التين المجفف، الدبس واللبن وإبريق الشاي، أهم ما تتضمنه زوادة السيد "نزيه جزان" أثناء ذهابه إلى بساتين التفاح والعنب والزيتون، بعد استيقاظه المبكر شأنه شأن أغلب أهالي بلدة "قنوات" الذين يغدون حقولهم في أغلب أيام السنة، كعادة تنم على أن الزراعة لديهم تأخذ طابع المحبة والتقليد.

مدونة وطن "eSyria" زارت بلدة "قنوات" ورافقت السيد "جزان" في 27 تشرين الأول 2014، إلى بستانه فتحدث عن عادات وتقاليد أهالي البلدة بما يخص التعامل مع حقولهم بالقول: «الذهاب إلى الحقول والكروم والبساتين هي عادات شبه يومية لدى أغلب أهالي بلدة "قنوات"، حيث يرافقون حقولهم تقريباً طوال أيام السنة من موسم الفلاحة إلى موسم التقليم والرش، إضافة إلى عادة الاطمئنان على الأشجار التي تمثل لدى بعضهم صديقاً لا يمكن الاستغناء عنه، لكن الأيام الأهم هي أيام جني المحصول، حيث يبدأ جني الثمار في كروم وبساتين بلدة "قنوات" منذ نهاية الشهر التاسع، ويستمر حتى نهاية شهر تشرين الثاني، فترى أغلب أهالي البلدة إن لم نقل كلهم باستثناء المغتربين في مثل هذا الوقت يرافقون الشمس في شروقها متوجهين نحو بساتينهم بثياب العمل التي تتكون من ثياب قوية الخيوط مثل "الشروال" أو بنطال الجينز للشباب، إضافة إلى سترة تقي من البرد و"الشماخ" وهو غطاء الرأس، ويصطحبون معهم الأدوات اللازمة كالمقص لكروم العنب والمشط لقطاف الزيتون، بينما التفاح يقطف بالأيدي وتكون السلات متواجدة لوضع المحصول، الذي يتم فرزه ونقله فيما بعد إلى أماكن التخزين أو التسويق، وأراضي بلدة "قنوات" كبيرة وغنية؛ حيث تبلغ مساحتها 75 "فداناً"، والفدان حوالي 120 دونماً، وأنا لدي 30 دونماً من الأرض، منها عشرة دونمات مزروعة بالتفاح والباقي بالزيتون والإجاص، وفي كل موسم نقوم بجني المحصول كسائر أهالي البلدة، وتقسم عملية الجني إلى مرحلتين؛ فالكروم القريبة يبدأ فيها القطف نهاية الشهر التاسع لأن نضجها يكون أبكر، بينما تتأخر الكروم التي في ظهر الجبل بسبب تدني درجات الحرارة، وهذا يحتاج إلى وقت أطول لذلك يبدأ القطف فيها بعد عشرة أيام، أي مع بداية الشهر العاشر، ويستمر حتى جني كل المحصول».

مساحة أراضي قرية "قنوات"380 ألف دونم، الأراضي القابلة للزراعة منها 50 ألف دونم، والمستثمرة منها 38100 دونم، ويبلغ عدد أشجار التفاح 272000 شجرة، وغرسات العنب 272000 غرسة، ويبلغ عدد أشجار الزيتون 38457 شجرة، والإجاص 45299 شجرة، ومساحة الأراضي المزروعة بالعنب 4478 دونماً، والتفاح 15994 دونماً، والإنتاج بالطن التفاح 8159 طناً، والكرمة 1566 طناً، والزيتون 435 طناً، والتين 101 طن، والمشمش 25 طناً، والإجاص 609 طن، والخوخ 16 طناً، والدراق 50 طناً

وعن الطقوس التي ترافق عملية جني المحاصيل يتابع: «عندما يصل الناس إلى الكروم في موسم حصاد الحبوب أو في موسم جني الثمار يوزعون العمل، واللافت أن من يعمل في هذه المهنة ليس فلاحاً فقط، أو شخصاً متخصصاً بالزراعة وحدها، فالزراعة لدينا مهنة الآباء والأجداد، لذلك نحن نتوارثها كجزء من التقاليد، فأنا مثلاً لدي أبناء منهم: "خالد" الطبيب، و"نشأت" المحامي، و"أيمن" المدرس، و"ثائر" الذي يحمل البكالوريوس في التجارة، وكلهم يذهبون معي للكروم في أيام عطلهم أو إجازاتهم، ونقوم بالعمل بمجموعات من شخصين وحتى عشرة أشخاص، والعمل لا يقتصر على الرجال فقط بل هناك مشاركة للنساء، وعندما نبدأ العمل نبدأ الغناء، والأغاني تكون من التراث، وهي من الأغاني التي تثير الحماسة لزيادة التنافس في العمل؛ مثل أغنية "طير هدى عالمرقاب هو باشق ولى عقاب.. فلان بجنبي يا شباب.. ما تعب ولا كلت أيدو يا حباب"، وهناك أيضاً ظاهرة جميلة نعرفها منذ القدم، وهي "الفزعة"؛ فعندما ينتهي أحد من جمع محصوله يقوم بمساعدة جاره، وبعد أن تنتهي أهالي البلدة تقوم الناس بعمل المعجنات وتدعو الأهل والأقارب تيمناً منها بالمحبة وزيادة البركة، وخصوصاً أكلة "اللزاقيات" المصنوعة من الخبز العربي والحلاوة والسمن والجوز».

السيدة ابتسام زين الدين

وعن مشاركة المرأة تتحدث السيدة "ابتسام بشر زين الدين" وهي صاحبة أحد الكروم، بالقول: «تعودنا في موسم قطاف التفاح أن نعمل مع الرجال يداً بيد، والعمل الذي تستطيع المرأة القيام به ليس فيما يتعلق بتحضير الطعام أو ما يسمى "الزوادة" فقط، بل في عملية القطاف والفرز والتحميل إذا شئت، فالتفاح بعد أن يقطف يتم تصنيفه في ثلاث درجات: الأولى وهي الممتازة التي تكون جاهزة للتصدير والبيع، والفئة الثانية التي تسوق محلياً، والفئة الثالثة ويكون سعرها أقل وتذهب للعصر، وأنا مسرورة في مثل هذه الأيام لأنها تمثل حالة من التآلف والتكاتف بين الناس في البلدة، حيث ترى طقوس الخروج للكروم ومرافقة الطبيعة بكل ما تحمله من جماليات».

بدوره الدكتور في الهندسة الزراعية "حسين زريفة" تحدث عن مساحة الأرضي الزراعية وكمية المحاصيل في بلدة "قنوات"، بالقول: «مساحة أراضي قرية "قنوات"380 ألف دونم، الأراضي القابلة للزراعة منها 50 ألف دونم، والمستثمرة منها 38100 دونم، ويبلغ عدد أشجار التفاح 272000 شجرة، وغرسات العنب 272000 غرسة، ويبلغ عدد أشجار الزيتون 38457 شجرة، والإجاص 45299 شجرة، ومساحة الأراضي المزروعة بالعنب 4478 دونماً، والتفاح 15994 دونماً، والإنتاج بالطن التفاح 8159 طناً، والكرمة 1566 طناً، والزيتون 435 طناً، والتين 101 طن، والمشمش 25 طناً، والإجاص 609 طن، والخوخ 16 طناً، والدراق 50 طناً».

الدكتور حسين زريفة

يذكر أن بلدة "قنوات" تبعد عن مدينة "السويداء" مسافة 7كم، وأن أرضها ممتدة إلى الشمال حتى بلدة "مردك" وإلى الجنوب حتى أراضي مدينة "السويداء"، وإلى الشرق حتى قرية "مفعلة"، وإلى الغرب حتى قرية "عتيل"، ومن أسماء الأراضي المعروفة فيها: "الفطم، والعرايس، والمكنة، والعلمي، والقصقيصة، وأبو حمرا".

أثناء العمل