بعد أن احتلت "السويداء" منذ سنوات المرتبة الأولى على المحافظات السورية بعدد الإصابات بمرض السرطان تعالت الأصوات المطالبة بالتعاون لمواجهة هذا المرض والتعريف به، وهذا ما دفع مجموعة أطباء إلى تأسيس جمعية طبية علمية اجتماعية تقوم بدراسة المرض والكشف المبكر عنه وتقديم المساعدات للمرضى، بغية تخفيف تكاليف العلاج المرتفعة.

وبحسب ما يذكر د."عدنان مقلد" رئيس الجمعية لمدوّنة وطن "eSyria" فإنه وتجسيداً لمبدأ التكافل الاجتماعي، تمّ السعي لإنشاء مشفى تخصصي لعلاج الأورام وللكشف المبكر عن السرطان، وذلك بعد أن بلغ عدد الإصابات 137 مصاباً في كل 100 ألف شخص، حيث تتوزع نسبة الإصابة بين الذكور على 13 % سرطان رئة، 12 % سرطان دم، 14.3 % سرطان مثانة، 7 % سرطان كولون ومستقيم، أما عند الإناث فإن نسبة الإصابات تتوزع على 33 % سرطان ثدي، 15.4 % سرطان دم، 5.3 % سرطان كولون ومستقيم، وسرطان عنق الرحم 7.1 %، وتشير سجلات منظمة الصحة العالمية ضمن إحصاءاتها الى أنّ 72 % من مجمل وفيات مرضى السرطان عام 2007 تحصل في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض، أما اليوم وبعد الحروب والنكبات والتلوث البيئي وتراجع مستوى دخل الفرد وارتفاع تكاليف المعيشة باتت النسبة أعلى من ذلك بكثير.

تمّ تقديم المساعدات المادية والمعنوية والطبية للمرضى المصابين، ورفع مستوى الوعي الصحي عبر اللقاءات والندوات والمحاضرات والنشرات، حيث تمّ إلقاء أكثر من 550 محاضرة وندوة في كامل أرجاء المحافظة، وتشجيع البحث العلمي والدراسات العلمية والميدانية فيما يخص الأورام، بدراسة إحصائية مسحية لواقع الإصابات السرطانية في "السويداء"، ونتيجة لمصداقية العمل والتفاعل مع أفراد المجتمع ومواكبتها للحدث، تمّ شراء حافلة سعة 28 راكباً تقوم بنقل المرضى من "السويداء" إلى مشافي "دمشق" التخصصية لتلقّي العلاج اللازم، الأمر الذي دفع إلى بناء مشفى "الشفاء" الخيري لتقديم الخدمات الطبية التشخيصية والعلاجية للمواطنين، وهو يضم الأقسام الإسعافية والعيادات التخصصية والجراحات بأنواعها والأمراض الداخلية بفروعها النسائية وطب الأطفال والجراحة القلبية والقسطرة القلبية وخدمات المخبر والأشعة بأنواعها والكلية الصناعية والمعالجة الفيزيائية، إضافة إلى القسم الرئيسي لعلاج الأمراض السرطانية

وأشار "مقلد" إلى أنّ فكرة المشروع لاقت قبولاً كبيراً لدى المهتمين من جميع أبناء المحافظة، وبتضافر جهود وهمة أبناء المحافظة في الداخل والمغترب سينجح هذا المشروع الرائد، علماً بأن نسبة تنفيذه بلغت 12 %، كما تبلغ القيمة التقديرية لبناء وتجهيز المشفى 6 مليارات ليرة سورية، مضيفاً: «تمّ تقديم المساعدات المادية والمعنوية والطبية للمرضى المصابين، ورفع مستوى الوعي الصحي عبر اللقاءات والندوات والمحاضرات والنشرات، حيث تمّ إلقاء أكثر من 550 محاضرة وندوة في كامل أرجاء المحافظة، وتشجيع البحث العلمي والدراسات العلمية والميدانية فيما يخص الأورام، بدراسة إحصائية مسحية لواقع الإصابات السرطانية في "السويداء"، ونتيجة لمصداقية العمل والتفاعل مع أفراد المجتمع ومواكبتها للحدث، تمّ شراء حافلة سعة 28 راكباً تقوم بنقل المرضى من "السويداء" إلى مشافي "دمشق" التخصصية لتلقّي العلاج اللازم، الأمر الذي دفع إلى بناء مشفى "الشفاء" الخيري لتقديم الخدمات الطبية التشخيصية والعلاجية للمواطنين، وهو يضم الأقسام الإسعافية والعيادات التخصصية والجراحات بأنواعها والأمراض الداخلية بفروعها النسائية وطب الأطفال والجراحة القلبية والقسطرة القلبية وخدمات المخبر والأشعة بأنواعها والكلية الصناعية والمعالجة الفيزيائية، إضافة إلى القسم الرئيسي لعلاج الأمراض السرطانية».

الدكتور عدنان مقلد

من جهته، أوضح المهندس "أمين غزالي" أمين صندوق المشفى، أنه تم الحصول على قطعة أرض خصصت من قبل وزارة الزراعة مساحتها 15 دونماً شرق قرية "مصاد" في منطقة "تل أحمر" شرق مدينة "السويداء" بحوالي 6 كم، وتم الحصول على الموافقات اللازمة، وتمتاز المنطقة بالحيوية والهدوء وقلة الكثافة السكانية والبيئة النظيفة المناسبة لإقامة مشفى علاجي وتعليمي متكامل يضم كلّ الاختصاصات ويهدف إلى الكشف المبكر ومعالجة الأورام السرطانية.

سعة مشفى "الشفاء" الخيري -المرخص أصولاً- المفترضة 104 أسرة، منها 74 سرير إقامة، 14 سرير عناية مشددة، و10 أسرة حواضن، و3 أسرة عناية مشددة إكليلية، و3 أسرة عناية مشددة قلبية، وسوف يتم توسيعه ليتسع لـ 300 سرير مستقبلاً، وتبلغ المساحة الإجمالية للمشفى 33600 متر مربع موزعة على تسعة طوابق، بحيث يتوقع أن يكون عدد المراجعين للعيادات الخارجية يومياً ما يقارب 100 مراجع أي سنوياً 35 ألف مراجع، وتوفير فرص العمل لما يقارب 300 طبيب وفني وممرض وتقني وإداري، وتؤكد إدارة المشفى أنها ستعمل على توفير التواصل مع جميع المراكز العلمية والطبية والبحثية العالمية والمشافي المتخصصة لتقديم كل ما هو جديد في العلاج والعمليات الجراحية من خلال الوسائل الحديثة للتواصل الإلكتروني، كما سيعتمد النظام المالي على تقديم الخدمات المجانية للمرضى معدومي الدخل وفق دراسة الوضع المادي التي تحدد الاحتياجات، وهي معايير عالمية تعتمدها المنظمات العالمية في تحديد المساعدات، وإحداث صندوق التكافل الاجتماعي من اشتراكات المتبرعين والداعمين بشكل سنوي، للاستمرار بالعمل وتنميته وتغطية نفقاته وتكاليف تشغيله.

المهندس أمين غزالي
نموذج للتكافل الاجتماعي