لم تكن النظافة العامة في مدينة "شهبا" حكراً على عمال البلدية، فقد كانت الحملات والمبادرات التي يقوم بها أفراد من المجتمع المحلي ذات صدى في فحواها، وتحمل رسائل مباشرة لكافة شرائح المجتمع للاهتمام بنظافة المدينة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ الإثنين 6 تموز 2015، مخبري الأسنان "سعد فرحات" القاطن في مدينة "شهبا" الذي تحدث عن هذه المبادرات الأهلية لحملات النظافة والغاية منها، يقول: «نعيش في مدينة كبيرة تضم عشرات الآلاف من الناس، وقد استقبلت الآلاف من الأخوة المهجرين من ريف المحافظة الذين قدموا طمعاً بالأمن والعمل، وفي الحقيقة إن عمال النظافة التابعين للمجلس البلدي في المدينة يقومون بعملهم على أكمل وجه، لكن أعدادهم تبقى قليلة قياساً بعدد السكان، فلذلك تجد هذه المبادرات من أفراد المجتمع المحلي للمساهمة في جعل المدينة نظيفة على الدوام، وهي رسائل مباشرة إلى الأشخاص غير المبالين من العابرين في الطرقات والساحات، والذين يأتون في الصيف إلى الحدائق العامة مخلفين وراءهم ما استخدموه في رحلتهم، وقد حرصنا على أن تكون هذه الحملات غير معلنة إلا على شبكة التواصل الاجتماعي لكيلا نجبر أو نوقع أحداً بإحراج، فهدفنا بث الرسائل وخروج الأشخاص من تلقاء نفسهم».

لا بدّ من وجود المرأة في أي عمل حتى تصل الرسائل الإيجابية إلى الناس بطريقة صحيحة، ونحن في عملنا نخلق روح التكامل في كل شيء، فليس هدفنا أن نقوم بتنظيف شوارع المدينة كل يوم أو كل أسبوع فقط، فقد كنا نطمح بأن يكون هذا العمل خطوة للمحافظة على كل شيء في هذه المدينة، على آثارها وهوائها وشوارعها وأشجارها ومعالمها، وكلنا نعلم ما في الجو من أمراض وأوبئة قاتلة ويجب على المجتمع المحلي القيام بواجبه ليبقى الجو لطيفاً؛ ومن هنا كان وجود المرأة مهماً وجذب النساء والفتيات ليضفن الجمال إلى هذه الأعمال

بدوره تحدث المهندس المدني "أشرف أبو جهجاه" عن الأمكنة المستهدفة في حملات النظافة بالقول: «من المعروف أن مدينة "شهبا" تعتمد في الأغلب على الشارع الرئيس الذي يقسمها إلى نصفين ويمثل الشريان الحيوي لسكانها، وهو أكثر الشوارع ازدحاماً ويؤمه الآلاف من السكان والسيارات والعابرين، ولهذا حاولنا أن نستهدف شارع المدينة من البوابات الرومانية الشمالية إلى نظيرتها الجنوبية، وخاصة أمام المحال التجارية والساحة العامة؛ حيث قمنا بتكريم عدد من عمال النظافة أمام حشد من الناس الذين أتوا تلقائياً لرؤية ما يحصل أثناء التجمع وسط الساحة العامة، وهو أمر كنا حريصين عليه لكي نقول لهؤلاء العمال إننا يد واحدة في جعل المدينة متألقة على الدوام على الرغم من الحركة الكبيرة وازدحامها بالسكان والمحال والسيارات، وفي حملاتنا اللاحقة أخذنا المحاور الرئيسة التي تتصل بالمدارس والدوائر الرسمية البعيدة نسبياً عن مركز المدينة، وكنا في عملنا نحاول قدر الإمكان استقطاب السكان والعابرين وخاصة الأطفال والشباب الصغار».

المربية أبو عساف مع المجموعة في البوابات الشمالية.

المربية وكاتبة القصة القصيرة "أحلام أبو عساف" المولودة في قرية "أم ضبيب"؛ أوضحت دورها في هذه الحملات بالقول: «لا بدّ من وجود المرأة في أي عمل حتى تصل الرسائل الإيجابية إلى الناس بطريقة صحيحة، ونحن في عملنا نخلق روح التكامل في كل شيء، فليس هدفنا أن نقوم بتنظيف شوارع المدينة كل يوم أو كل أسبوع فقط، فقد كنا نطمح بأن يكون هذا العمل خطوة للمحافظة على كل شيء في هذه المدينة، على آثارها وهوائها وشوارعها وأشجارها ومعالمها، وكلنا نعلم ما في الجو من أمراض وأوبئة قاتلة ويجب على المجتمع المحلي القيام بواجبه ليبقى الجو لطيفاً؛ ومن هنا كان وجود المرأة مهماً وجذب النساء والفتيات ليضفن الجمال إلى هذه الأعمال».

المخبري سعد فرحات.
المهندس أبو جهجاه عند البوابات الجنوبية.