يعد الوقت عملة ثمينة لمن يستطيع استغلاله، ولكن كثيراً ما نواجه في حياتنا اليومية هدراً للوقت والجهد وبوجه خاص عند زيارة الدوائر الإدارية؛ فالروتين والبيروقراطية شريكان بالإنجاز.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 16 نيسان 2015، قامت باستطلاع آراء المواطنين حول الروتين، والتقت "فوزي العربيد" أحد أهالي مدينة "السويداء" إذ بيّن قائلاً: «من المعلوم أن الازدهار والتطور بدأ عند مختلف شعوب العالم المتطور باحترام الوقت والجهد، فما أصعب أن يشعر الإنسان بأن المعاملة التي يقضي أياماً عديدة في إنجازها لا تحتاج إذا خرجنا من دائرة الروتين إلا إلى دقائق قليلة، هذا الشعور المولد للإحباط في التقدم والتطور بالشخصية الثقافية والفكرية والاجتماعية، عدا الجهد والتعب لصاحب المعاملة عند موظف مسؤول عن دائرة ما، الذي أغلب الأوقات تراه إما بإجازة، أو مبرر عدم وجوده أنه خرج للتو وسيعود قريباً، وإذا حصل ووجدته يطلق أحكاماً فورية أن المعاملة تحتاج إلى يوم ثانٍ لتنتهي، علماً أنها لا تحتاج إلا إلى توقيع أو تسجيل بالديوان العام في الدائرة المعنية، أو إرسالية إدارية روتينة لقسم آخر في نفس الدائرة، وهذا كله تعطيل وهدر للوقت؛ فلو قيض للمعاملات جميعها أن تكون مبرمجة ضمن إطار معلوماتي مؤتمت، لحقق إنجاز المعاملات نسباً كبيرة مضاعفة عن الحد الطبيعي الروتيني، إذاً المشكلة في الروتين ولا يمكن أن يكون ضرورة».

لا يمكن للمواطن أن يشعر بأهمية ذاته إلا حين يتم الإدراك والإحساس الحقيقي بأن هناك من يهتم به وبوقته وبإنجاز عمله، ولعل استخدام الأتمتة ومنظومتها هو توفير حقيقي للوقت والجهد وكذلك للتكاليف الباهظة التي تدفعها الدولة على الورقيات ومتطلباتها

وحول غياب الأتمتة عن الخدمات الإدارية بيّن "خالد أبو فخر" المهتم بمجال المعلوماتية قائلاً: «لعل غياب الأتمتة هو السبب المباشر للقضاء على الروتين، والخدمات الحكومية الإدارية التي تعتمد على الأتمتة ترى نسبة الفساد الإداري بها أقل، والمعاملات تجري بسرعة وبالتالي فإن استخدام منظومة الحكومة الإلكترونية يوفر الوقت والجهد والتكاليف الورقية وغيرها، ولكن تغيبها يعكس أسباباً ومسوغات للقضايا الإدارية لا تحمل عنواناً لها إلا بقاء الروتين الحامل في مضمونه الفساد الإداري، ولعل الأهم إذا كان الحل موجوداً لماذا الجهات لا تأخذ به هذا من جهة، وانتشار البيروقراطية الإدارية من جهة ثانية، ومن هو المستفيد منها سوى من يريد التعقيد الإداري، علماً أنه تم التوجيه منذ زمن بتبسيط الإجراءات، واعتماد الأتمتة، وتم إنفاق اعتمادات وأرصدة مالية عالية لشراء منظومة معلوماتية لتوفير الجهد والورق، لذلك يعد غياب الأتمتة عن الخدمات الحكومية الإدارية عاملاً لتعقيد المعاملات وانتشار منظومة الروتين وقرصنة للوقت والجهد».

فوزي العربيد

وحول قدرة وطريقة مواجهة المواطن لتعقيدات الروتين ومتطلباته أوضح "نواف كيوان" أحد المتقاعدين من القطاع العام من أهالي قرية "مياماس" قائلاً: «لا يمكن مواجهة التعقيدات والروتين إلا بتبسيط الإجراءات الإدارية والاعتماد على مبدأ النافذة الواحدة المؤتمتة، حيث يتم احترام الوقت والجهد وتوفير مستلزمات العمل والتخفيف من الروتين القاتل، ويجب أن يواجه المواطن الروتين بالمطالبة الدائمة بنشر ثقافة المعاملة الإلكترونية، خاصة بعد انتشار وسائل إلكترونية في كثير من المنازل والبيوت ودوائر وعلم الشبكات، الأمر الذي يستطيع حينها المواطن مواجهة ذلك الروتين، وتوفير الازدحام على المنافذ والمراجعات الإدارية للدوائر، مع توفير مواد مستهلكة؛ وهو ما يخفف العبء على الدولة والمواطن، إذ تكمن مواجهة المواطن للروتين بالطلب الحثيث للمعاملات الإلكترونية، لتصبح أي معاملة مطلوبة من أي دائرة أسرع وأخف تكلفة».

وتابع "كيوان" عن إدراك أهمية وقت المواطن وجهده بالقول: «لا يمكن للمواطن أن يشعر بأهمية ذاته إلا حين يتم الإدراك والإحساس الحقيقي بأن هناك من يهتم به وبوقته وبإنجاز عمله، ولعل استخدام الأتمتة ومنظومتها هو توفير حقيقي للوقت والجهد وكذلك للتكاليف الباهظة التي تدفعها الدولة على الورقيات ومتطلباتها».

خالد أبو فخر
نواف كيوان