تحمّل متطوعون متقاعدون وعددٌ من الأشخاص المتحمسين مهمة إيصال الخبز إلى كلّ منازل قرية "ولغا" شمال غرب مدينة "السويداء" طوال فترة الحجر الصحي بتعاون أهلي أطلقه ثمانية أشخاص من أهالي القرية ليتكافل معهم المجتمع بخدمة تطوعية.

هذه التجربة جُسدت على الأرض، وكانت أحد مظاهر التفاعل السريع مع الحجر والإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس "كورونا"، وتجنب الازدحام وتطبيق التباعد الاجتماعي، كما تحدث "سامي درغم" متقاعد ورئيس مجلس إدارة جمعية "ولغا" الخيرية لمدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 3 أيار 2020، وقال: «العمل بداية جاء تلبية لظرف طارئ مع اليوم الأول للحجر المنزلي لعدة غايات أولها خدمة كبار السن، وعدم خروجهم من المنزل، وأيضاً تخفيف تحرك الأهالي قدر الإمكان من وإلى منازلهم للحصول على الخبز كمادة غذائية أساسية، حيث شكلنا مجموعة متطوعة لخدمة أهالي القرية بتوزيع الخبز لمدة أسبوع بشكل مجاني لكل القرية، وحاولنا تأمين الثمن من الجمعية لهذه الفترة، وقد تفاعل معنا كثير من الشباب وتبرعوا للمساعدة.

تابع الفريق الأساسي المنظم والمتابع مني ومن "سليمان الكفيري"، "أسامة الكفيري"، "مراد الكفيري"، "وائل الكفيري" عضو المجلس البلدي، "موفق خيرالدين" أمين الفرقة الحزبية، المهندس "صافي الجردي"، و"أدهم قطيني"، حيث نتناوب في استلام الخبز بالعدد، وإيصاله وفق خطة وضعت لتشمل كل المنازل، وكل يوم نكلف ثلاث سيارات ومرافق من الفريق التطوعي للتوزيع

بعدها أصبحنا نوزع تقريباً مئتي ربطة مجانية للعائلات المحتاجة، بشكل يومي، والباقي يدفع الثمن، لكن هذا العمل اقتضى متابعة من الجميع، ليبدأ برنامجنا اليومي من استلام الخبز من الفرن بين الساعة السادسة والسادسة والنصف، ويتم تحميل الربط بسيارات خاصة لأبناء القرية الذين شجعوا العمل، واندفعوا بحماس كبير لتكون أكثر من سيارة في خدمة المشروع يومياً، ونحن مستمرون بهذا العمل لأكثر من شهر».

في السادسة صباحاً يتم جمع الخبز للتوزيع

وعن المجموعة التطوعية التي أطلقت العمل يقول: «تابع الفريق الأساسي المنظم والمتابع مني ومن "سليمان الكفيري"، "أسامة الكفيري"، "مراد الكفيري"، "وائل الكفيري" عضو المجلس البلدي، "موفق خيرالدين" أمين الفرقة الحزبية، المهندس "صافي الجردي"، و"أدهم قطيني"، حيث نتناوب في استلام الخبز بالعدد، وإيصاله وفق خطة وضعت لتشمل كل المنازل، وكل يوم نكلف ثلاث سيارات ومرافق من الفريق التطوعي للتوزيع».

عضو جمعية "ولغا" الخيرية "سليمان الكفيري" أستاذ فلسفة متقاعد، يعرفنا على أعمال الفريق بالقول: «إلى جانب إيصال الخبز تم العمل على تقديم معونات مادية وسلل غذائية ودواء، وهذا طبعاً بفضل عطاء المتبرعين وثقتهم بالفريق والجمعية، حيث وزعنا 28 سلة غذائية تحتوي على السكر، رز، زيت، برغل، شعيرية، ومعكرونة، كما وزعنا مبالغ نقدية أكثر من مرة ولأكثر من 25 أسرة.

تحضير السلل الغذائية للتوزيع

في هذه القرية عدد من العمال الذين تعطلوا عن العمل، وأسر بلا معيل، وحالات اجتماعية مختلفة، فكان التكافل حل مناسب لرعايتهم ومد يد العون من قبل الأهالي الميسورين، ومن المغتربين الذين قدموا دعماً مالياً كبيراً دل على التزامهم بالأهل ورغبة كبيرة بالمساعدة».

وأضاف بالقول: «لم نتوقع في يوم من الأيام أن نتعرض لمثل هذه الظروف، أو نفكر أن عملية الوصول لشراء ربطة الخبز فيه خطر على الصحة، لكنه ظرف طارئ حاولنا التعامل معه ضمن الممكن، لكن الجميل بالعمل كان بالنسبة لي ولكل من ساعدنا هي ردود أفعال الأهالي واندفاعهم للمساعدة، لتجد من حجز دوراً ليساعد الفريق عدة أيام بالأسبوع سواء بسيارته أو دراجته النارية، أو التحميل والتوزيع، هي صور جددت حالة الترابط والمودة، وخلقت شعوراً طيباً بين الجميع».

الخبز بانتظار النقل

ما يجدر ذكره أنّ المتقاعدين أكبرهم سناً " سليمان الكفيري" من مواليد "ولغا" عام 1956 مدرس فلسفة متقاعد، و"سامي درغم" متقاعد يعمل أعمال حرة من مواليد "ولغا" 1965 وهما أكبر أعضاء الفريق سناً، والبقية من الموظفين وأصحاب العمل الذين استثمروا وقت الحجر لعمل اجتماعي خيري.