ابتعد عن الكاميرا وخشبة المسرح ليعود إلى جذوره الأولى فاتحاً مضافته لأهل العلم والسياسة من أجل زيادة المودة والحب بين أبناء الوطن الواحد، وباتت مضافته مركزاً ثقافياً يستقطب الناس كل أسبوع بحرية مسؤولة لا يعكر صفوها شيء.

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان "ممدوح الأطرش" في مضافته الكائنة في مدينة "السويداء"، يوم الثلاثاء الواقع في 4 تشرين الثاني 2014، فتحدث عن فكرة اللقاء: «للمضافة في "جبل العرب" مكانة كبيرة في نفوس الناس، وهي المكان والتاريخ ومركز الفصل في كثير من القضايا المصيرية، وكانت وما زالت عامرة بالحب والكرامة، وقد فكرت لنساهم معاً في إعادة إحياء اللقاءات الكبيرة التي تهم المحافظة والوطن ككل، فنحن جزء من "سورية" الحضارة، ويصيبنا ما يصيب أي جزء منها، ولا شك أن أي شخص يكون جالساً في أي مضافة من مضافات الجبل يتمتع بالرؤية الخاصة به، ويناقش ما يريد، ونحن فتحنا الباب أمام شرائح المجتمع كافة ليدلوا بدلوهم بكل حرية بعيداً عن التوتر والانفعال والاصطفاف، وفي هذا اللقاء آثرنا أن يكون بيننا سياسيون وصحفيون ورجال دين في جلسة (مضافات) كما يقال، جلسة ودية يغلفها الاحترام والود والمسؤولية، وتركز الحديث عن (الفزعة والغيرة والحمية)، وما يهم المجتمع ويعانيه الناس».

الجميع في الجبل يعرفون معنى الاجتماع في المضافة، فالثورة السورية الكبرى انطلقت شرارتها من مضافة الراحل "سلطان باشا الأطرش" بعد أن أهين ضيفه "أدهم خنجر" فيها وهو غير موجود، واجتماعات الثوار وقرارات السياسيين كانت في واحدة من مضافات الجبل. ودعوة الفنان "الأطرش" لنا هي غاية في النبل والشهامة من أجل الاجتماع ومناقشة قضايا الجبل والوطن، وقد كان لـ"الفزعة" التي اشتهر بها أبناء المحافظة عبر التاريخ لنجدة الملهوف، وحماية الأرض والعرض، الجزء الأكبر من الحديث، ونحن اليوم أحوج ما نكون لكي نقف مع بعضنا بعضاً، ونتلاحم ضد الإرهاب الذي لا يميز بين البشر والحجر، ويعيدنا إلى عصور الظلام والتخلف. و"الفزعة" واجب على كل شخص بشرط ألا تسبب كارثة وترتد علينا إذا لم تكن في غير مكانها

السيدة "نهاد البيطار" القادمة من مدينة "شهبا" تحدثت عن هذه الدعوة، وما يعنيه لها الاجتماع في المضافة: «الجميع في الجبل يعرفون معنى الاجتماع في المضافة، فالثورة السورية الكبرى انطلقت شرارتها من مضافة الراحل "سلطان باشا الأطرش" بعد أن أهين ضيفه "أدهم خنجر" فيها وهو غير موجود، واجتماعات الثوار وقرارات السياسيين كانت في واحدة من مضافات الجبل. ودعوة الفنان "الأطرش" لنا هي غاية في النبل والشهامة من أجل الاجتماع ومناقشة قضايا الجبل والوطن، وقد كان لـ"الفزعة" التي اشتهر بها أبناء المحافظة عبر التاريخ لنجدة الملهوف، وحماية الأرض والعرض، الجزء الأكبر من الحديث، ونحن اليوم أحوج ما نكون لكي نقف مع بعضنا بعضاً، ونتلاحم ضد الإرهاب الذي لا يميز بين البشر والحجر، ويعيدنا إلى عصور الظلام والتخلف. و"الفزعة" واجب على كل شخص بشرط ألا تسبب كارثة وترتد علينا إذا لم تكن في غير مكانها».

إعلاميون وضيوف.

أما الأستاذ "شبلي جنود" أمين فرع حزب "البعث" في المحافظة، فقد استحضر قيمة "الفزعة" عبر التاريخ من خلال مواقف القائد العام للثورة السورية الكبرى، حيث قال: «"الفزعة" قيمة كبرى من قيمنا الأصيلة، والنخوة والغيرة والحمية هي من أصالة أبناء المحافظة، ولكننا نريد الفزعة المنظمة التي تعيننا على المصائب، والنخوة في بعض الأحيان تتسبب بالفوضى كما جرى في أكثر من مكان، وتخلف وراءها الكثير من الخسائر. ونحن منذ أن وجدنا في هذا الوطن على علاقة ود مع شرائح المجتمع والأخوة من باقي الطوائف الذين يشاركونا المصير نفسه، وأجمل ما في "السويداء" هي تلك اللوحة الجميلة المفعمة بالوطنية، ولا ننسى قول القائد العام للثورة السورية الكبرى "سلطان باشا الأطرش" الذي كان يرافقه علم "سورية" أثناء الثورة وليس علم الطائفة، عندما قال: (علم الطائفة مكانه في دور العبادة، ولم نقدم 3200 شهيد من أجل تحرير "السويداء" إنما لتحرير سورية)، وأبناء الجبل ليسوا قبائل وملل وشيع، بل مجتمعاً واحداً متآخياً ومتحاباً ويعرف ما يحاك في الخفاء والعلن عن التقسيم والتفرقة، وهناك حادثة أخرى مشهودة للقائد العام "الأطرش" عندما رفض الفتنة بكل أشكالها، واختار الرحيل والنفي عن الوطن قائلاً: (البنادق تسحب لتطلق الرصاص على المحتل، وليس على أبناء الوطن الواحد) فرحل عن "سورية" طائعاً، وعاد إليها بعد زوال الغيوم».

الجدير بالذكر، أن مضافة "الأطرش" زينت بصور عديدة تعود لرجال "سورية"، وملأت زواياها بأدوات التراث.

جانب من الحضور.