يرافق التحضير للامتحانات حالات مختلفة تعرف بالقلق الامتحاني؛ الذي يحاصر الطالب لدرجة قد يكون لها آثار سلبية على قدرته على تجاوز الامتحان والنجاح.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 28 نيسان 2015، بحثت مع الطلاب وأصحاب الاختصاص لتعريف القلق الامتحاني وطرائق مواجهته، كما حدثنا الطالب "حسين سنيح" بداية عن تجربته خلال التحضير لامتحان الشهادة الثانوية، وقال: «مع بداية العام يدخل الطالب بحالة من الحماس والاندفاع للدراسة والمتابعة ليتجاوز الامتحان النصفي بشعور قوي بأن لديه فرصة قادمة لتحسين المعدل، لكن مع بداية الانقطاع للتحضير للامتحان النهائي تبدأ حالة القلق تتطور تبعاً لانتهاء متابعته للدوام اليومي وقربه من المدرسين، لكن الطالب عندما يباشر المراجعة الكاملة للمنهاج تظهر لديه بعض الفجوات عن أفكار قد تكون غير مكتملة بالنسبة لبعض المناهج، وهنا يدخل في حالة من القلق وعدم الثقة بقدرته على تجاوزها.

اعتقاد الطالب أنه نسي ما درس، وعدم الاستعداد الجيد للامتحان خلال العام الدراسي، وتوقع أسئلة صعبة وضغط الأسرة وتوقعاتهم العالية، وقلة الثقة بالنفس، وضيق الوقت الامتحاني لبعض المواد، والتنافس مع الزملاء؛ كلها عوامل لها تأثيراتها بأداء الطالب، وتظهر حلولها من خلال إدارة التوتر وتدريب الطالب على الحزم والثقة بالنفس لحل المشكلات، واستخدام وسيلة التعرض التدريجي للمواقف الامتحانية، وتقديم الدعم المناسب له، والأهم من ذلك وهي مسؤولية الأهل والمرشدين الاجتماعيين والنفسيين عملية تنمية مهارة العمل المنظم وحل المشكلات، والتعامل مع المواقف التي تؤدي إلى الاضطرابات الانفعالية والسلوكية من خلال تحديد المشكلة وترتيب الأولويات، والتركيز على مشكلة واحدة، وتقديم البدائل والحلول المناسبة، والقيام بتمارين التنفس والاسترخاء العضلي التي تكفل حالة من الراحة والخروج من التوتر

وبالنسبة لي وخلال هذه المرحلة أحاول تجاوز هذه الحالة قدر الإمكان مع قناعتي أن حالة القلق حالة مشروعة ولها مبررات، لكن غير المشروع تلك التوترات التي يتطور معها القلق، وهي في الأغلب حالة مرهقة نشعر بها ونحاول التخلص منها لكنها تحتاج إلى اهتمام أكبر من قبل الأسرة والكادر التدريسي والمتخصصين بالإرشاد النفسي والاجتماعي لتجاوزها بنجاح».

رئيس جمعية خطوة للإرشاد الأسري سمير البني

حالة انفعالية مؤقتة تصاحبها ردود فعل نفسية واجتماعية؛ كما حدثنا رئيس جمعية خطوة للإرشاد الأسري "سمير البني"، وقال: «القلق الامتحاني حالة انفعالية تصاحبها ردود فعل نفسية واجتماعية غير ملائمة تعطل إمكانية الفرد في أدائه، ليشعر الطالب بعدم الاستقرار وعدم القدرة على مواجهة المواقف الصعبة، وإذا كانت خفيفة حيث تزيد من اليقظة والانتباه وتحسين الأداء فهذا جيد، ولكن إذا أصبح القلق شديداً فإنه يعيق التنفيذ والإنجاز مثل التأثير في قدرة الشخص على اجتياز الامتحان، وأثبتت الدراسات النفسية والاجتماعية أن هناك انخفاضاً في الأداء والتحصيل الدراسي كلما ازداد القلق والتوتر.

وللقلق مؤشرات فيزيولوجية مثل التوتر الدموي وتسرع دقات القلب والتنفس، ومؤشرات سلوكية تظهر في سوء أداء مهام حركية نفسية ونقص النشاط الهادف والعصبية والحركات الزائدة، ومؤشرات استعراضية تتمثل في ضعف التركيز وتداخل الأفكار وتشتتها، إلى جانب المؤشرات الإدراكية كانشغال الفكر وسوء التركيز واسترجاع معلومات عديمة المعنى وتجنب المشاركة في الأنشطة».

المرشدة الاجتماعية حنان مسعود

وعن أسباب القلق المتداخلة مع اعتقاد الطالب بعدم الحفظ وعدم الاستعداد الجيد يضيف بالقول: «اعتقاد الطالب أنه نسي ما درس، وعدم الاستعداد الجيد للامتحان خلال العام الدراسي، وتوقع أسئلة صعبة وضغط الأسرة وتوقعاتهم العالية، وقلة الثقة بالنفس، وضيق الوقت الامتحاني لبعض المواد، والتنافس مع الزملاء؛ كلها عوامل لها تأثيراتها بأداء الطالب، وتظهر حلولها من خلال إدارة التوتر وتدريب الطالب على الحزم والثقة بالنفس لحل المشكلات، واستخدام وسيلة التعرض التدريجي للمواقف الامتحانية، وتقديم الدعم المناسب له، والأهم من ذلك وهي مسؤولية الأهل والمرشدين الاجتماعيين والنفسيين عملية تنمية مهارة العمل المنظم وحل المشكلات، والتعامل مع المواقف التي تؤدي إلى الاضطرابات الانفعالية والسلوكية من خلال تحديد المشكلة وترتيب الأولويات، والتركيز على مشكلة واحدة، وتقديم البدائل والحلول المناسبة، والقيام بتمارين التنفس والاسترخاء العضلي التي تكفل حالة من الراحة والخروج من التوتر».

موجهة الإرشاد الاجتماعي "حنان مسعود" تبيّن أن القلق أمر طبيعي ومطلوب لتحقيق الدافع، وقالت: «يعد قلق الامتحان الذي يعتري أغلب الطلاب قبل وأثناء الامتحان أمراً طبيعياً ومألوفاً مادام في درجاته المقبولة، ويعد دافعاً إيجابياً ومطلوباً لتحقيق الدافع نحو الإنجاز المثمر، أما إذا أكانت له أعراض غير طبيعية كعدم النوم المتصل، وفقدان الشهية للطعام، وعدم التركيز الذهني، وتسلط بعض الأفكار والاضطرابات الانفعالية والجسمية، فهذه هي حالة قلق الامتحان التي تكون الأسرة في كثير من الأحيان معززة له؛ ويتجلى ذلك في استخدامها العقاب الذي يؤدي إلى خوف الطالب من النتائج السلبية، بالتالي فالطالب يكتسب سلوك قلق الامتحان تقليداً لنموذج القلق من المحيطين خاصة المؤثرين منهم، لذلك علينا قبل كل شيء تدعيم ثقة الطالب بنفسه من خلال قيامه بواجباته كاملة وعدم تقصيره في الدراسة، واختيار المكان والزمان المناسبين للدراسة في المنزل، والهدوء والسكينة مع الحرص على الابتعاد عن الرفاق في مدة التحضير كي لا نخلق مجالاً للهو، وتنظيم أوقات الدراسة والمشاركة بوضع برنامج دراسي يلتزم به، وألا تزيد ساعات الدراسة على عشر ساعات، بالتالي فالدور الكبير للأسرة مرهون بالمعرفة بحالة الطالب والاهتمام به بطريقة صحية لتحقيق النتائج المرضية في الامتحان الدراسي، واعتماد عدم الضغط في حالة عدم توافر الرغبة بالدراسة لضمان حالة صحية لدخول الامتحان وتجاوزه بنجاح ينسجم مع قدرات الطالب وميوله».