تكمن إشكالية فرق العمل بين المحاسب الشهري للرواتب والأجور، وبين استخدام الصرافة الآلية التي يقف أمامها شهرياً آلاف الموظفين؛ في كيفية العمل وسهولة التعامل وتوفير مستلزمات الحصول على الراتب.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 24 أيلول 2015، التقت المهندس "أنور الحسنية"، وبيّن قائلاً: «منذ ما يزيد على أربع سنوات عملت الجهات المعنية على تخفيف أعباء العمل لمحاسب الرواتب عند نهاية كل شهر في تسليم الرواتب والأجور للعاملين بالدولة؛ حيث يبلغ عدد العاملين في أي دائرة أو مؤسسة من المؤسسات مئات العاملين وأحياناً الآلاف، وذلك باتباع نهج قانوني لتسليم الراتب لصاحب العلاقة بالذات، إن كان من المحاسب أو من الصرافة الآلية الموجودة في أماكن متعددة من المدينة، لكن هناك إشكالية وقعت بها وربما أدت إلى إعاقة العمل والعلاقة بينهما، منها أن المحاسب يقوم بتسليم الرواتب عند نهاية كل شهر وقلما تجد محاسباً يتأخر يوماً أو يومين عن نهاية الشهر، والأهم يقوم بتسليم مضاعفات المئة ليرة سورية، أما اليوم وفي الصرافة الآلية ليس هناك وقت محدد للاستلام يبدأ من تاريخ نهاية الشهر إلى نهايته».

إن عمل الصرافة الآلية هي حالة تطور لنظام مجتمع وقيمه الاجتماعية، حينما يقف الناس بالدور النظامي وفي أوقات متعددة، بمعنى أن الموظف لا ينتظر المحاسب حتى يأتي من البنك ليتسلم راتبه، علماً أنه منذ 29الشهر يتم تحويل المبالغ المرصودة للرواتب والأجور إلى الصرافة الآلية، وبالتالي يمكنه أن يذهب في أي وقت شاء ويتسلم حاجته من راتبه الشهري، حيث وجد ذلك العمل لتنظيم الحياة اليومية خلال الشهر وفق طبيعة الحياة وإن كانت الحياة الاقتصادية تفرض علينا أن نتسلم المبلغ بالكامل

وبيّن أحد العاملين في القطاع العام "شاهر طليعة" بالقول: «الصرافة الآلية يمكن أن يتم الاستلام منها في أي وقت ليلاً ونهاراً مباشرة وفق بطاقة خاصة بكل عامل، لكن واجهت الموظفين إشكاليات أهمها أن الصرافة على الكهرباء وأغلب الأحيان يحدث عند دخول البطاقة وتسجيل الرقم السري وتحديد المبلغ المطلوب، وأثناء تلك اللحظات وبانتظار العملية الحسابية لاستقبال المبلغ، يتم انقطاع التيار الكهربائي، عندها ينتظر الموظف ساعات أمام الصرافة حتى تأتي الكهرباء في الصيف أو الشتاء، وإلا ذهب عليه الراتب والبطاقة وربما تسرق، وهناك حالات كثيرة وقعت وتسببت باتخاذ إجراءات إدارية جديدة ساهمت في خلق معوقات حقيقية للحصول على الهدف المنشود والحق المكتسب».

المهندس أنور الحسنية

لكن هناك آراء لها أبعادها في نشر ثقافة عمل التقانة والعلم والمعاصرة، المهندسة "رحاب المحيثاوي" من الموظفين بالقطاع العام بـ"السويداء"، أوضحت قائلةً: «إن عمل الصرافة الآلية هي حالة تطور لنظام مجتمع وقيمه الاجتماعية، حينما يقف الناس بالدور النظامي وفي أوقات متعددة، بمعنى أن الموظف لا ينتظر المحاسب حتى يأتي من البنك ليتسلم راتبه، علماً أنه منذ 29الشهر يتم تحويل المبالغ المرصودة للرواتب والأجور إلى الصرافة الآلية، وبالتالي يمكنه أن يذهب في أي وقت شاء ويتسلم حاجته من راتبه الشهري، حيث وجد ذلك العمل لتنظيم الحياة اليومية خلال الشهر وفق طبيعة الحياة وإن كانت الحياة الاقتصادية تفرض علينا أن نتسلم المبلغ بالكامل».

السيد "فوزي منذر" من العاملين في المنظمات بيّن بالقول: «بالصرافة لا يمكن استلام مضاعفات الخمسمئة ليرة سورية ويبقى رصيد للشهر القادم بالمضاعفات ويتم تراكمه بدل أن يأخذ المحاسب مضاعفات المئة إلى جيبه الخاص، هذه التقانة جميلة ومعاصرة، وللموظف أن يعلم ما تبقى له من مضاعفات مالية، لكن إشكالية التعامل بها أنه خلال الأيام الأولى من الشهر يصعب على الموظف الحصول على راتبه من دون معاناة ووقوف أمام الصراف ساعات طويلة، خاصة أن هناك عدداً كبيراً من الموظفين لا يستطيعون التعامل مع الصرافة بالطريقة المناسبة وفق القواعد المتبعة خاصة من الفئات الرابعة والخامسة، من جهة وصول الشبكات، ومن جهة ثانية في حال عدم تعطلها تقنياً، هذا في حال لم يتم قطع التيار الكهربائي، وبالتالي فإن الصراف الآلي يصبح حالة تطور في نظام الحياة اليومية لو قيض للموظف توفير كامل المستلزمات؛ كأن نشاهد العديد من الصرافات خارج الخدمة إما لعطل فني أو لعدم توافر المال أو مشكلات تقنية، وبالتالي يقع الموظف بإشكالية في الحصول على راتبه الذي هو بأمس الحاجة إليه عند أول يوم من الشهر، من دون أن يعطل نفسه لساعات عن العمل لاستلام راتبه أو تكليف زملائه في ذلك بعد تزويدهم بكلمات السر والبطاقة؛ وهو ما أدى إلى حالات سرقة من بعض ضعاف النفوس عند معرفة كلمة السر والبطاقة وغيرها، وبالتالي فإن المحاسب المباشر في الظروف الحالية هو الأنجع».

أغلب الأحيان الصراف خارج الخدمة
السيد فوزي منذر