على مدى ثلاث سنوات من عمر الأزمة، يتابع مجموعة من المهتمين بالشأن العام، عملهم المجتمعي لدرء الخطر عن المواطنين بكل الوسائل الممكنة، محاولين من خلال المجموعة التي أطلقوا عليها "بصدورنا نحمي مؤسساتنا" أن يصلوا إلى كل منطقة لزرع بذرة المواطنة، وأخيراً لصد الفقر وجائحة "كورونا".

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت المحامي "عماد جميل الطويل" عضو مؤسس في المجموعة بتاريخ 14 آب 2020 ليتحدث عن بداية التأسيس، والأهداف، فقال: «تأسست المجموعة في 19 أيار 2017 بهدف تصويب الأخطاء والعادات الدخيلة على المجتمع، خاصة بعد انتشار السلاح العشوائي، وتوجيهه نحو المؤسسات الحكومية والأشخاص الذين يخدمون المجتمع رغم كل الظروف المحيطة.

معنا في المجموعة داعمون من المغتربين؛ هم جزء أساسي من الأفكار والعمل، وهناك مساهمات من داخل المحافظة لفعاليات اقتصادية تؤازر عملنا كلما طرحنا مبادرة جديدة، وهناك تمويل ذاتي من الأعضاء، العامل المادي مهم جداً لتطوير أي فكرة، وهو الأساس بالعمل، ولكننا نهتم بالفكرة في البداية، وندرسها من كل الجوانب قبل طرحها

نحن مجموعة لا تتجاوز الثلاثين شخصاً؛ ومن مختلف الاختصاصات والاتجاهات والمكونات، لا ننتمي إلى جهة أو منظمة، وكل عضو منا له أفكاره وعقيدته ومبادؤه، وهذا الاختلاف هو الذي يميزنا عن غيرنا، وتكون دائماً الأفكار المبتكرة ناتجة عن هذا الاختلاف، حيث نصنع من تلك الأفكار واقعاً حقيقياً يترك بصمته ويزرع بذرة العمل والخير والاستمرار دون غايات أو مصالح شخصية».

المحاميان عماد الطويل وجلال دانون في شهبا

وعن الأعمال والمبادرات التي قامت بها المجموعة، يتابع: «كان الهم الأول منذ الانطلاق أن نساهم برفع معنويات الجنود الذين يحاربون الإرهاب في البادية الشرقية للمحافظة، وقد استطعنا الوصول إلى غالبية الرجال ورفع معنوياتهم، وتلبية جزء من حاجياتهم، ومستمرون في هذا النهج.

ركزنا في بداية انطلاقنا على أمر بالغ الأهمية، فنحن لسنا جمعية خيرية، ولن نكون مستقبلاً، لأن هدفنا زرع التكافل المجتمعي بكل أشكاله، وليس حالة خاصة، عملنا في المجال الإغاثي لأن الوضع تطلب ذلك؛ ولم نستطع الوقوف مكتوفي الأيدي تجاه أهلنا الذين يعانون من الحاجة، فانطلقنا في عملية سبر المعلومات بالتعاون مع مجالس المدن والجمعيات الخيرية والأهلية، وكل من أراد تقديم المساعدة، وحققنا جزءاً مما نطمح إليه، وما زلنا مستمرين بأشكال مختلفة غير تقديم السلل الغذائية والمنظفات والأدوية والعمليات الجراحية التي نجريها دون إعلام، وحالياً نقوم بعملنا للتصدي لجائحة "كورونا"، ودرء الخطر عن الناس».

جانب من المساعدات الإغاثية للمجموعة

وعن المصادر المالية التي تستند إليها المجموعة لتمويل أهدافها، أضاف: «معنا في المجموعة داعمون من المغتربين؛ هم جزء أساسي من الأفكار والعمل، وهناك مساهمات من داخل المحافظة لفعاليات اقتصادية تؤازر عملنا كلما طرحنا مبادرة جديدة، وهناك تمويل ذاتي من الأعضاء، العامل المادي مهم جداً لتطوير أي فكرة، وهو الأساس بالعمل، ولكننا نهتم بالفكرة في البداية، وندرسها من كل الجوانب قبل طرحها».

"أحمد الحج" عضو في المجموعة تحدث عن نشاطاتهم في التصدي لجائحة "كورونا"، فقال: «قامت مجموعتنا بتوزيع عدد كبير من الخزانات في مدن "السويداء"، "شهبا"، و"صلخد" مخصصة للغسيل ومعقمة، ووضعها في أماكن الازدحام، والساحات، وأمام الكليات والأفران، وهي خطوة مهمة جرت بالتنسيق مع مجالس المدن الثلاثة لكي يستطيع أي مواطن غسل يديه عند الدخول والخروج من مكان مزدحم، وبهذا يحقق جزءاً من الخطوات الوقائية التي تحمي نفسه وغيره من المواطنين، وقد وزعت المجموعة عدداً كبيراً من الكمامات على العاملين في المؤسسات الحكومية لأن سلامتهم من سلامتنا، حيث نستند بشكل تلقائي إلى اسم مجموعتنا التي تركز على حماية المؤسسات الحكومية بمن فيها، وهذا الأمر مستمر ودائم طالما أن هناك حاجة لذلك.

الخزانات المخصصة للغسيل

نعمل معاً بيد واحدة، وشعارنا (الفرد للكل والكل للفرد)، فلا اتكالية ولا تواكل، وهذا ما يجعل العمل التطوعي ناجحاً وسلساً، ولن ننسى دعم المغتربين والفعاليات الاقتصادية والشرفاء الذين آمنوا بأفكار المجموعة حتى ينجح العمل».