ضمن فعاليات مهرجان ربيع حماة بدورته الحادية عشرة قدمت لجنة الطير الحر في المحافظة مجموعة من العروض لطرق الصيد بالطير الحر, كما عرضت لعدد من الطيور.

موقع eHama التقى السيد حسين عواد الرملات رئيس لجنة الصقور في سورية وكان لنا معه الحوار التالي.

بداية حدثنا عن رياضة تربية الطير الحر بقوله:" تربية الطير الحر للصيد من الرياضات القديمة والمعروفة لآبائنا وأجدادنا, حيث وجدت هذه الرياضة منذ ما قبل الإسلام وقد حافظت عليها العرب, وللعلم فالعرب وحدهم دون شعوب العالم كافة هم من يتعامل مع الطير الحر ويقوم بتدريبه واستخدامه بالصيد, كما أن العرب اتخذت من اقتناء هذا الطير هواية لبعض الناس حيث مارسوها منذ القدم".

وعن سبب استخدام الطير الحر بالصيد قال الرملات:" لقد تأكد لممارسي هواية الصيد أن أي محاولة لاصطياد الطيور لن تنجح دون استخدام وسيلة جارحة (كانت فيما مضى النبال والسهام, واليوم بوساطة بنادق الصيد) حتى كان تدريب الطير الحر الذي استطعنا بفضله اصطياد أي طائر مهما كان حجمه أو نوعه أو حتى المسافة التي تفصلنا عنه, سواء في الأرض أو السماء, حيث يقوم الطير الحر المدرب باصطياد الطائر وإحضاره لصاحبه".

وعن أنواع الطير الحر قال الرملات:" الحر من أنواع الصقور, ويشابهه طير الشاهين, مع اختلاف في فصيلة كلاً منهما, حيث يتمتع الطير الحر بسرعة طيران تصل وقت الانقضاض على فريسته حتى (360 كم / سا) كما يتمتع بقوة نظر ثاقبة يكاد يتفرد بها بين المخلوقات الحية, حيث بإمكانه رؤية فريسته مهما كانت صغيرة من مسافة (30كم) وكأنها أمام عينيه مباشرة, والسبب قوة الحدقة لديه ".

وعن هجرة الطير الحر قال حسين الرملات:" تبدأ رحلة الطير الحر بتاريخ 15/9 وتستمر حتى 15/11 من كل عام حيث يعبر قادماً من روسيا وإيران وشمالي العراق عبر سورية ويتجه إلى شمال شرقي أفريقيا على سواحل البحر الأحمر, ثم يعود في منتصف شهر آذار وحتى منتصف نيسان في العام التالي عائداً لموطنه الأصلي, ويقطع خلال رحلته هذه مسافة تقارب الأربعة آلاف كيلو متر".

كما شرح لنا الرملات كيفية صيد الطير الحر بقوله:" في فترة عبور الطير الحر فوق الأراضي السورية أثناء هجرته من الشمال إلى الجنوب أو عودته من الجنوب إلى الشمال, يقوم الصيادون بمطاردة الطير الحر, وتكون طريقة الصيد المثلى بالحمام, وذلك عبر وضع شبكة صيد خاصة فوق ظهر طير الحمام, ورميها له, ومع انقضاض الطير الحر على طائر الحمام يعلق الشبكة الموجودة على ظهر الحمامة بقدمي الطير الحر, مما يعيق طيرانه فيهوي على الأرض بعد محاولة الهروب, وفي بعض الأحيان تختلف المسافة التي يطير بها الطير الحر حاملاً الحمامة معه فتصل أحياناً حتى /1 كم / ويكون الصياد مطارداً له في هذه الأثناء, حيث يتم إلقاء القبض على الطير, وفوراً يتم وضع البرقع على وجهه, وبعد أقل من ساعة يهدأ الطير على يد الصياد, وفي محلة لاحقة يتم إطلاق اسم على الطائر, ثم تبدأ رحلة التدريب والتمرين ليعتاد على صاحبه ويتآلف معه, ومن ميزات الطير الحر أنه يتآلف مع الإنسان بسهولة ويسر".

وعن حقيقة ارتفاع سعر الطير الحر قال الرملات:" يتراوح سعر الطير الحر بين العشرة آلاف ليرة سورية, والعشرة مليون ليرة سورية, وفي الغالب يتم بيعه لدول الخليج العربي والسعودية, حيث يقتنيه سكان هذه البلدان بكثرة".

الرملات لفت إلى أن عدد " الصقور من نوع الطير الحر الموجودة في سورية بهدف التربية لا تزيد عن / 75 / طير, لأن أغلب الطيور التي يتم صيدها تباع للخليج, كون الطائر يحتاج إلى تكاليف ترهق عاتق أي صياد, حيث يحتاج لوجبات لحوم يومية, ولمسافات شاسعة للتمرين على الصيد والطيران بشكل مستمر".

وعن لجنة الصقور قال رئيس اللجنة:" نحن نتبع لجمعية الخيول الأصيلة والطير الحر وكلاب الصيد, وقد سمح الدستور بتشكيل هذه الجمعية وممارسة النشاط الخاص بها, والتمثيل والإشهار ومراجعة الدوائر الرسمية باسمها على أراضي الجمهورية العربية السورية, ومنذ أربع سنوات تم إشهار الجمعية, ومنذ ذالك الحين تشارك الجمعية بكافة المهرجانات الخاصة والفعاليات ذات الصلة المحلية والعربية والعالمية, أمّا فيما يتعلق بلجنة الصقور فنحن ننظم عمل الصيادين الذين يمارسون مهنة صيد الطير الحر على أراضي الجمهورية العربية السورية, ويبلغ عددهم قرابة السبعمائة صياد, كما نشارك في المؤتمرات العلمية والمعارض الخاصة والنشاطات السياحية والزراعية والاقتصادية ذات الصلة".