المثل الشعبي قديم موغل في القدم وقد مر بأطوار وأزمان وترعرع حتى اكتمل ولابد ان يكون له تاريخه المجهول الذي قطع فيه أشواطاً حتى وصل إلينا على هذا النحو وقد نزل المثل الشعبي

بخصوبته من النفس العربية منزلاً قوياً، فوجه النفوس وصاغ العقول وكرس خصالاً ونفر من أخرى وعمل على توحيد الوجدان والطباع والعادات والمثل العليا، لذلك تعتبر الأمثال حكمة الشعوب وينبوعها الذي لا ينضب وهي الدليل على أخلاقيات الشعوب والمرآة التي تعكس نمط عيشهم فهي صورة المجتمع وطريقة تفكيره ومنهجه في السلوك فلذلك تعتبر الأمثال الشعبية وثيقة تاريخية واجتماعية، هذا ما ورد على لسان الصحفي والأديب حسين خويص، وأضاف: فهي ديوان العرب وخزانة حكمتهم ومستنبط آدابهم ومستودع علومهم وفي اغلب الأحيان كان المثل الشعبي يتميز بروح مرحة فكاهية لرسم صورة كاريكاتيرية من اجل الدعابة والسخرية فالسخرية في المثل الشعبي تتضمن التناقض وحب التقليد أي رصد العيب وكشف أسرار النفس بالصورة الطريفة والأمثال الشعبية ليست وليدة ساعتها فلكل مثل حكاية.

زمّر بنيّك:

مثل شعبي وله أيضا حكاية تقول إنه كان هناك أب عنده ولد وذات يوم أوصى الأب جاره أن يشتري لابنه مزمار من البلد فنسي الجار ان يشتريه له وكذلك نسي في المرة الثانية والثالثة وبعدها قام الأب بإعطاء الجار ثمن المزمار فقال له الآن زمر بنيك.

بلاكي يامحارتين:

وأصل هذا المثل انه حصل خلاف حاد بين عائلتين وأثناء الصلح لم يرض أهالي "محارتين" فقال احد الوجهاء بلاك يا محارتين وبقي المثل رائجاً

لا في العير ولا في النفير:

يضرب هذا المثل للرجل الذي لا يصلح لمهمة ويحتقر لقلة نفعه واصل هذا المثل أن عير هي قافلة لقريش أقبلت مع أبي سفيان من الشام والنفير من خرج مع عتبة بن ربيعة لاستنقاذها من أيدي المسلمين فكانت معركة بدر فكل من تخلف عنهم قيل فيه هذا المثل.

كمجير ام عامر:

خرج قوم إلى الصيد فعرضت لهم أم عامر وهي ضبع فطاردوها حتى الجؤوها إلى خباء إعرابي فدخلته فخرج إليهم الإعرابي وقال ما شأنكم بها قالوا: صيدنا وطريدتنا فقال: كلا والذي نفسي بيده لا تصلون إليها ما دام سيفي بيدي فرجعوا وتركوه وقام وقدم للضبع حليبا ثم سقاها ماء حتى عاشت واستراحت، فبينما الاعرابي نائم وثبت عليه فبقرت بطنه وشربت دمه فجاء ابن عمه ورآه على هذه الحالة فانشد يقول: من يصنع المعروف في غير اهله يلاقي الذي لاقى مجير ام عامر.