بكثير من اللون الأحمر والصبر، وقليل من الطعام جابوا بقاع هذا الوطن مقاتلين...

إيمانا منهم بأن الاستقلال يؤخذ ولا يعطى وأن الحرية هي الهدف الأسمى وأن الكرامة هي ما خلق الإنسان ليعش لأجله، ومن أجله واجهوا مدافع العدو بالبنادق والعصي وبما يحملونه من إيمان وحب لوطنهم تجلى في أهازيجهم وشعرهم الشعبي (عرش المظالم انهدم/ والعز طب بلادنا/ حنا حماتك ياعلم/ بأرواحنا وأكبادنا) هكذا كانوا وهكذا علموا أبناءهم وأحفادهم الذين جاؤوا متقاطرين وفودا إلى الملعب البلدي في مدينة السويداء حيث أقيم الاحتفال المركزي بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لعيد الجلاء.

الشيخ أبو مزيد سليم سابق قال لموقع eSuweda عندما التقيناه في الاحتفال: هذا اليوم مقدس وهو يوم وطني نستعيد به بطولات المجاهدين في هذه المحافظة التي قدمت الكثير من الشهداء ليبقى تراب هذا الوطن حرا، وهناك الكثير من الحوادث والشواهد التي لا تتسع لها الكتب والتي تروي هذه البطولات، فأنا قد عاصرت الكثير من الثوار الذي جاهدوا ليبقى هذا الوطن حرا.

الأستاذ ناجي حديفة مدير احصاء السويداء قال: هذا اليوم الخالد في تاريخ سورية والذي قاده مجاهدو سورية في سبيل الجلاء والاستقلال يستمر اليوم مع السيد الرئيس بشار الأسد من انتصار إلى انتصار وإن شاء الله سنرفع راية سورية فوق الجولان الحبيب.

الأستاذ ميشال العسافين مدير التخطيط في السويداء قال: هذا اليوم تأكيد لاستمرار النضال واستمرار مسيرة الثورة التي بدأت بمناهضة الاستعمار الفرنسي وهذه الحشود التي هنا جاءت لتؤكد الاستمرار لإعادة جميع الحقوق المغتصبة.

الأستاذ ميشال السهوي مدير المعهد الفلاحي قال: الجلاء هو جلاء الذل والعار عن نفوس أبناء شعبنا الذي سطر بدمائه أروع وأنصع صفحات النضال وما هذه الحشود في هذا المكان والزمان إلا تأكيد لاستمرارية النضال وهذا ما يذكرنا بقول الشاعر:

يوم الجلاء هو الدنيا وزهوتها/ لنا ابتهاج وللباغين ارغام.

الطفل أيمن سابق قال: نحن هنا لنقول لكل الباغين والظالمين إننا سنتابع مسيرة آبائنا وأجدادنا الذين دفعوا دماءهم دفاعا عن هذه الأرض التي ستبقى عربية مهما حاول المستعمر تغيير هويتها.

بقي أن نذكر أن يوم الاستقلال ما هو إلا تعبير عن أن الثورة السورية الكبرى التي قادها المغفور له سلطان باشا الأطرش ستبقى منارة تضيء الطريق الذي يجب أن تسلكه كل الأجيال التي تؤمن بأن العربي الحر يرفض الخضوع والخنوع ويفضل الموت على أن يحكم بلاده الطغاة والمستبدين.