تعدّ "المضافة" الجامعة التأهيلية التي يتم بها ومن خلالها بناء الشخصية الاجتماعية لتطبيق العادات والتقاليد العربية الأصيلة؛ بدءاً من استقبال الضيف والترحيب به، ووصولاً إلى العادات المتداولة في المناسبات.

حول التأهيل التربوي مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 10 كانون الأول 2015، التقت "إسماعيل الملحم" الباحث في علم الاجتماع وعضو اتحاد الكتاب العرب؛ الذي بيّن قائلاً: «للتأهيل التربوي في تنفيذ منظومة العادات والتقاليد العربية نمط تعليمي سلوكي قائم على تكوين الشخصية، ويتمثل عادة في الربط بين العلم التربوي الاجتماعي والفكر المنهجي التعليمي، ومثلما يتكلم الناس كافة في لغاتهم النثر أسلوباً، فهم يمارسون أيضاً كافة القيم الاجتماعية سلوكاً، ويكتفون في حياتهم العملية بمستوى ما يفعلون، وفي وسعنا أن نستشرف الممارسة القيمية في واقع الحياة بإلقاء نظرات سريعة على أساليب السلوك والعادات التي يتبعها الأفراد أو تفرضها الجماعات، وهي جملة أنماط التصرف في مختلف شؤون الحياة والفكر، فحين تتم تهيئة الفرد منذ الصغر على كيفية الاستقبال بعبارات الترحاب، مثل: (تفضلوا الله محي الضيوف، الله حياكم، يا ألف أهلا وسهلا ومرحبا من يوم مشيتو لساعة ما لفيتو)، تلك العبارات وغيرها تتردد على شفاه أصحاب البيوت المضيفة من كبار السن وجيل الشباب ويسمعها الأطفال يومياً».

للتأهيل التربوي في تنفيذ منظومة العادات والتقاليد العربية نمط تعليمي سلوكي قائم على تكوين الشخصية، ويتمثل عادة في الربط بين العلم التربوي الاجتماعي والفكر المنهجي التعليمي، ومثلما يتكلم الناس كافة في لغاتهم النثر أسلوباً، فهم يمارسون أيضاً كافة القيم الاجتماعية سلوكاً، ويكتفون في حياتهم العملية بمستوى ما يفعلون، وفي وسعنا أن نستشرف الممارسة القيمية في واقع الحياة بإلقاء نظرات سريعة على أساليب السلوك والعادات التي يتبعها الأفراد أو تفرضها الجماعات، وهي جملة أنماط التصرف في مختلف شؤون الحياة والفكر، فحين تتم تهيئة الفرد منذ الصغر على كيفية الاستقبال بعبارات الترحاب، مثل: (تفضلوا الله محي الضيوف، الله حياكم، يا ألف أهلا وسهلا ومرحبا من يوم مشيتو لساعة ما لفيتو)، تلك العبارات وغيرها تتردد على شفاه أصحاب البيوت المضيفة من كبار السن وجيل الشباب ويسمعها الأطفال يومياً

وتابع "الملحم" بالقول: «لعل العادات والتقاليد التي تصبح عادات فردية ذات الأسلوب الشخصي من إمكانية تنفيذ تعاليم اجتماعية تفرض في مضمونها قيماً أو أهدافاً بغية تحقيق ميول أو إرضاء حاجات، وهذه العادات تتميز عن العادات الاجتماعية التي تؤلف أعرافاً أو أسلوباً اجتماعياً محدداً بمعنى أنها لا توجد ولا تمارس إلا بالحياة في المجتمع، والتفاعل مع أفراده وجماعاته، ومن أمثلة العادات الاجتماعية في فرض نماذج معينة للتصرف أو السلوك عادات التحية، وطرائق إجراء المحادثة، وآداب المائدة، وممارسة الطقوس المعتادة كالمناسبات والأفراح والأتراح، وطريقة مخاطبة المجتمع في شتى المناسبات، يتضح للباحث جملة من الأنماط السلوكية التي تحتفظ بها الجماعة وترسمها تقليداً، ومن البديهي أن تصبح العادات الفردية نتيجة تكرارها في الحياة اليومية عادات اجتماعية، وبالتالي فإن القيمة الاجتماعية المبتغاة بصورة تلقائية هي مطلب الشعور الاجتماعي الفطري، وبمعنى آخر يصبح مطلب استقلال ذاتي أو حرية فردية، وبالتالي نلمس المشاهد المتناقضة في الأسلوب والأداء بتنفيذ العادات وفق التعاون الوثيق للرغبة في اكتساب الشخصية المستمرة على منهج اجتماعي موحد».

الأستاذ إسماعيل الملحم

"أيمن جزان" المعلم والمهتم بالتراث الشعبي المقيم في بلدة "قنوات" بيّن بالقول: «للتربية الاجتماعية مكانة في ثقافتنا المحلية، وحين يتعلم الطفل الوقوف أمام جمع غفير من الناس ويلقي التحية والسلام وعبارات المجاملة والتعاون؛ فهذا يعني أن شخصيته مبنية على ثقافة محلية نابعة من منظومة عادات وتقاليد اجتماعية، إذ يتم الاعتماد في التربية الاجتماعية على ركائز عدة أهمها بناء الشخصية؛ إذ يقف الشاب عادة ويرحب بالضيوف بقوله: (الله محيّ الضيوف، من يوم مشيتو ليوم لفيتو، الله حياكم يا غانمين، زارتنا البركة، سكوت المعازيب ترحيب)، هذه العبارات لاستقبال الضيوف لا تأتي إلا بعد تربية في المضافة، وكذلك عبارات الفرح، منها: (ألف مبروك للعروسين، يجعل أياكم فرح للجميع، وعقبال العاوزين عندكن، الله يهنيهن، والفرح تبقى بدياركم)، وهناك عبارات أيضاً في العزاء تتمثل بقوة الشخصية والجرأة والعامل الأساسي فيها هو التربية والنهج التلقيني الذي يعتمده رب الأسرة مع أفراد أسرته في تطوير وتنمية شخصية الأبناء بما حملوه من موروث عن الأباء والأجداد، ولعل قوة الشخصية النابعة من التربية تكسب المرء ثقافة المواجهة وهذه الثقافة أيضاً تمنحه الفرادة والصلابة والجرأة في اتخاذ القرار المناسب في حياته».

 

الأستاذ أيمن جزان