لتعليم أفضل وتخفيف الأعباء عن أهالي الطلاب التقى أهالي قرية "سليم" على فكرة التعاون لدعم تعليم الأبناء، وخلق قنوات للتعاون على مستوى المستلزمات والدورات لمرحلتي التعليم الأساسي والثانوي.

متقاعد ومحامٍ وطبيب ومدرّس تشاركوا على فكرة تطوعية لمصلحة أهالي قريتهم، بناءً على مظاهر ارتبطت في هذه المرحلة بالتعليم تتمثل بالضغوط المادية التي تفرض على الأهالي خيارات مختلفة، وتحرم الطالب فرصة الحصول على التعليم أو الدورات للحصول على تعليم بكفاءة وتميز يؤسس لمستقبل علمي عالي المستوى، وفق حديث العميد المتقاعد "زياد العبد الله" من أهالي قرية "سليم"، وعضو مؤسس لمبادرة حملت اسم "قلم رصاص" من خلال مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 27 كانون الأول 2017، وقال: «في قريتنا حالات اجتماعية تشاركية متميزة، وهناك انسجام وتعاون كامل بين كافة أبناء القرية لتجاوز الصعوبات، لكننا أمام فكرة التعليم، وكي لا نصل إلى مرحلة يتسرب فيها أولادنا من المدارس بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، اتجهت ومجموعة من الأصدقاء، مثل: المحامي "بسام أبو عساف"، والطبيب "لؤي عزقول"، والكاتب بالعدل "سمير أبو عساف"، والمدرّس "غسان أبو عبيد" لنؤسس لمبادرة اجتماعية هدفها التعليم أولاً».

في قريتنا حالات اجتماعية تشاركية متميزة، وهناك انسجام وتعاون كامل بين كافة أبناء القرية لتجاوز الصعوبات، لكننا أمام فكرة التعليم، وكي لا نصل إلى مرحلة يتسرب فيها أولادنا من المدارس بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، اتجهت ومجموعة من الأصدقاء، مثل: المحامي "بسام أبو عساف"، والطبيب "لؤي عزقول"، والكاتب بالعدل "سمير أبو عساف"، والمدرّس "غسان أبو عبيد" لنؤسس لمبادرة اجتماعية هدفها التعليم أولاً

وتابع: «لتكون الغاية مشروعاً يبدأ من هذه المجموعة والتعريف بها على مستوى القرية كنواة أولى لعمل أهلي، وقد وضعنا هدفاً أساسياً لها يتمثل في دعم تعليم أبناء القرية، وتخفيف العبء عن كاهل الأسر الفقيرة، وحددنا اتجاهات عمل للمبادرة التي أسميناها "قلم رصاص - سليم"، لتكون مهمتنا مساعدة كافة تلاميذ المرحلة الابتدائية في تأمين الحاجيات المدرسية والقرطاسية، وإقامة دورات مجانية لطلاب الشهادة الأساسية والثانوية قبل الامتحانات النهائية، وتقديم المساعدة لطلاب المرحلة الأساسية والثانوية من خلال تأمين الكتب المدرسية والقرطاسية، ومساعدة المدارس في تأمين وقود التدفئة.

المشاركون بالمبادرة

حاولنا تطوير الفكرة لضمان وثوقية العمل، واستخدمنا شبكة التواصل الاجتماعي لإشهار كل ما يصل إلينا من تبرعات، وتقديم الجرد الشهري وعرض السجلات والفواتير عبر الصفحة، مع اسم المتبرع والمبلغ، وطرائق الصرف. وعلى الرغم من تعبير الأهالي عن الثقة الكاملة بالمبادرة التي باتت تتلقى تبرعات جيدة، نجد في الإشهار وسيلة لتصويب العمل والتوضيح الكامل لفعالية المبادرة.

وكان الشهر الأول دليلاً جيداً، حيث أظهر أهمية ما أسس لكون الأهالي تفاعلوا مع الفكرة، وكانت لهم رؤية إيجابية من حيث الدعم والتواصل، وهذا بحد ذاته قدم لنا تشجيعاً للمتابعة والاستمرار بما يكفل النجاح، فنحن لسنا جمعية، وسنحافظ على تسمية مبادرة لكونها ناتجة عن الظروف الحالية، ولو كانت الظروف المادية للأهالي أفضل، لما كانت».

من الدورات المجانية

تمكنت المبادرة في خطواتها الأولى من تأمين احتياجات طلاب القرية من الصف الخامس والسادس من القرطاسية بداية العام، وألحقتها بمشاريع أخرى، حدثنا عنها المحامي "بسام أبو عساف" بالقول: «في بداية العام الدراسي، درسنا واقع الطلاب ونوعية المستلزمات المطلوبة، وحاولنا التصرف بما بين أيدينا من تبرعات باتت تصب في صندوق المبادرة، لنقدم قرطاسية لطلاب الصف السادس والخامس للجميع دون استثناء في مدارس القرية، وسعينا للمتابعة مع المدارس من خلال المدرّسين لمعرفة الاحتياجات المختلفة وضمان تلبيتها.

وكانت الخطوة الثانية إقامة دورة مجانية لطلاب الصف التاسع، وبدأت خلال الشهر الفائت، وهي مستمرة حتى نهاية العام لمواد الرياضيات والفيزياء واللغة الإنكليزية والفرنسية، لأننا نعرف جيداً حجم التكاليف التي يتحملها الأهل لتحسين مستوى الطالب في هذا الصف، وقد التحق بالدورة خمسون طالباً، وما يختلف لدينا أننا لم نطلب من المدرّسين دعم الدورات إلا بالجهد الصادق والعطاء، لتكون للمدرّس المتخصص أجور محددة على هذه الدورات، وضمان المستوى الجيد، احتراماً وتقديراً لجهود المدرسين التي تبذل لتدريس الطلاب، وإعطاء الجهد اللازم والمطلوب لإنجاحها، وقد لمسنا رضا الطلاب والأهل.

مي شلهوب وابنها تيم جاد الله النجاد

ونعدّ برامج دورات لكافة الصفوف بالتعاون مع الكوادر التدريسية، ولكل المناهج، ووضع حد للدروس الخصوصية، من باب خفض التكاليف على الأهالي وتخفيف الأعباء».

حصل على قرطاسية من المبادرة مع باقي الطلاب، وحرص على التبرع للمبادرة؛ وفق حديث الوالدة "مي شلهوب" أم "تميم جاد الله النجاد" طالب الصف الخامس، الذي تبرع للمبادرة واستفاد منها، وقالت: «أول مشاريع المبادرة كان قرطاسية للصفين الخامس والسادس، وابني "تميم" أعجبته الهدية لكونها من أجود الأنواع وتنم عن ذوق واهتمام، وجعلت كافة الطلاب يستخدمون قرطاسية متشابهة بالأقلام والدفاتر والألوان تكفي الطالب للعام الدراسي، وعبّر لي عن فرحه ورغبته بالتبرع بمبلغ رمزي للمبادرة والتعبير عن الشكر، وقد وافقنا على رغبته؛ وهذا ما كان.

وما عبّر عنه ابني شعور لدى أغلب الطلاب، ففي قريتنا ومن خلال متابعة أوضاع الطلاب نعرف أن هناك حاجة كبيرة لهذه المبادرة، وما وضع من خطط يظهر فائدتها، وما تم على أرض الواقع من دورات بطريقة ناجحة ومدروسة».

ما يجدر ذكره، أن قرية "سليم" تقع على بعد 8كم شمال مدينة "السويداء"، وعدد سكانها أربعة آلاف نسمة، وفيها 3 مدارس تعليم أساسي.