لدعوات الزفاف وحضور "المعازيم" في أفراح "السويداء" طقوس اجتماعية لها شأنها في التعبير عن العلاقات الإنسانية، اليوم تطورت تلك الطقوس لتخرج من دائرة حب المشاركة بالمبادرة إلى تأدية الواجب أغلب الأحيان.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 19 تموز 2015، "إياس الخطيب" من أهالي مدينة "السويداء"؛ الذي تحدث عن عادات الدعوة للأعراس في منطقته، ويقول: «اختلفت طرائق دعوة الأعراس اليوم عما كانت عليه، ففي الماضي كان العريس وأهله وأقاربه يساهمون جميعهم في نشر الدعوة من دون بطاقات، ويذهبون إلى كل منزل في القرية، ويقولون لصاحبه: (عمي عقبال عوازك، شرفنا على عرس خينا فلان يوم كذا، وعلى القِرى* يوم كذا)، كذلك الأمر بالنسبة للعروس؛ حيث يذهب أهلها إلى أهالي قريتهم وأقاربهم، ويقومون بتوجيه الدعوة لهم قائلين على سبيل المثال: (تفضلوا إن شاء الله معقب للشباب والصبايا عندكن بكرا عشاء العروس تفضلوا لعنا).

أما دعوة أهل العروس فتتم من قبل النساء والرجال، وهي مقسومة إلى مرحلتين؛ مرحلة دعوة النساء لرؤية جهاز العروس أي اللباس والأدوات وكل الأشياء التي على العروس أن تخرجها من بيت والدها إلى بيتها الجديد؛ دلالة على حرصها ومدى إبداعها في إدارة المنزل. والمرحلة الثانية يقيم والد العروس وليمة عشاء للعروس، بمعنى أنها آخر وجبة تأكلها العروس في بيت والدها وهي فتاة غير متزوجة، حيث يدعو إلى تلك الوليمة جميع أصدقاء العروس وأهلها وأقاربها

أما اليوم فقد اختلفت طرائق الدعوة واختصر ذلك على توزيع بطاقات مكتوب عليها أسماء والد العروسين والعروسين وساعة عقد القران، حيث يتم توزيع قطع من الحلوى بساعة محددة وفق الدعوة ويقدمون المباركة والتهنئة، وبعد الموعد المحدد بدقائق قليلة يبقى فقط الأقارب وأهل العروسين والأصدقاء المقربين لحضور حفلات الفرح والدبكة في إحدى الصالات.

الباحث هايل القنطار

الباحث "جميل أبو ترابي" من أهالي "السويداء" يقول: «حول الدعوة إلى العرس وحضور "المعازيم" هناك إجراءات وفقية، أي بعد الاتفاق بين أهالي العروسين على موعد الزفاف، يقومون بدعوة أهالي القرية والأقارب، وتكون على مرحلتين؛ الأولى منها أن أهالي العريس يعملون على دعوة البيوت القرية بيتاً بيتاً بجمل وعبارات كانت متداولة ومازالت إلى يومنا هذا، وفي "المضافات" يتم التداول الموضوع بالسؤال عمن تمت دعوتهم، ويبدأ النقاش حول التحضير للمشاركة في العرس، أما المرحلة الثانية فتتم بعزيمة أهالي القرية وخاصة كبار السن والوجاهات الاجتماعية على "القِرى"؛ أي وليمة الغداء التي يقيمها والد العريس فرحاً بتزويج ولده وتقديم الشكر لأهل قريته لمشاركته بجلب العروس من أماكن بعيدة؛ أي شكرهم على معاناتهم خلال السفر، وأغلب الأحيان تكون دعوة "القِرى" للنساء والرجال».

ويتابع "أبو ترابي": «أما دعوة أهل العروس فتتم من قبل النساء والرجال، وهي مقسومة إلى مرحلتين؛ مرحلة دعوة النساء لرؤية جهاز العروس أي اللباس والأدوات وكل الأشياء التي على العروس أن تخرجها من بيت والدها إلى بيتها الجديد؛ دلالة على حرصها ومدى إبداعها في إدارة المنزل. والمرحلة الثانية يقيم والد العروس وليمة عشاء للعروس، بمعنى أنها آخر وجبة تأكلها العروس في بيت والدها وهي فتاة غير متزوجة، حيث يدعو إلى تلك الوليمة جميع أصدقاء العروس وأهلها وأقاربها».

إياس الخطيب

ويبيّن الباحث التراثي "هايل القنطار" حول عادات الأعراس ودعوة الضيوف، ويقول: «اختلف مفهوم وتطبيق دعوة العروسين لفرحهما بين الماضي والحاضر، حيث كانت الدعوة تفرض أن يبقى أهل العروسين في حالة استنفار دائم قبل انعقاد الفرح بعشرة أيام على الأقل؛ لتوجيه الدعوات إلى كل أهالي القرية والقرى المجاورة ممن تربطهم صداقة وعلاقة مع أهل العروسين، وقبل عقدين من الزمن تطورت عادة الدعوة حتى أصبح والد العريس يدعو أهل قريته إلى "القِرى" عن طريق مكبرات الصوت أي "ميكرفون" القرية، كي يختصر من معاناة الدعوة، أما اليوم فقد أصبحت الدعوات عبر بطاقات مكتوبة بعدة أشكال، ولعل اختلاف صيغة الدعوة إلى العرس بين الماضي والحاضر جعل علاقة الأفراح تنحرف عن مسارها سابقاً، حيث كان الناس يشاركون بالفرح لفرحهم بالعروسين، أما اليوم فبعضهم يشاركون لأنها واجب اجتماعي، وخاصة في الدعوة إلى صالة معينة في ساعة محددة».

  • القِرى: يوم الغداء والوليمة.
  • من طقوس الأفراح قديماً