يرى المحلل الاقتصادي والإعلامي السوري المعروف "عيد أبو سكة" أن الاقتصاد السوري بخير على الرغم من الأزمة المالية التي ضربت العالم كله.

وقال لموقع eSuweda الذي التقاه أثناء تواجده في المركز الثقافي العربي في "شهبا" يوم الاثنين الواقع في 27\10\2008: «إن سعر صرف الليرة السورية لن يتأثر لأنه مدعوم بسلة عملات وليس محكوماً بالدولار كباقي الدول التي عصفت بها الأزمة».

إن سعر صرف الليرة السورية لن يتأثر لأنه مدعوم بسلة عملات وليس محكوماً بالدولار كباقي الدول التي عصفت بها الأزمة

وأوضح أن الذين تأثروا كسوريين من الأزمة هم المغتربون الذين أودعوا أموالهم في المصارف الأجنبية، وبعض رجال الأعمال الذين لهم تعاملاتهم في البورصات العالمية والخليجية.

وعن أسباب وتداعيات الأزمة على العالم والوطن العربي قال "أبو سكة": «إن الأزمة أزمة نظام بدأ يتآكل في أحد أعمدته الرئيسية وهو النظام المالي، فالاقتصاد الأميركي ينتج 5% من حجم الاقتصاد لديه بينما 95% هي معاملات مالية تتم في البورصات وهي غير معروفة المصدر، لأن النظام الرأسمالي أخرج الرقابة نهائياً ولا يجوز للدولة أن تتدخل إلا في الأعمال الشرطية».

الموظف المتقاعد المهتم بمتابعة الوضع الاقتصادي وتحليلاته "هايل القنطار" قال لموقعنا: «إن الأزمة بدأت منذ حوالي أربع سنوات عندما جاءت البنوك المتعددة وفتحت قروضاً لشراء المساكن والتي عرفت فيما بعد بأزمة الرهن العقاري بفائدة 5% إلى 6% حيث قام 8 ملايين شخص بسحب هذه القروض أي ما يعادل 12 تريليون دولار وهو الناتج الإجمالي المحلي في سنة واحدة. وعندما رفعت البنوك الفائدة إلى 12% لم يستطيع المقترضون السداد وأعلنوا إفلاسهم، وقد اشتدت هذه الحالة في آب وأيلول الماضيين بحيث لم يكن هناك أصول فعلية أو مال حقيقي في البنوك. وكانت "الولايات المتحدة" قد قامت بحروبها ضد الإرهاب في "أفغانستان" و"العراق" وصرفت أموالاً طائلة، وما رفض مجلس النواب التصديق على خطة الإنقاذ التي طرحها "بوش" إلا لأن الناس هم من يدفعون هذه الأموال (دافعي الضرائب)».

وطرح الأستاذ "ابراهيم أبو كرم" قيام "الولايات المتحدة" بمكافأة مديري البنوك المسؤولين عن هذه الأزمة، ولاحظ كمراقب فقط أن دول العالم الغربي قد عادت إلى تأميم المصارف بشكل ما من خلال منعها من الإفلاس وهم بشكل أو بآخر عادوا إلى النظام الاشتراكي وأفكار "ماركس".

أما عن سورية فقال الأستاذ "أبو سكة": «قد تتأثر سورية إذا استمر انخفاض سعر برميل النفط لكوننا نصدر 380 ألف برميل يومياً، ولكن بالمقابل سوف تنخفض أسعار المواد التي نستوردها من العالم ما ينعكس بشكل إيجابي على الناس، وقد نشهد تراجعاً في أسعار العقارات نظراً لانخفاض أسعار المواد كالحديد والإسمنت وغيرها».