تلاقى أهالي قرية "عتيل"على فكرة "إسماعيل معروف" والد أحد أطفال القرية، لتدريب الصغار على كرة القدم، وتأسيس فريق يحمل القيم الرياضية الراقية، وانطلق الفريق بتدريب يومي بتشاركية مع مدرب متطوع ليحقق الحلم في وقت قياسي.

عن المبادرة ورغبته في إنشاء مشروع رياضي، تحدث "إسماعيل معروف" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 13 حزيران 2019، وقال: «بدأت الفكرة من تعلّق ابني الذي عمره ست سنوات بكرة القدم وولعه بها، ولأنها لعبة جماعية وتحتاج إلى إمكانات ومدرّب مختص؛ توجهت بالاستشارة إلى "عاطف العربيد" مدرّس رياضة ومدرّب كرة قدم، وكان الرأي بتكوين فريقاً من الأطفال بعمر ابني، وبمساعدة مديري المدارس ومدرّسي الرياضة.

لم تكن لدينا أفكار كثيرة في البداية، لكن لم تكن الغاية فقط تكوين الفريق، خاصة بعد أن توسعت لقاءاتنا مع الأهالي لنشترك جميعاً على فكرة إنشاء فريق للعب كرة القدم بأسلوب صحيح، ويتمتع بالثقافة والأخلاق الرياضية قولاً وسلوكاً، وبذلك اكتملت صفات المبادرة، لتكون مبادرة اجتماعية رياضية تربوية حملت الكثير من التحفيز للأهالي، للدعم والمشاركة وتطوير الفكرة بوجه عام

واجهتنا صعوبات مختلفة في البداية، كان أهمها الحصول على التجهيزات اللازمة، ولأنني رغبت بإكمال المشروع بهدف تحقيق حلم ابني بدايةً، وقناعتي بأن عدم إشغال الوقت بما هو مفيد سيقود الأطفال إلى سلوكيات مختلفة، قررت تجهيز المطلوب على نفقتي الخاصة، وحصل الفريق على التجهيزات مثل اللباس، وتجهيزات الرياضة كاملة، وكانت هذه المرحلة نواة لتطوير الفكرة بعد الاجتماع مع أولياء أمور الأطفال، وتقرر تكليف المدرّب "عاطف العربيد" بتدريب الفريق، ودفع اشتراك شهري من أجل الملعب، ونقل اللاعبين من أمام المنزل».

إسماعيل معروف وابنه والمدرب عاطف العربيد

الغاية من تأسيس الفريق وضعت على أسس واضحة بعد تلاقي الأهالي ومؤسس الفكرة والمدرّب، وأضاف بالقول: «لم تكن لدينا أفكار كثيرة في البداية، لكن لم تكن الغاية فقط تكوين الفريق، خاصة بعد أن توسعت لقاءاتنا مع الأهالي لنشترك جميعاً على فكرة إنشاء فريق للعب كرة القدم بأسلوب صحيح، ويتمتع بالثقافة والأخلاق الرياضية قولاً وسلوكاً، وبذلك اكتملت صفات المبادرة، لتكون مبادرة اجتماعية رياضية تربوية حملت الكثير من التحفيز للأهالي، للدعم والمشاركة وتطوير الفكرة بوجه عام».

وتابع بالقول: «بالنسبة لي وقبل أن يبرز حب ابني لكرة القدم خاصة، والرياضة بوجه عام، لم يكن لديّ أي اهتمام بالرياضة بسبب عملي الذي يتطلب مني الحضور والإشراف لساعات طويلة في مركز صيانة السيارات الذي أديره، لكن بعد إنشاء الفريق ونجاحه، أصبح الغاية الأساسية في حياتي، وشاركني بعض الآباء بالفكرة.

الكابتن عاطف العربيد والفريق

اليوم وبعد افتتاح ملعب "ريمة حازم" الخاص، خططنا لمواعيد تدريب الفريق، ليتم النقل بتكلفة محدودة، ونقوم بمتابعة الفريق، وتأمين واسطة نقل مناسبة، لتكون أجواء التدريب محفزة للأطفال، وتصبح لديهم فرصة دعوة أصدقائهم، وتعميم الفكرة لنؤسس مجموعات جديدة، وهذا بحدّ ذاته مشروع طويل الأمد، يتلاقى مجتمع القرية على تحقيقه لخدمة أطفالنا.

التجربة نجحت بسبب التعاون والتنسيق الصحيح فيما بيننا، ومساعدة الأهالي الكبيرة، وتولي المدرّب تدريب الفريق من دون أي مقابل مادي، ووضع الخطة المناسبة لتطويره، وأيضاً من مظاهر النجاح أنه في البداية كان عدد اللاعبين عشرين لاعباً، واليوم الفريق بمسماه الحالي "براعم عتيل" يبلغ عدده خمسة وستين لاعباً من عمر ستة أعوام حتى اثني عشر عاماً بالمقارنة بعمر الفريق الذي يبلغ عدة أشهر».

المهندس بسام سليم

المبادرة عبّر عنها أيضاً المدرّب "عاطف العربيد"، وقال: «في البداية طلب مني ابن قريتنا "إسماعيل" المساعدة في اختيار اللاعبين وتدريبهم، وأخذت على عاتقي القيام بالعمل، لذلك لم يقتصر الأمر على تكوين فريق كرة قدم، بل تعدّاه إلى إنشاء مجموعة من الرياضيين الصغار، يتمتعون بالأخلاق والثقافة الرياضية، وبناء برامج تدريبية تراعي الأسس التربوية والسلوكية القويمة، لذلك لاقت المبادرة والفريق استحسان المجتمع المحلي بكامل شرائحه، وهذا كان أول علامات النجاح على الرغم من قصر عمر الفريق، ولأنها تهدف إلى تقدم الفرد ورقيه الأخلاقي من بداية حياته، وصقل موهبته الرياضية وتطويرها.

من جانب آخر قدمت هذه المبادرة للأطفال مساحة للتعبير عن الذات والشخصية عن طريق الرياضة، وعامل استمتاع وفرح، وتكوين صداقات مبنية على الحب والاحترام، وطموحنا أن نجلب أكبر عدد من الأطفال من أجل زيادة مساحة التأثير، وإيصالهم إلى مستويات أخلاقية ورياضية عالية. الأجمل أن المجتمع المحلي في القرية تفاعل كثيراً، فالفريق يكبر، والمتوقع والمأمول الاستمرار بالتجربة وتطويرها وتشذيبها من أجل أن تكون نموذجاً يحتذى للعمل مع الأطفال».

المهندس "بسام سليم" والد أحد الأطفال، ومن أهالي قرية "عتيل" قال: «ما تمّ على أرض الواقع كان عبارة عن حلم لأب بادر لتحقيق حلم ابنه، لكنه كان بفضل الوعي مساعداً لعدد كبير من أبناء قريتنا التي تفتقد إلى نشاط رياضي كبير يعتني بالأطفال بهذا الحجم.

الفكرة بدأت وعرضت بأسلوب محفز على الأهالي، وظهرت رغبة كبيرة بتشجيعها، لنتمكن من إدارة بعض الوقت من يوم الطفل، ليكون هذا الوقت مخصصاً لرياضة مفيدة ونشاط مشترك وجماعي أعجب الأطفال وهم بعمر صغير، يمكن أن يكون بداية لتنمية هواية جميلة، ولجعل أطفالنا عشاق للرياضة والحيوية، ويبتعدوا عن شاشات التلفزة أو الخلوي أو الأجهزة اللوحية.

المبادرة اجتماعية بامتياز تبعاً لتفاعل أهالي القرية، والاهتمام الواضح بالفريق الذي بدأ يشارك في مباريات ودية ومحلية؛ على أمل أن يتحقق الهدف بتكوين فرق رياضية ناجحة ليس للفوز بالبطولات فحسب، بل لخلق جيل رياضي ناجح».

ما يجدر ذكره، أن "إسماعيل معروف" من مواليد "عتيل" عام 1990، متخصص في صيانة السيارات.