الخطوبة هي المرحلة التي تسبق الزواج، والتي تتيح للطرفين/ الشاب والفتاة / معرفة بعضهم البعض من خلال أهوائهم، وميولهم، ودراسة أفكارهم وآرائهم، من أجل الوصول لمرحلة الزواج،

في هذه المرحلة يفترض أن يظهر الشريكان بشخصيتهم الحقيقية، لا أن يُظهرا من شخصيتهم الجانب الإيجابي، ويتجنبان الجانب السيئ، لأنه بقدر ما تكون مرحلة الخطوبة قائمة على الصراحة والوضوح والتفاهم يكون الزواج ناجحاً -هذا هو المنطق، لكن هل كانت هناك فرصة لذلك أيام زمان ؟

في البيئة الشامية تقول السيدة أم أكرم: كانت مرحلة الخطوبة تبدأ بخروج والدة الشاب مع بعض النسوة للبحث عن فتيات في سن الزواج، إما عن طريق أحد الأقارب، أو من خلال الداية، فهي بحكم عملها تدخل إلى العديد من البيوت، وما أن تتم عملية التعارف - تتابع أم أكرم- بين الأسرتين حتى تقوم الفتاة المرشحة للخطوبة بتقديم القهوة، وهنا تقوم والدة الشاب بإجراء فحص دقيق للفتاة من حيث الطول، والصحة، والعيون، والصدر، وجمال الوجه، وطريقة حديثها، ومن ثم تقوم والدة العريس وبشيء من السرية برؤية الفتاة في الحمام للتأكد من طبيعة جسدها إذا كان يوجد فيه عيب غير ظاهر أم لا، وبعد أن تنجح الفتاة بالامتحان الذي قامت به أم الشاب، تقوم بدورها بإخبار زوجها بأنها قد وجدت الفتاة المناسبة من أجل أن يستشير الأقارب.

السيدة أم أكرم

أهل الفتاة بالمقابل – تضيف السيدة أم أكرم- يقومون بالسؤال عن الشاب لمعرفة أخلاقه وحسبه ونسبه وماذا يعمل وكم يكسب، كل ذلك - تؤكد أم أكرم - كان يلعب دوراً كبيراً في هذا الزواج، بالإضافة إلى المكانة الاجتماعية، وبعد موافقة الطرفين على الزواج تقوم الأسرتان بالتخطيط له، لأن الشاب والفتاة في هذه المرحلة لا رأي لهما، فغالباً ما تكون الفتاة تحت سن الثامنة عشرة وكذلك الأمر بالنسبة للشاب فهو لم يكن في عمر يسمح له بإبداء الرأي، ناهيك عن رغبته في عدم إزعاج والده لأنه من المعيب مخالفة الشاب لأباه، ومن الذل بالوقت نفسه أن ترفض الفتاة رأي والدها في اختياره لشريك حياتها، فيختار الأهل ما يناسبهم لا ما يناسب الخطيبان فلهم وحدهم الكلمة والرأي في هذا الشأن، هكذا كانت الخطوبة في البيئة الشامية قديماً، لكن الأمر اختلف كثيرا هذه الأيام تؤكد السيدة أم أكرم، وإن كان البعض القليل ما زال متمسكا بهذه العادات والتقاليد أو بعضها في يومنا هذا، كما أن الأهل أصبحوا قادرين على تفهم أبنائهم أكثر نتيجة التطور والانفتاح وانتشار الوعي في مجتمعنا.

الشابة سعاد سنة ثالثة هندسة معمارية سألناها فيما إذا كانت تقبل بمثل الطريقة القديمة للخطوبة ؟ لا لا رفضت على الفور- قبل ان أكمل سؤالي وقالت: قبل كل شيء الفتاة كما الشاب عنصر حاسم من عناصر الأسرة التي يفترض تكوينها من خلال الزواج، وبالتالي يجب أن يكون هناك انسجام بين الطرفين في الميول والاهتمامات، كما يجب أن يكون هناك تقارباً كبيراً في المستوى التعليمي، إضافة إلى الأمور الأخرى كالوضع الاجتماعي والمالي وغيره، ولكن بالتأكيد لن أقبل الطريقة القديمة في الخطبة، لأن الفتاة أي فتاة في النهاية ليست سلعة للبيع ليجري فحصها وتفحصها ،كما أن الحياة الزوجية أصبحت تشاركية فيعمل الاثنان معاً في تأمين حياة مشتركة قائمة على المحبة والتعاون.

الآنسة سعاد