اكتسبت "رحاب دمشقية" مهارات قيادية جعلتها واحدة من الفتيات اللواتي كسرن حاجز الخوف من الحاضر؛ لتنطلق مع أقرانها نحو طفولة صحية خالية من المنغصات والأزمات بفضل مجموعة من المبادرات وأشخاص نذروا وقتهم للطفولة.

مدونة وطن "eSyria" التقت الطفلة "دمشقية" القاطنة في "صناعية شهبا" يوم الثلاثاء الواقع في 28 تموز 2015؛ التي تحدثت عما اكتسبته من مهارات في مركز الإيواء، وقالت: «تعلمت كل شيء هنا الرسم والحديث؛ فالمشرفون علينا كانوا يرشدوننا إلى الأشياء الصحيحة، كنت مع إخوتي نخاف الاختلاط مع الأولاد، ونخاف من وجود الغرباء والتعامل مع أحد، ومع الوقت تعلمت أن أثق بما أملك، وفي الصيف كانت الألعاب التي تعلمناها حافزاً لنا للتعلم، على الرغم من عدم وجود منزل لنا، وهو ما يشعرنا بالتعب».

تعلمت كل شيء هنا الرسم والحديث؛ فالمشرفون علينا كانوا يرشدوننا إلى الأشياء الصحيحة، كنت مع إخوتي نخاف الاختلاط مع الأولاد، ونخاف من وجود الغرباء والتعامل مع أحد، ومع الوقت تعلمت أن أثق بما أملك، وفي الصيف كانت الألعاب التي تعلمناها حافزاً لنا للتعلم، على الرغم من عدم وجود منزل لنا، وهو ما يشعرنا بالتعب

المتطوعة "راوية حرب" التي كان لها دور كبير في البدء بالمبادرات الخلاقة لأطفال المراكز، قالت عن هذه المراكز: «لم تشترك جهة واحدة في خلق مبادرات هدفها الأطفال القادمون من عدة أمكنة بظروف قاسية أثرت بعطائهم وبراءتهم وتعليمهم، وقد بدأت هذه المبادرات بإيجاد مكان مناسب نستطيع من خلاله العمل الصحيح لإعادة البسمة إلى هؤلاء، فكانت الخيمة التي أنشأت قرب "المنطقة الصناعية" في مدينة "شهبا" الخطوة الأولى في ذلك، فاستقطبنا الأطفال الذين قدموا إلينا بوجل وخوف وكان عددهم صغيراً في البداية على الرغم من الجهود التي قمنا بها في "الهلال الأحمر"، و"منظمة أرض إنسان الإيطالية"، و"جمعية شهبا الخيرية"، و"بيتي أنا بيتك"، لدعم المبادرة والتواصل مع الأهالي، وشيئاً فشيئاً وصل العدد إلى 600 طفل مقسمين على فئات عمرية كل فئة نستهدفها يومين بالأسبوع، حيث انتقلنا إلى مكان أرحب، وما زلنا نعمل وفق برامج مدروسة».

مواهب في الرسم.

وتابعت تصف الألعاب التي تقدم للأطفال والبرامج: «كل الألعاب التي نعلمها للأطفال هي ألعاب موجهة لها أهداف محددة؛ من ضمنها التعامل مع المحيط والتواصل لحل المشكلات التي تصادف الطفل، والألعاب التي تهتم بالمهارات الفكرية والإبداعية والتخطيط والتفكير والتعاون، وهناك ألعاب جسدية أيضاً من أجل الحد من الشحنات الزائدة لدى الأطفال، ووصلنا بعد بناء الثقة مع الأطفال إلى مرحلة اللعب الحر كألعاب الكرة، وهم رائعون بكل المقاييس ولديهم مهارات وإبداعات كبيرة».

وصل الاهتمام الذي لاقاه أطفال مراكز الإيواء في مدينة "شهبا" إلى حد اشتراك جميع أفراد المجتمع المدني كحالة شعبية قلّ نظيرها، واكتمل ذلك في الحفلات الدورية التي أقيمت في أكثر من مكان، وكان الاحتفال الكبير الذي أقامته "جمعية شهبا الخيرية" بالتعاون مع عدد من المغتربين والمتطوعين، حيث تحدث نائب رئيس الجمعية "عصام مراد" عن هذه المبادرات بالقول: «قمنا بواجبنا تجاه هؤلاء الأبرياء كخطوة نحو دمجهم من جديد في المجتمع وإرسال رسائل مباشرة إليهم أنهم غير وحيدين، فهم في النهاية أبناء "سورية" التي نحب، وليس من السهولة أن تخرج الأطفال الذين تعرضوا للكثير من المخاطر والآلام واليتم، وتنتشلهم من حالاتهم لولا مجموعة من الشباب المتطوعين الذين سخروا وقتهم وجهدهم لهم، وفي هذه المبادرات قمنا بتقسيم الأطفال إلى مجموعات عمرية، وذهبنا بهم إلى مدينة الملاهي في "شهبا" التي قام صاحبها بتقديمها مجاناً، كانت المسابقات الترفيهية والألعاب والمسرحيات وورشات الرسم تملأ المكان، وتشعر بأنك في عرس أبطاله الأطفال الذين شعروا بأنهم محمولون على الأكف، وفي النهاية اتفقنا على تعزيز هذه المبادرات والحفلات لكي تبقى مزروعة في عقولهم وقلوبهم، والملاحظة في وجود مواهب كثيرة بين الأطفال يجب تعزيزها من خلال المدرسة والمجتمع المحلي».

التعلم على المواجهة وكسب الثقة.
مراد مع الشاب صافي الخطيب.