كان الهدف من إنشاء المطعم ان يكون متناغماً مع المكان وان يوحي للزائر بأنه وسط عوالم لم يعشها بل سمعها من اجداده قبل ان يغادروا هذا العالم..

هكذا بدأ السيد عماد سلمان العشعوش المولود في السويداء عام 1963 عندما سألناه عن فكرة وتصميم مطعم البرج الموجود مقابل ساحه سلطان باشا الأطرش من جهة الغرب ومقابل السراي الحكومي من جهة الجنوب فقال: وهل هناك اجمل من الاتصاق بالتاريخ خاصة انه تاريخ مشرف, فذلك الرجل الذي يحمل سيفا ويركب على حصانه علم العالم معنى الشرف والعزة والكرامة، ورأيت ان الموقع يتطلب ان احترم هذا المركز الكبير فقررت ان تكون اجواء المطعم نظيفة وشفافة ورمانسية هادئة.

والفكرة بدأت عام 1994, مع العلم ان اغلب أهالي المدينه يعتقدون ان المطعم موجود منذ أيام الفرنسيين وعن هذا الأمر قال السيد عماد إنه حاول جاهدا ان يكون البناء الخارجي مشابها الى حد ما بالسراي الحكومي والآجر الأحمر وبالسوق الملاصق فهو عبارة عن بناء مبني من البازلت وسقفه من الآجر الاحمر ولهذا يعتقد الناس ان تصميمه قديم ويمكن ان يكون فرنسيا.

وعندما سالناه عن المعاناة التي رافقت تصميمه قال: ان المكان برمته هو عمل فردي بامتباز فلا احد ساهم معي بشيء وكان الصبر قوتي والاراده زادي فهدفي كان ان ابقى واقفا كذلك التمثال وان يشار إلي وإلى انجازي باحترام.

فحتى هذه اللحظة ومنذ انشاء المطعم لم اقم بأي اعلان ولا دعاية واحدة سوى تلك القارمة الصغيرة التي تدل على المدخل الصغير واحس بالفرح الشديد مع كل سنه تمضي لأن عملي في هذا المجال خدمة الناس وتقديم لقمة طيبة لهم او حتى فنجان القهوة اللذيذ يدخل البهجة والسلام والفرح الى نفسي وكل يوم احس براحة ضمير كبيرة وانام ملء جفوني بلا قلق او توتر.

شاءت المصادفة ان نلتقي في مطعم البرج بالمستثمر السيد نبيل الخطيب صاحب مطعم المضياف والذي يؤسس لاكبر فندق في السويداء على طريق قنوات والذي اسماه (كاناثا) حيث اعتبر مطعم البرج مثالا حيا على قوة الشخصية التي يتمتع بها صاحبه وعلى السمعة العطرة للمطعم ما يجعله قدوة حسنة للجميع وقال: ان البرج علامة فارقة في مدينة السويداء ولهذا تشاهد السياح يأتون اليه من اصقاع العالم بعد ان يتمتعوا برؤية الاوابد التاريخية في المحافظة.

تلك هي زاوية من زوايا الحب الذي يعشش في حنايا مدينة السويداء، والراغب في المتعة والفرجة المجانية على التاريخ ما عليه سوى ان يتسلق ادراج البرج ويأخذ مكانه كضيف عزيز وغال وما على اهل الدار سوى القول: (اهلا وسهلا بكم.. انت في السويداء).