأبنائها ولأبناء "سورية" عموماً، خاصة أن مسرح السويداء ساهم مساهمة فعالة في رفد الحركة المسرحية الفنية بالعديد من المواهب الفنية والإبداعية واستطاع أن يقدم عروضاً ذات إشكالية ثقافية، مساهمة منه بجعل الإبداع المسرحي يأخذ حيزاً كبيراً بين الفنون ليثبت حقاً أنه أبو الفنون

وتحدث الكاتب والممثل والمخرج المسرحي "مشهور خيزران" عن كلمة المسرح التي قدمها لهذا العام، فبيّن قائلاً: «تحمل تلك الكلمة هذا العام أبعاداً عدة فالكلمة تتضمن معاني ودلالات، حيث قال المسرحي والكاتب الجنوب الإفريقي "بريت بيلي" في كلمته: "تحت أشجار القرى الصغيرة وعلى عتبات المسارح الحديثة في المدن الكبيرة وفي صالات المدارس والحقول والمعابد في الأحياء الفقيرة، في الساحات العامة في المراكز والأندية، وفي الأقبية، يتماهى الناس في العوالم اللحظية للمسرح، تلك العوالم التي نخلقها لنعبر بلحمنا ودمنا وأنفاسنا وأصواتنا الحية، لنعبر عن عمقنا الإنساني عن تنوعنا عن حساسيتنا، نجتمع لنبكي، ونتذكر لنضحك ونتأمل ونؤكد ونتخيل، نجتمع لكي تدهشنا تلك البراعة التقنية لكي نجسد الآلهة، فنقبض على نفسنا الجمعي بكل ما يحمله من مقدرة على الجمال والتعاطف والوحشية، نأتي إلى المسرح لكي تتخللنا طاقته وتمنحنا القوة كي نحتفل بقيم وثراء ثقافاتنا المتعددة، فنذيب ما يفصلنا من حدود. أينما كان هناك مجتمع إنساني تتجلى روح المسرح التي لا يمكن كبتها، فهي تولد في المجتمع ترتدي أقنعة وأزياء تقاليدنا المتنوعة، تكرس لغاتنا وإيقاعاتنا وإيماءاتنا وتترك بيننا بعض نسمات. نحن الفنانين العاملين في فضاء هذه الروح القديمة، نشعر بأننا ملزمون ببعثها عبر قلوبنا وأفكارنا وأجسادنا، لنكشف عن واقعنا بدنيوتيه وأسراره، لكن في هذا العصر، حيث يناضل ملايين البشر من أجل البقاء، ويعانون من الأنظمة القمعية ومن الرأسمالية المفترسة، ويهربون من الصراعات والمصاعب حيث يتم اجتياح خصوصياتهم من خلال الأجهزة السرية الاستخبارية، وتخضع مقولاتهم للرقابة من قبل حكومات متطفلة، هذا العصر حيث تباد الغابات ويقضى على الأنواع والأحياء، وحيث تسمم المحيطات، في عصر كهذا ماذا علينا أن نكتشف؟ في هذا العالم المبني على قوى غير متعادلة الذي تحاول فيه أنظمة مهيمنة، أن تقنعنا أن أمة واحدة، أو أن إطاراً ثقافياً واحداً فقط، ينصّب نفسه أفضل من الآخرين، فهل هو مبرر أن نصر على عدم فصل الفن عن الأجندة الاجتماعية؟ هل سنمتثل نحن فناني الساحات والمسارح إلى متطلبات السوق العقيمة؟ أم هل سنحاول أن نستغل القوة التي نمتلك لنفتح مساحة في قلوب وأرواح المجتمع؟ ولنجمع الناس حولنا كي نلهمهم، لنصيبهم بالدهشة، لنثقفهم، ولنصنع عالماً من الأمل ومن التعاون الصادق".

الممثل والمخرج المسرحي مشهور خيزران

وفي هذا القول حمّل الكاتب كل مسرحي هدفاً جليلاً يتمثل في رفع قيمة الثقافات الاجتماعية في كل مجتمع درجات في مواجهة الهيمنة وإلغاء الآخر التي تحاول فرض ثقافة واحدة إمبريالية، وتغييب الثقافات المحلية للشعوب».

الممثل والمخرج المسرحي "وجيه قيسية" مدير المسرح القومي بـ"السويداء" أوضح رؤيته للمسرح والعلاقة التكاملية في المبنى والمعنى للنص المسرحي بمواكبة العصر والتكنولوجيا قائلاً: «المسرح أبو الفنون لأنه يحلق بنا عالياً، فيحترق طموحه بنوره، ثم يتجدد منبعثاً من رماده، كطائر العنقاء، لذلك يظل المسرح أمل المستقبل. إن متعة المسرح الخالدة في عصر التكنولوجيا والسينما والتلفزيون تكمن في قدرته على السيطرة على شغاف القلوب ببساطة وتحقيق أثر فكري ينحفر عميقاً في الوجدان. المسرح مقايضة، فنحن نأخذ من مختلف الثقافات والأذواق لكي نعطي من ثقافتنا وذائقتنا العربية، المسرح بتياره الأساسي ليس متحفاً للتراث، وليس مختبراً للتجارب، وإنما هو توازن بين الحداثة والأصالة. يعيد إنتاج تراث الماضي برؤية وإسقاط معاصرين، ويعالج قضايا الراهن بجرأة غايتها الإصلاح البناء، وهو تعبير بغرض التأثير، لذا فإنه ينشد في أفضل أحواله تكاملاً بين المبنى والمعنى.

الممثل والمخرج المسرحي وجيه قيسية

في الألفية الثالثة يهب المسرح دفاعاً عن هويته القومية في عصر العولمة، منفتحاً في الوقت نفسه على الثقافات الإنسانية بتسامح مع الآخر، مستلهماً جواهر الإبداع العالمي، فضلاً عن الاحتفاء بالنصوص العربية المتميزة. إن التعددية والتنوع اليوم يجعلان المشهد المسرحي المعاصر لوحة فسيفساء. والمسرح جزيرة للحرية، فهو يتميز عن باقي الفنون بأنه يخوض تحدياً مع كل ولادة جديدة، وهو رئة الشعوب تتنفس به وتحيا، ولهذا العمل فيه ليس أخذاً بل عطاء، ومستقبله مرهون بإرادة الشباب، ولكي يستمر أكثر علينا أن نشعل أصابعنا شموعاً لدحر قوى الظلام، كي نعيش سحره، فهو ينعش حياتنا وأرواحنا، ويعمر طويلاً في الذاكرة ويصنع مستقبل الأمة لأنه أبو الفنون».

من جمهور المسرح