يعدّ العمل التطوّعي في "السويداء" ركيزةً أساسية في بناء المجتمع ووحدته وتماسكه، وهو يساهم بمفهومه وعلاقاته الاجتماعية بخلق مبادرات إنسانية حاضرة في تنمية الحياة اليومية في المدينة والريف.

حول مفهوم التطوع ومعرفة أسباب وجوده، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 20 كانون الأول 2016، التقت المهندس "أمين غزالي" المتطوّع في العمل الإنساني والخيري لخدمة مرضى السرطان في "السويداء"، فبيّن قائلاً: «للعمل التطوّعي أثر وقيمة مضافة في المجتمع؛ وهو يساهم في خدمة المجتمع، كالجمعيات الأهلية والصحية والاجتماعية والبيئية والثقافية، وبرامج خاصة بكبار السنّ وغيرهم من أفراد المجتمع، وهناك اهتمام كبير لتطوير مفهوم التطوع وتوسيع قاعدته خاصة بين الشباب الأكثر تحسّساً لمشكلات المجتمع، والأكثر قدرة على أداء العمل التطوعي ورفع مستواه. والمتطوع هو الشخص الذي يهب وقته وتفكيره لخدمة قضية مجتمعية جديرة بالاهتمام، والمؤمن بأن الأفراد يستطيعون القيام بالتغيير؛ لأن المتطوعين يعملون كفريق عمل واحد يجمعهم الهدف المشترك ألا وهو خدمة المجتمع.

إن مفهوم العمل التطوعي في "السويداء" جعلنا نقوم بمجموعة مبادرات إنسانية، مثل تأمين الغذاء والدواء لأناس بحاجة ماسّة إلى ذلك في مناطق ريفية بعيدة عن المدينة، أو فتح الطرقات في أيام العاصفة خلال فصل الشتاء، وتقديم المساعدة لمن قطع بهم السبيل ليلاً، أو تنظيف مسالك الطرق من الثلوج أو غير ذلك، وهناك أيضاً مبادرات إنسانية واجتماعية، كالمساهمة في بناء مستوصف خيري أو حديقة، أو تنظيف مدارس وشوارع، وتقديم خدمات طبية وعلاجية ومشورات نفسية واجتماعية، وهذه المبادرات وجدت بعدها الاجتماعي في مناحي الحياة كافة، وكان لها صدى كبير في نفوس الناس، وعكست طابعاً إنسانياً تشاركياً بين أفراد المجتمع الأهلي الواحد، لكن بثقافة التطوع ومفهومه ودمج عناصره كافة في العمل وقيمته

والتطوع هو قيام شخص ما برغبة شخصية منه بتقديم جهده أو ماله أو وقته للقيام بعمل فيه نفع للشأن العام، وفي مجالات عدة. إنه ظاهرة إنسانية تأخذ صورةً متقدمةً من صور السلوك الاجتماعي الإنساني، لأن منبعه إيمان الإنسان الحرّ بأرضه وحبه لها وحماسته الشديدة لتحقيق الفائدة المرجوة التي يسعى إلى تنميتها، ويراها من ضرورات المجتمع. ولا شك أن التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع لإنجاز أعمال تطوعية، تكون نتائجه كبيرة ومردوده أفضل».

المهندس أمين غزالي

وعن تاريخ التطوع وأهميته، بيّنت "إقبال حامد" رئيسة فرع جمعية تنظيم الأسرة السورية في "السويداء" قائلة: «تاريخياً هناك تراث عريق يكسبنا الاعتزاز باعتمادنا على المتطوعين الذين يمتلكون القدرة على مساعدة الآخرين ومجابهة المشكلات، خاصة في "جبل العرب"؛ فهناك مقومات تساعد العاملين في حقل التطوع على تنفيذ مهامهم، فالتميز القائم في طبيعة حياتنا الاجتماعية والإنسانية هو تأصيل ثقافة جمعية مكتسبة من طبيعة المجتمع؛ إذ لا يمكن أن يتجاهل أيّ منا أنّ من أهم خصائص المجتمع في "السويداء": إغاثة الملهوف، وحماية الدخيل، ومساعدة المحتاج، والنخوة الأصيلة، و"الفزعة" العربية لحماية الأرض والعرض، وكرم الضيافة والجود اللا محدود؛ وهذا ساهم بإيجاد بيئة حاضنة ومشجعة لأي عمل تطوعي في منطقتنا.

وفي الحقيقة، أثبتت الدراسات أنه منذ وجد الإنسان على هذا الكون لازمه التطوع؛ لأنه حاجة إنسانية مرتبطة بوجوده؛ لذا يعود تاريخ التطوع إلى بدايات الوجود الإنساني؛ فالحاجة الإنسانية المشتركة بين الناس تحتّم عليهم أن تكون هناك علاقات مشتركة خدمية من شأنها تقديم أعمال وخدمات معينة للمجموعة التي تعيش مع بعضها، بالمقابل يتم التبادل من قبل الآخرين كلٌّ حسب إمكانياته وقدرته على تقديم الخدمات والأعمال التطوعية لتحقيق العلاقة المتكاملة بين أبناء المجتمع، والبدايات الإنسانية شهدت أعمالاً يمكن حصرها كلها ضمن مفهوم التطوع؛ فهو عمل غير مأجور يتم على جميع المستويات المعيشية، فلم يكن في مجالات بعينها كما هو في المراحل الحالية، وإنما يمتد ليشمل كل حاجات الجماعة من دون تمييز بين العمل القسري الذي تفرضه الجماعة على أفرادها، وبين العمل الواجب القيام به، الذي كان من دون مقابل، أو ذلك العمل الذي كان يقوم به الفرد تطوعاً بتناغم مع حاجات الجماعة ومطالبها».

رغداء الأشهب

"رغداء الأشهب" من فريق العمل التطوعي في "السويداء" بدائرة العلاقات المسكونية، بيّنت قائلة: «إن مفهوم العمل التطوعي في "السويداء" جعلنا نقوم بمجموعة مبادرات إنسانية، مثل تأمين الغذاء والدواء لأناس بحاجة ماسّة إلى ذلك في مناطق ريفية بعيدة عن المدينة، أو فتح الطرقات في أيام العاصفة خلال فصل الشتاء، وتقديم المساعدة لمن قطع بهم السبيل ليلاً، أو تنظيف مسالك الطرق من الثلوج أو غير ذلك، وهناك أيضاً مبادرات إنسانية واجتماعية، كالمساهمة في بناء مستوصف خيري أو حديقة، أو تنظيف مدارس وشوارع، وتقديم خدمات طبية وعلاجية ومشورات نفسية واجتماعية، وهذه المبادرات وجدت بعدها الاجتماعي في مناحي الحياة كافة، وكان لها صدى كبير في نفوس الناس، وعكست طابعاً إنسانياً تشاركياً بين أفراد المجتمع الأهلي الواحد، لكن بثقافة التطوع ومفهومه ودمج عناصره كافة في العمل وقيمته».

إقبال حامد