بعث عدد من أهالي مدينة "شهبا" رسائل عديدة عند قيامهم بمبادرة جديدة حملت عنوان "لمة محبة"؛ من أجل تشذيب الأشجار المعمرة في الشوارع والطرق الرئيسة، وزرع أشجار جديدة مكان تلك التي اقتلعت أو حرقت السنة الماضية.

مدونة وطن "eSyria" التقت صاحب الفكرة أستاذ اللغة الإنجليزية "هزاع حمشو" يوم الأحد الواقع 28 حزيران 2015؛ الذي تحدث عن هذه الأمسية في شوارع المدينة بالقول: «أنا جزء في مجموعة كبيرة من شباب مدينة "شهبا" تجمعنا المحبة والألفة والحرص على جمال مدينتنا، نخرج كل أسبوع للقيام بمبادرة تجاه المدينة وناسها الطيبين، والهدف المساهمة في الحفاظ على جمالها ونظافتها ورونقها، وهي التي تضم عشرات الآلاف من الناس وتحتاج إلى تعاون الجميع في ذلك، وجاءتني الفكرة عندما كنت أخرج كل صباح لممارسة الرياضة ورؤيتي للأشجار الكبيرة تنمو أغصانها لتصل إلى الشارع، أو تتدلى بصورة غير جميلة على الأرصفة، ونحن في "لمة محبة" نعرف أن عمال البلدية يقومون بهذه الأعمال دورياً، لكن الشوارع كبيرة ولا يستطيعون بعددهم الصغير أن يقوموا بأعمال النظافة والتشذيب للأشجار، ولذلك اتفقنا على دعوة من يحب للمساهمة معنا ولو بساعة واحدة من أجل ذلك».

على الرغم من أن هذه الشوارع المحيطة بالمدارس ومالية "شهبا" لا تشهد ازدحاماً كبيراً في المساء إلا أنها ممر مهم للسيارات ولقاطني المنازل المجاورة، وهم في ذهابهم وإيابهم يشاهدون ما نقوم به من أعمال، وكثيرون منهم جاؤوا ليشاهدوا ويساهموا معنا في العمل، وهذا دليل على أن رسائلنا قد وصلت من دون إعلان كبير، وقد كلفنا أصحاب المحال القريبة من الأشجار والورود التي زرعناها بالعناية بها وسقايتها عند الحاجة، فالناس في المدينة من طينة طيبة ويهبون للعمل التطوعي الذي يقرب الناس بعضهم من بعض على المحبة والعمل للصالح العام

بدوره رأى مخبري الأسنان "سعد فرحات" أن هذه المبادرة تصب في الانتصار للبيئة، وأضاف: «الجميع باتوا يعلمون ما أصاب البيئة والأشجار من ضرر وتعدٍّ متعمد نتيجة الأزمة الحالية التي أصابت البلد وأدت إلى نقص المحروقات للتدفئة، واستغلال بعض النفوس الضعيفة في قطع الأشجار التي يزيد عمر بعضها على خمسين سنة والمتاجرة بها، واليوم نخرج لزرع الأشجار كلما وجدنا مكاناً تعرض للجور والتخريب للتعويض عن تلك التي باتت رماداً، وقد استهدفنا الشوارع المحيطة بتجمع مدارس المدينة الجنوبية ومالية "شهبا"، ولسنا هنا لنقدم دروساً لأحد هي مجرد رسائل نتمنى أن تصل لكي نحافظ على جو المدينة النظيف، وعلى الطبيعة الجميلة لناسها وتضاريسها ومكوناتها».

زراعة الأشجار مقابل مدرسة "كمال مسعود".

أما المهندس "فراس البعيني" فتحدث عن دوره في حملة التشجير والتشذيب بالقول: «في كل أسبوع نخرج لنستمتع بساعة كاملة في شوارع المدينة ونتنفس من هوائها النقي وطبيعتها الساحرة، وكان هدفنا محاولة زيادة جمالها والمحافظة على أشجارها المعمرة، وزراعة أشجار الزينة في جو من المرح والضحك واللعب، وندعو في هذه الأمسيات الأسبوعية العائلات لكي ترافقنا مع الأطفال، وكنت أتعمد المزاح مع الأطفال وإشراكهم بالعمل البسيط كنقل مخلفات الأشجار إلى حاويات القمامة وسقاية الأشجار الصغيرة من الماء الذي نطلبه من الجيران لكي نشعرهم بمشاركتنا في العمل، وقد تعمدنا أن نزور الأشجار القديمة التي زرعناها في السابق لكي نطمئن عليها ونسقيها من جديد ونزيل الشوائب التي علقت بها نتيجة الرياح المسائية التي تهبّ هذه الأيام على المدينة».

كانت الشوارع التي استهدفتها هذه الحملة بعيدة عن ازدحام الناس لكونها تقام في المساء؛ إلا أن الأهالي القاطنين في تلك الأمكنة لاحظوا التجمع المؤلف من الأطباء والمهندسين والمحامين والمدرسين والمهتمين بالشأن العام، وهو ما جعلهم يتساءلون عن هذا العمل، يقول الدكتور "وسيم أبو جهجاه" عن ردود فعل الناس على هذه المبادرة: «على الرغم من أن هذه الشوارع المحيطة بالمدارس ومالية "شهبا" لا تشهد ازدحاماً كبيراً في المساء إلا أنها ممر مهم للسيارات ولقاطني المنازل المجاورة، وهم في ذهابهم وإيابهم يشاهدون ما نقوم به من أعمال، وكثيرون منهم جاؤوا ليشاهدوا ويساهموا معنا في العمل، وهذا دليل على أن رسائلنا قد وصلت من دون إعلان كبير، وقد كلفنا أصحاب المحال القريبة من الأشجار والورود التي زرعناها بالعناية بها وسقايتها عند الحاجة، فالناس في المدينة من طينة طيبة ويهبون للعمل التطوعي الذي يقرب الناس بعضهم من بعض على المحبة والعمل للصالح العام».

هزاع حمشو أمام مالية شهبا.
أثناء زراعة الأشجار.