لتجاوز الآثار المعرقلة لانقطاع الكهرباء والإنترنت في محافظة "السويداء"، اعتمدت شرائح من المجتمع خطوات لاستثمار الوقت بما يكفل سير العمل؛ من خلال سلوكيات ميزتها التنظيم للحد من ضياع الوقت.

هنا نحاول حساب أوقات العمل في ظل هذه الظروف، وهل يتمكن الموظف من استثمار ساعات العمل الثماني، أم بات رهين المكتب بانتظار حضور الكهرباء والإنترنت؟ مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 13 تشرين الثاني 2014، حاولت مناقشة هذه الحالة مع ضيوفها، للتعرف إلى واقع العمل قبل وبعد هذه الظروف، وكيف انتقل الأشخاص من حالة الارتهان لعمل فيه ملامح التنظيم والتعامل مع البدائل الممكنة للمحافظة على أداء جيد، كما حدثتنا الإعلامية "نهلة حديفة" مراسلة جريدة تشرين في "السويداء"، وقالت: «لا يمكن في هذه المرحلة أن نعيد عجلة الحياة للخلف، ففي عهود سابقة كان يكفي للصحفي فكره المتفاعل والمحاور وقلمه الصريح القادر على نقل ما لديه لصفحات الجرائد أو أي نوع من الدوريات، ومع التطور وتوافر وسائل التواصل أصبح أمام المتخصص فرص كبيرة للاطلاع والتعرف والاستكشاف، من خلال شبكة الإنترنت، ومن ثم فإن الواقع التقني للعمل تغير ليرتبط العمل بتوافر الكهرباء والإنترنت وعملية الانقطاع هي اختصار لوقت العمل وتحديد ساعات الإنتاج، لكن حالة الاستمرارية فرضت تنظيم أوقات العمل واستخدام البدائل سواء بالمنزل أو العمل لنعتمد على بطاريات السيارات للحصول على الإضاءة التي تكفل استخدام وصلات معينة لضمان تشغيل الكمبيوتر الشخصي و"الراوتر" للتواصل مع شبكة الإنترنت، والمفيد بالموضوع أننا حاولنا في المكتب برمجة العمل ليكون منسجماً مع جداول الانقطاع، فعند حضور الكهرباء تكون ساعات عمل كاملة، وهذا ما ساهم في متابعة العمل ليكون الغاية الأولى لجهودنا طوال اليوم.

بالنسبة لي فالمشكلة مضاعفة لأن زملائي في المهنة استطاعوا إيجاد حلول باستخدام المولدات والعمل في أوقات انقطاع التيار، ولأنني مثل عدد من الزملاء حيث تقوم عيادتنا في أبنية قديمة غير مؤهلة لهذه القضايا لم نتمكن من الاستفادة من المولدات، لذلك وبانتظار الاشتراك بمولدة كبيرة تخدم البناية اتفقت مع المرضى للعمل في أوقات الكهرباء وفي الأغلب تحضر في أوقات الراحة، لكن لغاية العمل وخدمة المرضى أعمل في فترات الظهيرة، وأنظم العمل على هذا الأساس، ولأن الظرف عام وجدت تجاوباً كبيراً من المرضى لأعوض فترة ركود العمل التي ظهرت خلال العام الفائت

ومن ناحية إضافية فإننا بالتعود والتعرف إلى هذه البدائل استطعنا الانتقال لظرف أكثر مرونة، كي لا نقضي ساعات طويلة بعد إنجاز الجولات الميدانية، بانتظار الكهرباء لنرسل نتاج عملنا أو على الأقل لنعد تقاريرنا والأخبار المحلية اليومية، وتحسين فرص التواصل والاستفادة من وقت العمل، كي لا تختصر ساعات العمل من ثمان إلى ساعتين أو ثلاث ساعات وفي مرات عدة إلى نصف ساعة لا تكفي لإرسال ما تم إنجازه».

المعلمة وجدان حبيب

اختصار وقت العيادات لساعات قليلة ليكون تنظيم مواعيد المراجعين وفق جدول انقطاع الكهرباء في حال توافرت برامج منتظمة؛ هذا ما حدثتنا به الدكتورة "بشرى سعيد" طبيبة الأسنان عن ظروف عملها التي تحاول تجاوزها اليوم بالعمل في أوقات الراحة لتقدم خدمات علاجية للمراجعين، وقالت: «بالنسبة لي فالمشكلة مضاعفة لأن زملائي في المهنة استطاعوا إيجاد حلول باستخدام المولدات والعمل في أوقات انقطاع التيار، ولأنني مثل عدد من الزملاء حيث تقوم عيادتنا في أبنية قديمة غير مؤهلة لهذه القضايا لم نتمكن من الاستفادة من المولدات، لذلك وبانتظار الاشتراك بمولدة كبيرة تخدم البناية اتفقت مع المرضى للعمل في أوقات الكهرباء وفي الأغلب تحضر في أوقات الراحة، لكن لغاية العمل وخدمة المرضى أعمل في فترات الظهيرة، وأنظم العمل على هذا الأساس، ولأن الظرف عام وجدت تجاوباً كبيراً من المرضى لأعوض فترة ركود العمل التي ظهرت خلال العام الفائت».

وعلى مستوى التدريس والتطور الحاصل على المناهج ترتفع الحاجة لشبكة الإنترنت، ولا بد من الحصص المعتمدة على البرمجيات، كما حدثتنا المدرسة "وجدان حبيب" المتخصصة في مجال الرياضيات بالقول: «كنا نتعاون مع الطلاب للبحث عن معلومة لنسير وفق المناهج الحديثة، ونطلب من الطالب مجموعة من المعلومات من خلال شبكة الإنترنت، وكانت عملية فيها كثير من الفائدة للطالب والمدرس، اليوم لا تساعدنا الكهرباء في ذلك لأن وقت الطالب محدود ولا توافر للإنترنت يمكن الطالب من هذه العملية، لكنها ظروف أثارت الانتباه لعدة أنشطة يمكن للطالب والمعلم القيام بها أولها الخروج من حالة الانتظار لأن وقت الساعة والثلاث ساعات وقت منتج في حال أدركنا قيمته.

وفي هذه الحالة المستحدثة بتنا نكثف العمل مع طلابنا لغاية أولى ترتكز على تنظيم الوقت والاستفادة من وقت الكهرباء والإنترنت، ونطرح برامج وأمثلة، وقد لمسنا نتائج ذلك من خلال أولادنا حيث يكون لتوافر الإضاءة باستخدام بدائل مثل بطاريات السيارات والوصلات الحديثة؛ أثر في إنجاز الفروض المدرسية والتفاعل مع الكهرباء والإنترنت في الوقت المخصص.

ومن وجهة نظري فالمفيد هنا الحوار مع الطالب والتنبيه لأهمية الوقت لكيلا يهدره بلا انتباه، وقدرتنا ونجاحنا في تجاوز هذه الظروف يظهر من خلال تمكن طلاب كثر من التفوق والتميز والبروز في مجالات متعددة، وإذا كانت الأولمبياد ومشاريع "أبدع" استقطبت عدداً كبيراً من الطلبة بطاقات متميزة، فإننا كمعلمين على تماس مباشر مع الطلاب، نلاحظ حالات نرصدها يومياً لطلاب نجحوا في تنظيم الوقت واتخذوا خطوات باتجاه التميز في مجال العلوم والفيزياء والموسيقا والفن، والأهم من ذلك أن الأطفال تمكنوا من تعلم استخدام البدائل، فالطفل قدر فائدتها وهو قادر أيضاً على الاستفادة منها حتى في غياب الأهل».