هو مثل محلّيّ يطلقه أهالي "جبل العرب" على المشكلة البسيطة التي يجب أن تحلّ تلقائياً من دون خصام، ويرجّح أن قائله الأمير "شكيب أرسلان" عندما كان يحلّ خلافاً بين عائلتين في منطقة "شهبا"، فأصبح قوله هذا مثلاً دارجاً بين العامة حتى وقتنا الحاضر.

مدونة وطن "eSyria" التقت جامع التراث "جمال مهنا" بتاريخ 14 تشرين الأول 2016، الذي أوضح: «هذه المقولة قديمة جداً، وهناك رأيان في هذا المثل الشعبي الشهير، فالأول يعتقد أن قائله "أبو حسن سليم الحلبي" شيخ قرية "الصورة الصغيرة" بعد المعركة التي نشبت بين "آل الحلبي" من جهة، و"آل المغوش" و"زهر الدين" من جهة أخرى، حيث قتل 13 رجلاً من (الحلبية)، و12 رجلاً من (المغويش وزهر الدين)، وطلب "واكد زهر الدين" الزعيم الشعبي المعروف أن يرحّل "آل الحلبي" من "أم حارتين"، ويذهبوا إلى قرية "الصورة الصغيرة"، ويسكن عوضاً عنهم "آل المغوش"، وإذا تمت المعارضة، فالسيف هو الفصل؛ فما كان من الحلبية إلا الرحيل، حيث قال الشيخ "سليم الحلبي" قوله الشهير: "بلاكي يا أم حارتين"؛ الذي أصبح مثلاً بين العامة».

قائل هذه العبارة هو الأمير "شكيب أرسلان"، وذلك إثر خلاف جرى بين عائلتين من عائلات المنطقة، وهما "آل الحلبي" و"آل المغوش"، حيث تمكن الأمير من حل المشكلات العالقة بين الخصمين، وبقيت قضية "أم حارتين" من دون حل -وكانت خربة آنذاك- لذا لم تكن عائقاً يحول دون حلّ الخلاف، فقال الأمير "شكيب" عندما عرضت عليه مشكلة "أم حارتين": (بلاكي يا أم حارتين)؛ فأصبح قوله مثلاً يضرب للأمر البسيط الذي يجب ألا يحول دون ما هو أهمّ منه

ويتابع "مهنا" سرد القول الآخر، فيقول: «الرواية الثانية رواها لي المهندس "سليم حاطوم" من أهالي قرية "أم حارتين"، حيث يورد أنه أثناء النضال ضد المستعمر العثماني قرر زعماء الجبل الاجتماع في سوق "الحسبة" حالياً، فاجتمعت البيارق إلا عدد قليل قد تأخر عن الحضور، فقرّر المجتمعون الانتظار ريثما يصل الجميع، وبعد مدة وصل عدد من البيارق المتأخرة إلا بيرق "أم حارتين"، وسأل أحد الزعماء عن البيارق الغائبة، فردّ عليه أحدهم أن بيرق "أم حارتين" لم يصل بعد، فقال على الفور: "وبلاكي يا أم حارتين"؛ فأصبح مثلاً.

جامع التراث جمال مهنا

ويؤكد "سليم حاطوم" في النهاية أن القصة الأولى أقرب من قصته هذه التي لا يوجد ما يؤكدها أو ينفيها، وعلى العموم هذا المثل المتداول بقوة حتى يومنا هذا يرمز إلى تخفيف المشكلة إلى أبعد الحدود، وتسهيل أي أمر مهما كان معقّداً».

كان هناك "قطبة مخفية" في قصة هذا المثل الشعبي، وليس هناك الكثير من المصادر الشفهية التي ما زالت على قيد الحياة لكي تنفي أو تؤكد صحة القصص المتداولة عنه، لكن كان هناك مصدر مكتوب وموثق أورده الباحث "قاسم وهب" مؤلف كتاب "معجم الألفاظ والتعابير المحكية في محافظة السويداء"، وفي الجزء الأول عن مناسبة هذا المثل الشعبي الشائع، الأقرب إلى الصواب، حيث قال: «قائل هذه العبارة هو الأمير "شكيب أرسلان"، وذلك إثر خلاف جرى بين عائلتين من عائلات المنطقة، وهما "آل الحلبي" و"آل المغوش"، حيث تمكن الأمير من حل المشكلات العالقة بين الخصمين، وبقيت قضية "أم حارتين" من دون حل -وكانت خربة آنذاك- لذا لم تكن عائقاً يحول دون حلّ الخلاف، فقال الأمير "شكيب" عندما عرضت عليه مشكلة "أم حارتين": (بلاكي يا أم حارتين)؛ فأصبح قوله مثلاً يضرب للأمر البسيط الذي يجب ألا يحول دون ما هو أهمّ منه».

"مضافة" آل المغوش