تميز سد "حبران" بغطائه الأخضر؛ فما أن يلوح الصيف بقدومه حتى ترى الزائرين في أيام العطل من مختلف مناطق محافظة "السويداء" وحتى من المحافظات الأخرى يزورونه لتمضية الوقت في أحضان الطبيعة؛ ضمن طقوس اجتماعية تدل على المحبة والألفة.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 31 أيار 2015، زارت موقع سد "حبران" والتقت "علاء أبو سعد" أحد الزاور، وبيّن قائلاً: «للسد مكانة في ذاكرة الأهالي قديماً لم يكن لدى الكثيرين من أفراد المجتمع علاقة ووقت تربطهم بالسد سوى حاجة الإنتاج، لكن اليوم هناك وشائج كثيرة مع اختلاف نوع وطبيعة العمل وأدواته، إذ كثيراً ما ينتظر الناس هذه الأيام قدوم فصل الربيع والصيف، ليأتوا إلى هذا المكان فيستنشقون الهواء العليل ويلعبون ويمرحون على حرم السد العابق بالمياه، ولأن للسد مكانة اجتماعية وتاريخية في نفوس المجتمع وأفراده، فرضت طقوسه على أبناء "السويداء" أن يأتوا بضيوفهم من خارج المحافظة لزيارة السد والاستجمام وقضاء ساعات طوال، حيث يطغى على الجو العلاقة المتبادلة والارتباط الوثيق بين المكان وطقوسه الاجتماعية قديماً وحديثاً، واليوم نرى مجموعات متعددة ومن فئات عمرية مختلفة تلتقي وتمثل نوعاً من المناسبات الاجتماعية التي تقدم التراث الشعبي على آلات تراثية كـ"المجوز" والناي وما شابه، وأغلب الأحيان تعقد حلقات "الدبكة"، والأهم أن السد يعمل على استقطاب الناس من جميع المحافظات السورية؛ حيث كوّن السد وحرمه وطبيعته علاقة اجتماعية بين أفراد المجتمع السوري ومزج بين الثقافات المتنوعة».

لكل منطقة من المناطق السورية طبيعة خاصة تعكس جمال مناظرها الخلابة على ثقافة وسلوك أهلها، وأغلب الأحيان ننتظر فصل الربيع والصيف حتى نأتي إلى سد "حبران" الحامل معه عبق ورائحة الهدوء والسكينة؛ الذي ينفض عنا غبار تعب أشهر خلت مع معاناة الحياة، فكل أسبوع ترى الناس يجتمعون ويتبادلون الأحاديث والوقائع، والأهم أنهم يعقدون حلقات "الدبكة" والأهازيج، وهي التي تجسد طبيعة المجتمع فحين يغنون: "يا سمك عظمك جرحني يا سمك.. امتى بتحن علينا يا ملك". ## أو يقولون: "ثويبك يلي تجرينه يالله يالله.. طير عجاج القاعي دخيل الله"؛ فهذا دلالة على ارتباط الإنسان بالأرض

ومن أهالي قرية "حبران" أشارت "نورا أبو حمدان" إلى توطيد العلاقة بين السد وزائريه والطقوس الاجتماعية قائلة: «من المعروف أن قرية "حبران" تفتح أبواب "مضافاتها" دائماً لكل زائر، وهي منسجمة ومتكيفة بين منظومتها الاجتماعية وما تحمله من عادات وتقاليد، كما أن فضاء المكان الواسع جعل من عالم المسرح حاضراً، وهناك "بروفات" جرت على مساحات السد لفنانين كثر، لعل تلك الرؤية الموحدة والهدف المشترك جعل السد عامل إحياء وتنمية بشخصية المبدع والمواطن، ولهذا حينما يأتون إليه يتبادل أهالي القرية مع الزاور الكلمات الشعرية الحاملة للدلالات والمعاني الجميلة، وهذا ما يفرض طبيعة الود والاحترام بين الناس، من خلال ما يقدمه السد وحرمه من خدمة روحية واجتماعية بضم جميع زاوره على اختلاف مشاربهم بين خافقيه، ولعل طبيعة المكان أكسبت قريتنا شهرة مهمة في نقل طبيعة السلوك ومنظومة الثقافة الاجتماعية السائدة إلى أمكنة متعددة، حيث ترى الناس ينسجمون فيما بينهم باللقاءات والأحاديث، وتقام علاقات إنسانية واجتماعية من شأنها تمكين الترابط المجتمعي وخلق عقد اجتماعي متكامل».

نورا أبو حمدان

ومن زوار السد "هيام الخطيب" بيّنت التشاركية بين المكان والناس بقولها: «لكل منطقة من المناطق السورية طبيعة خاصة تعكس جمال مناظرها الخلابة على ثقافة وسلوك أهلها، وأغلب الأحيان ننتظر فصل الربيع والصيف حتى نأتي إلى سد "حبران" الحامل معه عبق ورائحة الهدوء والسكينة؛ الذي ينفض عنا غبار تعب أشهر خلت مع معاناة الحياة، فكل أسبوع ترى الناس يجتمعون ويتبادلون الأحاديث والوقائع، والأهم أنهم يعقدون حلقات "الدبكة" والأهازيج، وهي التي تجسد طبيعة المجتمع فحين يغنون:

"يا سمك عظمك جرحني يا سمك.. امتى بتحن علينا يا ملك".

من العائلات الزائرة للسد

أو يقولون:

من طقوس السد

"ثويبك يلي تجرينه يالله يالله.. طير عجاج القاعي دخيل الله"؛

فهذا دلالة على ارتباط الإنسان بالأرض».