"تفتقت" عقول السوريين على عدد من الأشياء المتواجدة حكماً في أغلب البيوت لجعلها أدوات قادرة على توليد الطاقة الكهربائية لإنارة المنزل بأضعف الإيمان، والاستغناء عن كل الوسائل الأخرى المكلفة مادياً، والقابلة في أية لحظة للتوقف والعطب.

مدونة وطن "eSyria" التقت الأستاذ "منير أبو زين الدين" القاطن في مدينة "شهبا" يوم الأحد الواقع في 9 تشرين الثاني 2014، فتحدث عن كيفية التعامل مع انقطاع التيار الكهربائي في منزله، وقال: «عانيت كغيري من انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة والمنطقة بصورة كبيرة جعلت مني في البداية رجلاً عصبياً لا يحتمل، وأثرت هذه الحالة بالأولاد من حيث دراستهم وسلوكهم، وفكرة جلب مولدة كهربائية إلى المنزل تحتاج إلى مبلغ كبير من المال، إضافة إلى البنزين الذي لا يتوافر في أغلب الأحيان، ووجدت أن منهم من بدأ شراء البطاريات والشاحن المخصص لها لتوليد الكهرباء، وهي نظيفة وعملية ولكن بنفس الوقت تحتاج للطاقة الكهربائية من أجل الشحن، فوجدت في بطارية كمبيوتري المحمول حلاً جذرياً لهذه المشكلة، وهي معادلة بسيطة طالما تعتمد على البطارية والمأخذ، ففي البداية وصلتها بواسطة إبرة الخياطة التي قسمتها إلى قسمين مع شريط كهربائي بسيط، وعندما نجحت التجربة عدلت الإبرة ووضعتها بمأخذ نظامي، وللعلم البطارية تولد طاقة كبيرة تضيء البيت كله مدة تزيد على ثلاث ساعات كاملة. صحيح أنني استغنيت عن الكمبيوتر في الليل، ولكنه وفر عليّ مبالغ طائلة، وجعلني ألتفت للقراءة وللجلوس مع الأسرة لأوقات طويلة».

ليس هناك مشكلة كبيرة، فقد تكيفت مع الواقع بصورة كبيرة، لأننا شعب يعشق الحياة، وبمقدورنا اجتراح الحلول التي تمكننا من تجاوز المشكلات، وفي مثل وضع الكهرباء كانت فرصة مناسبة لي لكي أكثف قراءاتي وأمتن علاقتي مع الكتاب على الرغم من أنها لم تنقطع يوماً، وأعتقد أن انقطاع الكهرباء وإيجاد بدائل من قبل الناس مثل: "اللوكس، والفانوس"، وغيرهما عزز الحالة الاجتماعية ضمن العائلة الواحدة، وبين الناس

وعن مدى تأثير الأزمة في واقعه، أضاف: «ليس هناك مشكلة كبيرة، فقد تكيفت مع الواقع بصورة كبيرة، لأننا شعب يعشق الحياة، وبمقدورنا اجتراح الحلول التي تمكننا من تجاوز المشكلات، وفي مثل وضع الكهرباء كانت فرصة مناسبة لي لكي أكثف قراءاتي وأمتن علاقتي مع الكتاب على الرغم من أنها لم تنقطع يوماً، وأعتقد أن انقطاع الكهرباء وإيجاد بدائل من قبل الناس مثل: "اللوكس، والفانوس"، وغيرهما عزز الحالة الاجتماعية ضمن العائلة الواحدة، وبين الناس».

تركيب المآخذ.

أما الشيخ "فوزي عقل" فقد استثمر هاتفه الأرضي لإنارة منزله بطريقة لم تكلفه سوى وصلة شريط كهربائي بسيط، وقطعة مما يسمى "اللد"، وأضاف: «أنا موظف متقاعد وراتبي لا يسد الرمق، وعلى الرغم من عملي الخاص في "تخريق" قمرات الأعواد الموسيقية إلا أن الواقع الحالي فرض علينا أن نتأقلم مع الوضع، فهذه المصلحة تكاد تنقرض لانعدام التصدير بعد الأزمة، ووجدت في الهواتف الأرضية عاملاً مساعداً للإنارة، وهي طريقة بسيطة تعتمد على وصل سلك كهربائي رفيع على الجهاز مباشرة، ولكن الخط في هذه الحالة يصبح مشغولاً، ولا يستقبل المكالمات الهاتفية، ولكنه كان الحل المثالي في إيجاد النور على الأقل في الصالون وغرفة العائلة، وهناك إشاعات كثيرة عن الفواتير التي تترتب على ذلك، غير أنها إشاعة لا أساس لها».

أما السيد "مالك جمال زين الدين" فقد حل المشكلة بطريقة بسيطة وسلسة، ومن دون أية تكاليف مادية سوى شريط كهربائي وشراء "اللدات" من السوق، وقال: «كنت من أوائل الناس الذين جلبوا المولدة التي تعمل على البنزين، وهي صينية الصنع والمنشأ، ودائمة الأعطال، إضافة لصوتها المزعج الذي يقلق الجيران، وجاءت فترات كنت فيها أبحث عن البنزين الذي انقطع فجأة فقمت بتحويل بطارية سيارتي إلى إنارة ليلية عن طريق وصلها مباشرة بمأخذين، وسحب الشريط إلى الطابق الثاني، زد على ذلك أنني وصلت الشريط إلى شقة جاري من أجل الإنارة أيضاً، وعند الصباح أقوم بتشغيل السيارة بواسطة الشد من قبل شباب الحارة حتى تعود البطارية للعمل من جديد في قصة يومية ممتعة، حيث اعتاد شباب الحارة توقيت ذهابي للعمل من أجل الاستعداد (للدفش)، وهو ما بات يعرف عندهم بالدرس الرياضي الصباحي».

إضاءة كاملة وعالية.
الهاتف الثابت مصدر للإضاءة.