يقول العامل في مديرية كهرباء السويداء السيد عامر أبو عسلي إنه تعرض لتجربة قاسية لم تزل ماثلة في ذاكرته إلى الآن، لن يمحوها إلا الموت...
وكان القدر حليفه في تلك اللحظة وأراد له أن ينجو لكي يخبر الناس عن تلك التجربة حتى يتذكروا أولئك الذين ضحوا بحياتهم من أجل الواجب المقدس.
عامر عامل على الشبكة الكهربائية في اوقات الصيف والشتاء والبرد والثلج، له رفاق قضوا في ظروف استثنائية حتى ينعم الناس بالدفء والنور، قرر أن يخلد اصدقاءه- شهداء الواجب، فصمم لوحة تضم صورهم وتواريخ استشهادهم، وعلقها في مبنى مديرية الكهرباء حتى تبقى ذكراهم ماثلة في عقول الناس تتحدث عنهم مدى الحياة.
فالشهادة كما يقول الشيخ "ابو حمزة" ليست مقتصرة على الدفاع عن الوطن وحدوده ضد الغزاة والطامعين، فهناك شهداء كثر ضحوا بحياتهم من اجل الناس والوطن والواجب، كشهداء الدفاع المدني والشرطة وشهداء افواج الاطفاء وعمال الكهرباء الذين يسهرون الليل في احلك الظروف الجوية من اجل ان يسهر الناس في النور وينعموا بالدفء والسعادة، هم شهداء خالدين عند ربهم، وما اللوحة التي صممها السيد عامر ابو عسلي سوى لفتة وفاء من هذا الشاب الذي عاش ويعيش نفس الظروف التي تعرض لها زملاؤه الابطال.