تتلاقى الجهود الأهلية في "سهوة بلاطة" بعمل مشترك؛ غايته دعم طموح الشباب؛ وذلك من خلال تسخير التكافل الاجتماعي والأنشطة والمشاريع في خدمة التحصيل العلمي.

في "سهوة بلاطة" مشاريع وأنشطة اجتماعية سخرت لخدمة التعليم بقناعة وشعور جمعي يهتم بقيمة التعليم والتحصيل العلمي لحياة أفضل، ويقدم نموذجاً من التكافل لمصلحة تعليم الشباب؛ كما حدثتنا السيدة "سمرة أبو شاش" المستفيدة من هذا المشروع من خلال مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 نيسان 2015، وقالت: «في هذه القرية حالة تختلف عن أماكن كثيرة حيث يقدم المجتمع مساعدة كبيرة على مستوى التعليم، وأنا وابنتاي كنا من المستفيدات من خدمات المشاريع الاجتماعية، وبالأخص صندوق النساء حيث قدم لابنتيّ منحتان دراسيتان تصل كل واحدة منهما إلى ألفي ليرة سورية، وقد ساعدتنا العام الفائت في الحصول على احتياجات الدراسة، فهذه المنح البسيطة لتسعة أشهر دراسة ساهمت في تأمين أجور نقلهم إلى الجامعة، وهما ملتحقتان بكلية التربية في مدينة "السويداء" بفرعي الإرشاد النفسي ومعلم صف، وقد أخبرنا المكلفون بإدارة الصندوق أنهم مستعدون للاستمرار بالمنحة طوال سنوات الجامعة إلا في حالة الرسوب؛ وهذا حافز قوي يشجع الطالب على الدراسة والنجاح».

من ذاق مرارة الغربة يعرف جيداً أهمية ما يسعى إليه أهالي قريتنا اليوم، فقضية التعليم قضية ترتبط بالمجتمع، ونجاح أي شاب من أولادنا يجب أن يكون حدثاً مميزاً؛ وهذا ما تعاونا مع إدارة المدرسة والجمعيات على تحقيقه، ومن خلال المدرسة نحصل على تسلسل الدرجات للطلاب، وقد رغبت في كل عام بتكريم الأوائل وتهنئتهم وتهنئة أنفسنا بهم، ومن خلال قنوات أخرى نقدم منحاً لطلاب لديهم ظروف معينة ولست الوحيد المبادر في هذه القرية الخيرة، لأن كافة الشباب المغتربين والمتعلمين من أهالي القرية يشاركون ليكون لطلابنا الناجحين حظوة وتقدير ومحبة ننقلها لهم وفق هذه المشاريع

خلق جيل شاب لديه الطاقة اللازمة لتحمل مسؤوليته تجاه نفسه وتجاه المجتمع بالاعتماد على التعليم غاية لأفراد المجتمع، كما تحدث "سعيد البني" رئيس بلدية "سهوة بلاطة" وقال: «يشترك أهالي "السهوة" على فكرة دعم التعليم كمشروع مجتمعي عمل عليه الأهالي خلال السنوات الفائتة، ليكون مشروعاً مواجهاً لفكرة الاغتراب التي شغلت اهتمام الكثيرين منهم لكونها الطريق الأمثل لتأسيس المستقبل بالنسبة لهم ولمواجهة الأوضاع الاقتصادية، وقد كان للأهالي رؤيتهم الخاصة للتعليم فهو عامل أساسي ومهم يعتمد عليه لمستقبل مشرق، وتجسدت هذه الرؤية بما تقدمه الجمعيات الخيرية في القرية وعدد من الصناديق من خدمات، سخرت لدعم الطلاب المتميزين لتمكينهم من إكمال الدراسة لنجد اليوم على مستوى "السهوة" ما يقارب 80 شهادة جامعية وشهادات عليا إلى جانب مئة وعشر خريجين في معاهد متوسطة، في الوقت الذي ترتفع به أعداد العاملين في الزراعة إلى قرابة 3000 آلاف عامل، في الوقت الذي يبلغ به عدد السكان قرابة الخمسة آلاف منهم 900 مغترب.

سعيد البني رئيس بلدية سهوة بلاطة

وإذا تمعنا في هذه الأرقام نجد أن اتجاه الأهالي إلى التعليم خلال هذه المرحلة يرتكز على خلق حالة جديدة تساهم في تطور المجتمع، وكان هذا بالذات خلف توجه المشاريع الاجتماعية للطلبة ومد يد العون، وبالنسبة لنا فإننا نتابع هذه المشاريع ونحاول المساعدة لدعم هذا الجهد الأهلي وتحقيق النتائج مع العلم أنها خطط بعيدة المدى».

ومن المشاريع الاجتماعية العاملة على الأرض تعرفنا "غادة العيسمي" إلى مشروع النساء في هذه القرية الذي اتجه إلى الخدمات الاجتماعية التطوعية، ولتقديم منح للطلاب بهدف المساعدة على إتمام الدراسة وقالت: «نشأ صندوق النساء بالاعتماد على تبرعات سيدات القرية وكانت فكرته تقديم 50 ليرة شهرياً من المشتركات في البداية، ليكون لحصيلة التبرعات عدة أهداف أولها مساعدة الطلبة.

غادة العيسمي

حيث يعاني بعض الطلاب اليوم من صعوبات تتعلق بارتفاع أجور النقل للوصول إلى الجامعات والمعاهد، وقد حرصنا على جمع معلومات لنقدم مساعدة لعدد من الطلاب وصل عددهم هذا العام إلى 16 طالباً، لكن الجميل في الفكرة أننا كأمهات تطوعنا للعمل، وأن عدداً كبيراً من الشبان والشابات التحقوا بنا لدعم زملاء لهم، وهي قضية نعول عليها لمراحل قادمة ليكون دعم التحصيل العلمي مشروعنا كأمهات وكشبان وشابات القرية، لنعمل معاً في مجال تطوير رؤية الشباب لذلك رغم الصعوبات، لكن خطوة قد تكون بداية لخطوات أوسع بتكافل أهالي القرية نساء ورجالاً على إكمالها».

يعرض مدير المدرسة الإعدادية "أسامة كحل" تقليداً اجتماعياً تتعاون لإنجازه المدرسة والمجتمع الأهلي كما أوضح بالقول: «لأننا نقتنع بأهمية التحصيل الدراسي بات من تقاليدنا السنوية من خلال المدرسة الإعدادية الاحتفال كل عام بطلابنا المتفوقين لتعد المدرسة لأسماء الطلاب وتجتمع الجمعية الخيرية والأهالي من خلال مشاركات العائلات، ليكون التكريم لكل الطلاب ومن كل العائلات، وكل عائلة تقدم الهدايا والمكافآت المالية للطلاب تشجيعاً لهم لمتابعة الدراسة والتقدم، وهنا لا يكون التكريم فقط لطلاب الحلقة الثانية والحلقة الأولى، بل نكرم كل الطلاب المتخرجين في الجامعات والمعاهد لأن نجاحهم نجاح لمشروع القرية في مجال التعليم وبداية مبشرة لبناء جيل متعلم ومثقف نعتمد عليه.

المغترب غالب صلاح

وفي كل الاحتفالات نجد مساهمات وبصمات مشرقة للمغتربين؛ ومنهم المغترب "غالب صلاح" بتكريم الأوائل، من هنا كان لقاء أهالي القرية خلال هذه الاحتفالات بالطلاب حالة اجتماعية راقية نسعى إلى تطويرها لنهنئ كل الناجحين في أجواء اجتماعية وأهلية».

ولأنهم اختبروا الاغتراب يوجهون الشباب لبناء مستقبلهم العلمي في وطنهم؛ كما حدثنا المغترب "غالب صلاح" الذي ساهم في تكريم الأوائل وتقديم المنح لعدد جيد منهم، وقال: «من ذاق مرارة الغربة يعرف جيداً أهمية ما يسعى إليه أهالي قريتنا اليوم، فقضية التعليم قضية ترتبط بالمجتمع، ونجاح أي شاب من أولادنا يجب أن يكون حدثاً مميزاً؛ وهذا ما تعاونا مع إدارة المدرسة والجمعيات على تحقيقه، ومن خلال المدرسة نحصل على تسلسل الدرجات للطلاب، وقد رغبت في كل عام بتكريم الأوائل وتهنئتهم وتهنئة أنفسنا بهم، ومن خلال قنوات أخرى نقدم منحاً لطلاب لديهم ظروف معينة ولست الوحيد المبادر في هذه القرية الخيرة، لأن كافة الشباب المغتربين والمتعلمين من أهالي القرية يشاركون ليكون لطلابنا الناجحين حظوة وتقدير ومحبة ننقلها لهم وفق هذه المشاريع».