عمل مغتربو قرية "امتان" في الريف الجنوبي للمحافظة، على دعم مبادرة "أطباء وأدوية" بتأمين الأدوية اللازمة لهم لاستكمال العملية العلاجية.

حول دعم المغتربين مبادرة المساعدات الدوائية والإنسانية وفكرتها، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 نيسان 2019، التقت "محمود أبو زيد" من أهالي قرية "امتان" وأمين صندوق المبادرة، الذي بيّن قائلاً: «فكرة المبادرة التي اطلق عليها اسم "المساعدات الدوائية والإنسانية" من المغترب ابن قريتنا النبيل الدكتور "حاتم رافع"، حيث أراد توزيع الدواء مع حليب الأطفال للأسر المحتاجة، وبعد إحصاء عدد المستفيدين الذين يمكن تقديم لهم المساعدات وصل عددهم إلى سبعين مستفيداً. تبلورت الصورة بشكلها النهائي، وأرسل دفعة مالية للتوزيع أصولاً بعد أن تشرفت باستلام هذه القيود، حيث جاءت هذه المبادرة مكملة لمبادرة أطباء القرية، وكانت المبادرتان دعماً إنسانياً لتحقيق الأمن الصحي للقرية. أما طريقة التوزيع فتجري بأسلوب منهجي، حيث يتم الفحص والمعاينة من قبل الطبيب المختص، وفي حال عدم توفر الأدوية في النقطة الطبية الموجودة في القرية التابعة للهلال الأحمر، يتم تحويل الوصفة الدوائية إلينا لصرفها وشرائها من السوق المحلية وتأمين الدواء.

بالحقيقة يشعر الطاعن بالسن بأن المجتمع ما زال يحفظ له من الود والعلاقة التاريخية الشيء الكثير، فحين يقدم للمرء الأدوية مجاناً يعني أنه يسهم في بث روح التفاؤل لديه، وكم لأبناء قريتنا الأماجد موقف إنساني مهم في بناء جيل قائم على التطوع والعمل الخيري الإنساني، لأن الموقف لم يقتصر على الأدوية، بل على توزيع الحليب للأطفال، وهي رؤية متطورة جداً في وقتنا، وما مر به البلد من محن وصعوبات مادية قاهرة، ولهذا فالمبادرتان قمة في العمل التكافلي الطبي والقيمي

المبادرة لم تقتصر على الدكتور "حاتم" فحسب، بل اجتمع الإخوة المغتربون في دول الخليج، وبادروا بتقديم المساعدات؛ وهو ما انعكس على روح وقيم التكافل الاجتماعي بإيجابية مطلقة، وبدأ أهالي القرية الدعم إضافة إلى المغتربين، ذلك لأن بعض المستفيدين يحتاجون إلى دواء دائم، وبعضهم مؤقت، وحالياً الدواء مكلف على المرضى المصابين بأمراض ذات ديمومة في علاجها، وتعدّ بادرة مميزة ذات قيمة لأنها نبعت من أبناء القرية نفسها من المغتربين والمقيمين، ودلالة على أن العمل التطوعي الإنساني والتكافلي مكون رئيس في الشخصية المجتمعية».

الدكتور عادل أبو سعيد

وعن التشاركية في المبادرة أوضح الدكتور "عادل أبو سعيد" من مؤسسي المبادرة بالقول: «بدأت فكرة المبادرة من قبل مجموعة أطباء القرية، بغية تأمين الوضع الصحي، حيث تم الاتفاق على وجود الأطباء أسبوعياً لكل اختصاص، مع تأمين الأدوية من مخصصات كل طبيب، لكن الوضع العام والأحوال المادية والبيئية على اختلافها جعل الأمراض تتوسع على نطاق كبير، كالسكري والقلب وغير ذلك؛ وهو ما دفع المغتربين الذين عملوا على خلق مبادرة ذاتية تكون سنداً لنا بتأمين الأدوية، حيث يرسلون قيمة الدواء لنا كأطباء أو من القائمين على التوزيع الإداري، وهذه المبادرة حققت نجاحاً باهراً على صعيد القرية، حيث بات المريض يأتي إلى نقطة المعاينة التي تم الاتفاق أن تكون ضمن مقر "الهلال الأحمر"، ويتم تقديم الدواء الناجع له، وبذلك يتحقق الأمن الصحي إلى حد ما؛ بالتعاون مع الزملاء الأطباء، وهم: "مؤنس أبو منصور، وليد حمزة، عاطف بحصاص، أكرم عماد، معتز الشمندي، رمزي حاصباني، فراس العيسمي"، ولكل اختصاص من الاختصاصات يوم للمعاينة، الأهم بالفعل نخوة المغتربين الذين ما إن سمعوا عن تلك الأعمال حتى بادروا بعرض خدماتهم، ونجحت مبادرتنا».

أحد المستفيدين من المساعدات الدوائية والإنسانية "فضل الله التقي" أشار بالقول: «بالحقيقة يشعر الطاعن بالسن بأن المجتمع ما زال يحفظ له من الود والعلاقة التاريخية الشيء الكثير، فحين يقدم للمرء الأدوية مجاناً يعني أنه يسهم في بث روح التفاؤل لديه، وكم لأبناء قريتنا الأماجد موقف إنساني مهم في بناء جيل قائم على التطوع والعمل الخيري الإنساني، لأن الموقف لم يقتصر على الأدوية، بل على توزيع الحليب للأطفال، وهي رؤية متطورة جداً في وقتنا، وما مر به البلد من محن وصعوبات مادية قاهرة، ولهذا فالمبادرتان قمة في العمل التكافلي الطبي والقيمي».

مبادرة الأدوية
الأستاذ محمود أبو زيد