من العادات المنتشرة في كل المحافظات مع اختلاف بالطقوس المرافقة لكل منطقة، وتعد عادة "ردة الرجل" في محافظة "السويداء" إعلاناً عن فتح الطريق للعروس للعودة إلى مسقط رأسها من جديد.

مدونة وطن "eSyria" التقت الشيخ المسنّ "أبو مسعود هاني صالحة" القاطن في قرية "الجنينة" يوم الأربعاء الواقع في 22 نيسان 2015، الذي تحدث عن هذه العادة القديمة بالقول: «كانت هذه العادة المستمرة منذ مئات السنين تخضع في "جبل العرب" لطقوس كثيرة، ومعناها فتح الطريق للعروس حتى تستطيع زيارة أهلها بعد أن تزوجت رجلاً من خارج القرية، ويمكن أن "ترد الرجل" ما بين يوم وشهر، وكانت تتم بواسطة الخيل والدواب إذا كانت القرية بعيدة، وتبدأ عندما يقوم أهل العروس بإرسال شخص لأهل العريس يعلمونهم بأنهم قادمون في اليوم الفلاني "لردة الرجل"، وعندما يصل أهل العروس إلى قرية العريس تبدأ المراسم الفعلية من خلال الكلام المتعارف عليه في مثل هذه المناسبات؛ حيث يقول أهل العريس: "هذه بركة من عندكم، طلعت من بيتها إلى بيتها"، ثم يرد والد العروس بالدعاء أن يكون وجه ابنته خيراً على زوجها وأهله، ويردد الحضور: "نحن وإياكم أهل من قبل هذه النسبة".

الغناء ليس متبعاً في "ردة الرجل"، ولكن والد العريس يقوم بإطلاق الرصاص ابتهاجاً بقدوم ضيوفه، وهو إعلان لأهل القرية عن قدوم الضيوف إليه حيث يجلس الرجال في المضافة، والنساء يذهبن إلى غرفة العروس الجديدة محملات بالهدايا، مثل: "النقوط، والمناسف"، والمؤونة، أو قطعة ذهب، أو "القيشاني"، وأغلب العائلات كانت تجلب معها ذبيحتها، أما العمات والخالات فيتخصصن بجلب هدايا خاصة بالعروس مثل الملابس المتنوعة والشراشف وغيرها، ويمكن للنساء أن يقمن بالغناء بمرافقة الدفوف

وكانت بعض العائلات تبقي واحدة من العائلة كالعمة أو الخالة أو الأخت مع العروس حتى يأتي أهلها لـ"ردة الرجل"، وهناك عادة متبعة في "المقرن القبلي"؛ حيث كان العريس يقوم بزيارة بيت أهل العروس في صباح يوم العرس لكي يشكر عمه على أخلاق ابنته».

الشيخ هاني صالحة

ويتابع: «الغناء ليس متبعاً في "ردة الرجل"، ولكن والد العريس يقوم بإطلاق الرصاص ابتهاجاً بقدوم ضيوفه، وهو إعلان لأهل القرية عن قدوم الضيوف إليه حيث يجلس الرجال في المضافة، والنساء يذهبن إلى غرفة العروس الجديدة محملات بالهدايا، مثل: "النقوط، والمناسف"، والمؤونة، أو قطعة ذهب، أو "القيشاني"، وأغلب العائلات كانت تجلب معها ذبيحتها، أما العمات والخالات فيتخصصن بجلب هدايا خاصة بالعروس مثل الملابس المتنوعة والشراشف وغيرها، ويمكن للنساء أن يقمن بالغناء بمرافقة الدفوف».

أما جامع التراث الذي جمع كل ما يتعلق بجهاز العروس والهدايا الخاصة بها "جمال مهنا"، فقال عن هذه العادة: «في بعض القرى لا تخرج العروس للسلام على الرجال؛ حيث تبقى في غرفتها وتبدأ السلام على أمها أولاً ثم جدتها وباقي نساء العائلة، حيث تبدأ النساء طرح الأسئلة على العروس ومعرفة أحوالها ومحاولة كشف أسرارها الجديدة، وبعدها يأتي العريس للسلام على النساء، وبعد برهة تخرج العروس بصحبة زوجها وأم العريس للسلام على الرجال حسب العادات المتبعة في الجبل بالسلام على الجالس في جهة اليمين، وعند وصولها إلى والدها يقوم بمخاطبة أهل العريس بالقول: "ابنتي هي أمانة عندكم"، حيث تجلس العروس في المضافة لمدة قصيرة وتعود إلى غرفتها، وعند وضع "المناسف" للغداء يقوم والد العريس بتقديم "الكبشة" الملأى بالسمن العربي إلى والد العروس كناية على أنه بات صاحب بيت، لكن الأخير يخاطبه أن "يقفر على زاده"، وبعد ذلك ينتقل الغداء إلى مكان تواجد النساء، بالمقابل يتقدم أحد أقارب العريس أو كبار القرية بتقديم الدعوة للزيارة، وإذا صادف أن تكون المسافة بعيدة كان أهل العروس ينامون في القرية بسبب طول المسافة؛ وهو ما يجعل أهل القرية في حالة استنفار لخدمة طلبات ضيوفهم».

في المضافة حيث يجتمع الرجال

الباحث في التراث الشعبي الأستاذ المتقاعد "سلمان البدعيش" ابن الثمانين عاماً، تحدث عن "ردة الرجل" بين الأمس واليوم بالقول: «كانت "ردة الرجل" تتم بعد أسبوع على الزواج؛ حيث يذهب أهل العروس ومن يدعونهم من الأقارب والأصدقاء ويصطحبون معهم الهدايا إلى بيت ابنتهم الجديد، ولا يجوز للعروس أن تزور بيت أهلها قبل أن ترد رجلها، وكانت الطقوس التي كانت تمارس واحدة في القرى والبلدات مع اختلاف بسيط في التفاصيل، وقد أغفل الكثير منها الآن بسبب التطور السريع للحياة، فنلاحظ أن أهل العروس باتوا يحضرون عرس ابنتهم ويجلبون الهدايا اختصاراً لهذا اليوم، وبعد مدة يذهبون وحدهم من دون أن يكلفوا أحداً بالذهاب معهم، والمهم في هذه العادة أن يتم السماح للعروس بزيارة بيت أهلها، أو ما يطلق عليه فتح الطريق أمامها أو "ردة الرجل"».

جامع التراث جمال مهنا