أسس أهالي قرية "طربا" المحاذية للبادية الشرقية مشاريع اجتماعية كان الاعتماد الأول فيها على المغتربين؛ الذين أثبتوا أنهم صمام الأمان وعامل استقرار لشريحة ليست قليلة من خلال درء خطر الفقر عنهم، ورفع مستواهم المعيشي.

مدونة وطن "eSyria" التقت "نعيم الخطيب" يوم الجمعة الواقع في 15 أيار 2015؛ الذي تحدث عن العلاقة التي تربط المغتربين بالقرية، وما تركوه من بصمة على الأرض بالقول: «قليلة هي البيوت التي لا تعتمد على الاغتراب في قرية "طربا" وخاصة في السنوات الخمس الماضية؛ حيث بات الاعتماد على هؤلاء الشباب حاجة ضرورية بسبب الأوضاع العامة في البلاد، والحالة الخاصة التي وقعت بها القرية بفعل وجودها على حدود البادية وعدم قدرة الأهالي على الوصول إلى أرضهم الشرقية الواسعة التي باتت بوراً، ووصل عدد المغتربين الموزعين في دول عربية وبعض الدول الأجنبية إلى 350 شاباً من أصل عدد السكان البالغ عددهم ألفي نسمة، وهو ما انعكس بصورة رئيسة على بيوت أهلهم، وعلى عدد من العائلات التي استفادت منهم بصورة غير مباشرة، فقد قامت "الجمعية الخيرية" في القرية بفضل مبادراتهم الجماعية وتواصلهم الدائم مع الفعاليات الاجتماعية بالعديد من النشاطات، وتعد هذه الجمعية التي ذاع صيتها مع بداية السنة الماضية الرئة التي يتنفس من خلالها ما يقارب عشرين بيتاً تضم النساء والأطفال الصغار، وكذلك تصل المساعدة للذين انقطعت بهم السبل لسبب من الأسباب، وبفضل هذه التبرعات والتعاون بين الأهالي الميسورين وبين المغتربين الذين تكفلوا بالحمل الأكبر لا يوجد فقير في القرية أو محتاج».

الواجب يحتم علينا أن نقف مع أهلنا وأبناء قريتنا الذين يمرون بظروف صعبة، ونحن 350 مغترباً موزعين في عدد من دول العالم، لكننا مجموعة متكاتفة ومتجانسة ويد واحدة فيما يتعلق بأهلنا وقريتنا، فالظروف المعيشية ووضع البلد جعل الكثيرين من الناس في حالة قريبة من الفقر كمعظم أهالي القرى المعتمدين على الزراعة التي تتطلب الكثير من الأموال والصبر ومستلزمات الإنتاج، ولذلك نحن كمجموعات في الاغتراب ندعم كل مبادرة تصب في دعم الأهالي، وكان وجود الجمعية الخيرية عاملاً مساعداً لنا لمعرفة أحوال الناس عن قرب، وعندما يزور أي مغترب أهله في إجازة قصيرة يستطلع الواقع عن قرب، ويراسلنا بمشاهداته لعمل اللازم كما هو الحال في مشروع الحماية الذاتية

وتحدث المختار "مشهور سلاّم" عن حالة التكافل بين المغتربين وأهالي القرية: «لدينا في القرية مغتربون أقوياء مادياً وأخلاقياً، وهي سمة أساسية يجب أن تتوافر في هؤلاء الأشخاص الذين يختلفون بالكنية فقط ولا يختلفون بالإنسانية والغيرة على أهلهم، فأي شخص يحتاج إلى عمل جراحي مهما كان نوعه تجد هؤلاء الشباب متحمسين للمساهمة مع عدد من الميسورين من أهالي القرية لدفع المبلغ مهما كان بسيطاً أو كبيراً، وهو ما ينعكس إيجاباً على الجميع، ووجود الجمعية الخيرية لمعرفة أحوال الناس جميعاً من خلال الزيارات الميدانية لكافة البيوت ومعرفة أحوال أهلها بالتفاصيل الصغيرة يجعل عمل أعضاء الجمعية سهلاً وميسراً، ومن خلالهم يتم الاتصال مع المغتربين الذين خصصوا مبالغ مادية دائمة للجمعية، حيث تقوم اللجنة بفرز رواتب دائمة للعائلات المحتاجة، والحقيقة إن المغتربين عامل الأمان لنا جميعاً ولا يقتصر دورهم على قضايا التكافل مع الفقراء فقط، فحدود قرية "طربا" الشرقية وأرضها كانت طوال السنوات الماضية عرضة للكثير من القضايا؛ منها الإرهاب وحالة البور والتصحر التي أصابت الأرض، وكان دور المغتربين بالتعاون مع الأهالي حاسماً في ذلك الأمر، وهي نموذجية على مستوى المحافظة من خلال ما سمي بالحماية الذاتية».

التكافل يصنع المحبة

يكتفي المغترب "جمال الخطيب" بالحديث عن الفرص التي أمنها المغتربون في القرية للأهالي بالقول: «الواجب يحتم علينا أن نقف مع أهلنا وأبناء قريتنا الذين يمرون بظروف صعبة، ونحن 350 مغترباً موزعين في عدد من دول العالم، لكننا مجموعة متكاتفة ومتجانسة ويد واحدة فيما يتعلق بأهلنا وقريتنا، فالظروف المعيشية ووضع البلد جعل الكثيرين من الناس في حالة قريبة من الفقر كمعظم أهالي القرى المعتمدين على الزراعة التي تتطلب الكثير من الأموال والصبر ومستلزمات الإنتاج، ولذلك نحن كمجموعات في الاغتراب ندعم كل مبادرة تصب في دعم الأهالي، وكان وجود الجمعية الخيرية عاملاً مساعداً لنا لمعرفة أحوال الناس عن قرب، وعندما يزور أي مغترب أهله في إجازة قصيرة يستطلع الواقع عن قرب، ويراسلنا بمشاهداته لعمل اللازم كما هو الحال في مشروع الحماية الذاتية».

المختار مشهور سلام
جمال الخطيب