يطرح فريق "شمس" تجربةً لرعاية المسنين إلى جانب أنشطة وفعاليات رعاية الطفولة، في مبادرة ولّدت نتائج طيبة لتطوير التفاعل مع كبار السن وكسر حاجز الوحدة الذي يعانون منه.

أفكار الشباب لاقت فرصةً للتطبيق عبر إقامة جلسات متكررة والحديث مع كبار السن، والتواصل بطرق غير اعتيادية في مشروع يطمحون لتطويره وفق "ثراء عطاالله" مسؤولة قسم ثقافة الطفل في مديرية الثقافة ومنسقة مشروع مهارات الحياة مع اليونيسيف، التي تحدثت لمدوّنة وطن eSyria عن المشروع بأنّه تفسير لمشاعر عايشها الشباب من خلال اللقاء مع كبار السن وتلمس احتياجاتهم النفسية والاجتماعية والبحث عن طرق لمساعدتهم، تمشياً مع أهداف الفريق لمتابعة الأطفال فاقدي الرعاية الأسرية، بحيث يصبح للمسنين المقيمين في جمعية الرعاية الاجتماعية نصيب، والعمل على إيصال رسالة للمسنين تفيد أنهم كشباب يهتمون بهم ويحتاجون لنصيحتهم ومحبتهم، خاصة أن هذه الشريحة لديها شعور كبير بتخلي الأهل والأبناء عنهم عندما أودعوهم دار الرعاية.

فكّرنا بدار الرعاية وتوجيه الاهتمام للمسنين، وهذه مسؤولية كل الشباب للعمل في مرحلة هم قادرون فيها وأكثر صحة ونشاط للفت النظر لكبارنا وخلق جسور وصلات تقربنا منهم. باشرنا بزيارتهم بشكل دوري لنحاول معرفة ما يحتاجون له، وبالتنسيق مع مديرية الثقافة وإدارة دار الرعاية عملنا على تسهيل التلاقي معهم، وتنفيذ مجموعة أنشطة. جاءت البداية على شكل جلسات مشتركة وأحاديث لنسمع أي حديث ونتحدث معهم أطول فترة ممكنة، لأننا نعرف أنهم بحاجة لمن يسمع، لمن يشغل وقتهم بمحبة وود، كان السؤال عن أحوالهم مدخل وضع الفريق على الطريق الصحيحة وخلق حوارٍ مهدَ لوضع خطة للقاءات دورية وفعاليات متتابعة وأعمال قام عليها حوالي 30 شاباً وشابة

تقول "ثراء عطالله": «فكّرنا بدار الرعاية وتوجيه الاهتمام للمسنين، وهذه مسؤولية كل الشباب للعمل في مرحلة هم قادرون فيها وأكثر صحة ونشاط للفت النظر لكبارنا وخلق جسور وصلات تقربنا منهم. باشرنا بزيارتهم بشكل دوري لنحاول معرفة ما يحتاجون له، وبالتنسيق مع مديرية الثقافة وإدارة دار الرعاية عملنا على تسهيل التلاقي معهم، وتنفيذ مجموعة أنشطة.

جاءت البداية على شكل جلسات مشتركة وأحاديث لنسمع أي حديث ونتحدث معهم أطول فترة ممكنة، لأننا نعرف أنهم بحاجة لمن يسمع، لمن يشغل وقتهم بمحبة وود، كان السؤال عن أحوالهم مدخل وضع الفريق على الطريق الصحيحة وخلق حوارٍ مهدَ لوضع خطة للقاءات دورية وفعاليات متتابعة وأعمال قام عليها حوالي 30 شاباً وشابة».

تخبرنا "سلاف مهنا" منسقة عمل الفريق في دار الرعاية الاجتماعية، وهي خريجة علم اجتماع متطوعة لمصلحة فريق "شمس" أن العمل الميداني أفرز عدة أفكار، وكان تطبيقاً لرؤى الشباب وعلاقتهم مع المسنين في عائلاتهم والمجتمع بشكل عام ومعرفتهم أن الشعور الطاغي على حياة المسن شعور الوحدة والافتقاد للعائلة، ومن خلال الجلسات حاولوا ترتيب أجواء فيها تشارك الطعام والشراب والأحاديث المطولة، كيف كان عملهم السابق؟ صحتهم؟ أولادهم؟ والأهم احتياجاتهم؟ بطريقة مدروسة، عمل فيها المتطوعون كشباب لديهم خبرة بالعمل الاجتماعي، لمعرفة ما يمكن أن يقدم لهذه الشريحة لكسر حاجز الوحدة والروتين اليومي لحياتهم في الدار التي تعودوا عليها.

وتضيف "سلاف مهنا": «في الحديث شعرنا باحتياجات بسيطة لهم كالماء بجانب السرير، وبعض التفاصيل حيث عدنا بأوعية مناسبة في الزيارة الثانية، وشعرنا برفحتهم بها، وتابعنا بجلسات الموسيقا والغناء وتشاركنا معهم الطعام والشراب بما اخترنا لهم من أنواع بسيطة، وكان تفاعلهم جميلاً عبر عنهم، لنعرف أن منهم من كانت لديه خبرة بالعمل اليدوي، ومنهم من يرغب في زيارة المركز الثقافي لحضور أمسية، ومن يرغب بالقراءة إلى جانب الأحاديث عن العائلة والأولاد وكيف مضت الحياة، مخرجات هذه الجلسات كانت مرجعنا لفعاليات إضافية كأن نحضر مواد أولية ونجتمع معهم لنصنع من عجينة السيراميك ويصنعوا معنا أشكالاً جميلة، ومنهم من علمنا واشتغلوا بشكل جميل لساعات حاولنا فيها أن نؤنس وحدتهم ونتعرف عليهم عن قرب».

برامج العمل اليدوي مثل التطريز والحياكة وصناعة الورد من السيراميك تكررت، حيث هيأ الفريق احتياجاتها من خلال مديرية الثقافة، ومتابعة التنسيق لخطط قادمة كما تضيف "سلاف مهنا" بالقول: «عندما وجدنا لدى الكبار رغبة بالعمل اليدوي كررنا التجربة لعدة أسابيع، وأيضا وضعنا خطة لتلبية أفكار طرحوها مثل رغبة مشاهدة فيلم في المركز الثقافي أو أمسية شعرية، وهذا بالفعل ما نعد له لكن الموجة الثانية لانتشار فايروس كورونا منعتنا، لنتوقف لأيام على أمل انحسار المرض، لنعد لزيارتهم للمركز الثقافي ورحلات أخرى هي ضمن امكانيات الفريق، إلى جانب مشروع جديد نحاول من خلاله إجراء جلسات مشتركة يشاركنا فيها الأطفال فاقدو الرعاية الذين نشرف عليهم من خلال المشروع فالكبار يسعدون بلقاء الأطفال، والأطفال قد يجدون بزيارتهم تعويضاً جيداً عن أسرهم وهذا طبعاً يحتاج لتحضير جيد علنا نصل إلى مرحلة تنظيم لقاءات مستمرة بين الشريحتين».

مدير جمعية الرعاية الاجتماعية "نورس أبو فخر" وجد في تنسيق الشباب خطوة متقدمة لمتابعة المسنين المقيمين في دار الرعاية وأنها حققت نوعاً من الارتياح وقال: «للكبار ودٌّ اتجاه من يحاول السؤال عنهم والحديث إليهم، فريق "شمس" التابع لمديرية الثقافة وبالتنسيق مع مديرية الشؤون الاجتماعية استطاع خلق أجواء من الفرح والراحة لدى المسنين، الذين تفاعلوا بشكل جميل وشاركوا بالأحاديث ونقلوا قصصهم القديمة، وحكوا عن أوضاعهم وصحتهم والأجمل كان في مشاركتهم بجلسات الأعمال اليدوية، وجلسات الغناء وكان لأسلوب الشباب أثر جميل دفع المسنين للسؤال عنهم وانتظار زيارتهم.

وكإدارة للجمعية حاولنا مع كوادرنا دعم المشروع، ومتابعة عمل الشباب ومشاركتهم في التنسيق لخطط جديدة وتشجيعهم على استمرار الجلسات التي اعتنت بالحالة النفسية للمسن ليشعر أن هناك من يهتم به ويتابعه، وهناك من يخطط لزيارته والسؤال عنه بود ومحبة».

أفكار متنوعة يجري الإعداد لها، وتفاصيل لأنشطة قادمة يخطط لها الشباب بعد عمل استمر ما يقارب الشهرين أخبرونا عنها في اللقاء الذي تم بتاريخ 5 كانون أول 2020 على أمل الاستمرار بعد أسبوع من الانقطاع بسبب الفايروس لحماية صحة المسنين في هذه المرحلة.